الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٢١/ صفر/ ١٤٣٢هـ » رداً على ما جاء في مقال غالب الشابندر
العدد: ٢١/ صفر/ ١٤٣٢ه

المقالات رداً على ما جاء في مقال غالب الشابندر

القسم القسم: العدد: ٢١/ صفر/ ١٤٣٢هـ الشخص الكاتب: جمع من طلبة الحوزة العلمية التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/١٠ المشاهدات المشاهدات: ٤٨٧٠ التعليقات التعليقات: ٠

رداً على ما جاء في مقال غالب الشابندر

جمع من طلبة الحوزة العلمية

رداً على ماجاء في مقال للاستاذ (غالب الشابندر) في موقع (عراق القانون) تحت عنوان: (اهل البيت من باب نجاة الأمة الى باب هلاك الامة)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف السفراء والمرسلين محمد وآله الهداة المنتجبين

وبعدمركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام

فإن البعض يرى أن الحضارة والتمدن هو القائم على طلبات البدن والمادة، وأما ما يتصل بالروح فلا نصيب له في التحضَر والتطَور، فتراه يستكثر أن تحصل عطلة مدتها اسبوعان لمهرجان روحي ,تتبدل فيه الانماط الخلقية الروحية من الأنانية الذاتية الى روح التكافل الاجتماعي وإيثار الإخاء والتعاون المثالي وذلك في زيارة أربعين الإمام الحسين عليه السلام، بينما تعطل الدول الغربية قاطبة للاعياد المسيحية ورأس السنة الميلادية لنفس هذه المدة وأكثر فلا يستكثرها وهو قابع في أحضانهم، مع أن تلك الاعياد عندهم قائمة على التوغل في الفحشاء وانهدام الاسرة، فها هو الغرب يعاني من خطر يهدد حضارته المادية وهو الشيخوخة وقلة النسل, المنذرة بانقراض تلك الشعوب وزحف المد البشري الاسلامي ووراثته لبلدان الغرب، وهذا مؤشّر استراتيجي لأن الحضارة لايمكن أن تقوم على البدن والمادة وحدها ,بل لابد من استيفاء نصيب الروح فيها كذلك، فان الخلقة الالهية قائمة على التركيب بين الطرفين.

ألا يرى هذا المنبهر بالمادة والقائل بأنّ النجاة هي بالطواف المركزي حول المادة، ألا يرى أن الباري تعالى شرع موسم الحج لبيته الحرام ثلاثة أشهر من السنة, وأن مراسم الحج لا تستغرق أكثر من اسبوعين لغالب من يحج من المسلمين، بل جعل تعالى العمرة مندوبة في كل شهر من أشهر السنة ,وجعل بيته الحرام الكعبة مثابة للناس على طول السنة، وذلك حفظا للتوازن بين المادة والروح، وبين الدنيا والاخرة، بل إن عمارة المادة والدنيا لا قوام لها إلاّ بعمارة الاخرة، كما أن طريق الآخرة يمرّ عبر الدنيا، فهلاك الروح هلاك للمادة الذي يحرص عليها كل الحرص هذا البعض.

أن النشاط والعمل والجدية لاتنحصر ببرامج الدنيا والمادة، فان للروح برامج وعملاً ونشاطاً، فهل توزيع الوقت على كلا الطرفين يعتبر كسلاً وعطلاً وفشلاً؟ ألا يعلم هذا البعض أن أسباب الازمة المالية التي يعاني منها الغرب والعالم عدة سنين حاليا ترجع أسبابها الخلفية الى انعدام فلسفة الفضيلة في الاقتصاد الرأسمالي القائم على الشره والحرص والطمع اللامحدود ,والاستهلاك المادي المفرط بلا قناعة, وانفجار الغرائز الحيوانية بشراسة، الامر الذي يبدو  كأنه يروق لهذا البعض,فيعتبر ذلك نجاة للأمة، وأما نمو وازدهار الفضيلة الروحية عبر اسبوعين من مراسم ذكر الصالحين من البشرية فيراه هلاك الامة، نعم إنه هلاك ولكنه لعنف الشره الغريزي الحيواني إنه هلاك لشراسة الاخلاق المادية، لكنه نجاة للفضيلة الروحية والتربية السامية ,ألا يرى كم تصرف الدول على التربية من الاوقات والأموال, أفي ذلك هلاك؟! نعم في ذلك هلاك للرذائل المزيلة لأمن المجتمع واستقراره ورقيه.

ألا يرى هذا كم تصرف الدول في جانب الثقافة, من الأوقات والأموال ,أفي ذلك هلاك؟! وكم ينعجن ثقافيا من يتردد على مجالس الوعظ والخطابة، ألا يرى كم تصرف الدول في جانب التربية التعبوية العسكرية والامنية لمجتمعاتها ,كي تزيد من تنصيب القوة الروحية الدفاعية لها، وكم يتعبأ روحيا وحماسة الذي يشترك في مجالس العزاء على قادة الفضيلة والصلاح من أئمة أهل البيت عليهم السلام فتزيد من صموده وثباته وشجاعته وإعداده الروحي للمقاومة، ألم تنتصر المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان على الاسطورة الاسرائيلية التي هزمت جيوش كل أنظمة العرب طيلة خمسين عاما؟ وذلك بفضل كل من الاعداد الروحي المقاوم والاعداد العسكري الالي، والاعداد الروحي ألم يكن ذلك بشعار (ياحسين) (يا ابا الفضل العباس)،فلماذا يتعامى هذا البعض عن كل هذه البركات لشعائر ومراسم العزاء؟

ألم تبق هذه الشعائر في مقاومة ومواجهة البعث وصدام حتى أطاحت به؟ ألم ير هذا البعض أن قوة روح شعب العراق في مواجهة الارهاب والتكفيريين إنما هي ببركات المشاركة في هذه الشعائر، فلماذا يريد أن يخسر الشعب كل هذه القوة والعظمة والمجد؟ ولماذا يغيضه قوة الامة الايمانية وها هي تنتشر في أرجاء الارض ناشرة بذلك مايسعد البشر من روح السلم والتآخي والمودة والألفة.

ثم ألا يرى الى القران الكريم كم يمتدح البكاء والحزن ويذم الفرح والبطر, فان الحالة الاولى كفيلة بردع غرائز الانسان عن الطغيان والعتو فيأمن المجتمع من الفراعنة والطواغيت، بينما الحالة الثانية تولد في لمجتمع الانانية والذاتية والطغيان، فان الانسان يحتاج الى دوام التذكير والوعظ كي لا يفشو التكالب والتقاتل على الاموال، وعلى القدرة، بل أن البكاء والحزن يبث روح المسؤولية والخدمة للآخرين فيا أيها البعض لاتغتض من هلاك الرذيلة وهلاك الضعف الروحي في الامة.

ولا تغتض من نجاة الفضيلة وأسباب القوة وازدهار الحضارة.

والغريب من هذا البعض الذي يتخوف على المتدينين والمقيمي العزاء لأهل البيت عليهم السلام يخاف عليهم ردة الفعل والتحلل من ثوابت الدين مع أن هذا البعض وجملة من رفقائه في فكره قد تبنوا العلمانية الجديدة (الحداثويات) طولاً وعرضاً حتى تملّص كثير منهم من الثوابت القرانية، ومقالته تنادي بذلك!

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء