الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً:
إن معنى اليأس من روح الله تعالى هو اليأس من رحمته (جلَّ وعلا)، وقد عدّته الروايات الشريفة من الكبائر، فقد روي أنه أكبر الكبائر بعد الشرك بالله تعالى [عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للشيخ الصدوق: ج٢، ص٢٥٧-٢٥٨] ويمكن القول: إن هذا المعنى لا يجوز أن يعتقد به أحد، على مستوى الفكر، وعلى مستوى السلوك والعمل، وعلى مستوى الأفراد وعلى مستوى الجماعات. الأمر الذي يعني أن يبقى مفهوم الرحمة الإلهية والفرج والنصر قائماً نصب العين.
وهذا يمثل خطوة مهمة من خطوات الانتظار البنّاء للإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
وثانياً:
إن الضرورة التاريخية والسنن الإلهية والعدالة التي أودعها الله في هذه الدنيا تقتضي أن يأتي يوم تتجلّى فيه هذه العدالة ويأمن الناس والشعوب ويتجهون إلى الله سبحانه وتعالى بالعبادة باعتبارها الهدف من الخلق حيث قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦] وبما أنه لم تتحقق لحد الآن العبادة المطلقة لله سبحانه وتعالى، فلابد أن يأتي ذلك اليوم الذي يتحقق فيه مصداق هذه الآية إذن اليأس من رحمة الله مخالفٌ للضرورة الإلهية في تحقيق العدالة، ولذا أصبح من الضروري جداً أن ينتظر الإنسان الفرج باعتباره مصداقاً أعلى للرحمة الإلهية لأن أهل البيت (عليهم السلام) هم رحمة للعالمين.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)