فهرس المكتبة التخصصية
 كتاب مختار:
 البحث في المكتبة:
 الصفحة الرئيسية » المكتبة التخصصية المهدوية » كتب أخرى » الإمام المهدي (عليه السلام) وطول العمر في نظرة جديدة
 كتب أخرى

الكتب الإمام المهدي (عليه السلام) وطول العمر في نظرة جديدة

القسم القسم: كتب أخرى الشخص المؤلف: السيد عادل العلوي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٦/٠٧/١٨ المشاهدات المشاهدات: ١٢٩٢٠ التعليقات التعليقات: ٠

الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وطول العمر في نظرة جديدة

تأليف: السيد عادل العلوي

الفهرس

الإهداء
التمهيد
وقفة منصف
البرهان على طول عمر إمام الزمان
الدليل الأوّل: قدرة الله
الدليل الثاني: الإعجاز
الدليل الثالث: التأسّي بالأنبياء
الدليل الرابع: العلم الحديث
الدليل الخامس: الإيمان بالغائبين
الدليل السادس: النظرة الجديدة
زبدة الكلام
الانتظار الإيجابي
المصادر

الإهداء
خروج إمامٍ لا محالة واقع * * * يقوم على اسمِ الله والبركاتِ
يميّز فينا كلّ حقٍّ وباطلٍ * * * ويجزي عن النعماء والنقماتِ

«دعبل الخزاعي»

إلى من يعيش الأمل والانتظار.
إلى من يقاوم الظلم والفساد.
إلى من يعيش على نور سراجه في أوّل ليله المُدلهم، وينتظر شروق الشمس وطلوع الفجر الصادق.
إلى كلّ مسلم ومسلمة.
إلى جدّي الفاضل المرحوم السيّد محمّد الحسيني(١) النجفي (قدّس سرّه)، الذي كان يرقد وتحت وسادته السيف بانتظار الفرج وظهور الإمام القائم (عليه السلام).
اُقدّم هذا المجهود المتواضع برجاء القبول والدعاء والشفاعة.
عبدك الفدوي

عادل العلوي

تمهيد
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي خلق الزمان، وجعل له وفيه إماماً قاطع البرهان، وحجّةً ساطع البيان، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمّد وآله الأئمة الهداة النجباء، لا سيّما خاتم الأوصياء صاحب الزمان (عجّل الله فرجه الشريف).
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية»(٢)، متّفق عليه عند الفريقين السنّة والشيعة.
إعلم أنّ قضيّة الإمام المهدي الحجّة المنتظر والقائم الموعود من آل محمد ضرورة دينية ودنيوية لا يمكن إنكارها، فإنّها لو اُنكرت فهي كإنكار الناس لوجود الصانع سبحانه وتعالى، فإنّه لا يدلّ على عدم وجوده، كما أنّ إنكارهم ليوم القيامة لا يعني أنّه لا يكون بعث ولا حساب.
فقضيّة صاحب الزمان والمهدي من آل محمّد (عليهم السلام) حقيقة ثابتة، فإنّها في صدر الإسلام ومنذ بزوغ شمسه، قد اشتهرت بين المسلمين آنذاك حتّى آل الأمر أن يُصنّف مصنّفات عديدة منذ القرن الأوّل وقبل ولادته (عليه السلام) بسنين.
وإنّها صدرت الأخبار الصحيحة والأحاديث الشريفة الموثّقة في ثنائه عن الشارع المقدّس النبيّ المصطفى البشير النذير محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعترته الأئمة الأطهار (عليهم السلام) أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ثمّ الحسن المجتبى والحسين الشهيد بكربلاء ثمّ الأئمة الثمانية من ولده (عليهم السلام)، كلّهم بشّروا بالمهدي المصلح (عليه السلام) وأنّه خاتم الأوصياء، وأنّه سيملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما ملئت ظلماً وجوراً، فهناك المئات من الروايات الدالّة على هذه الحقيقة التي لا يمكن جحودها، بل أصبحت ضرورة تأريخية أشارت إليها الأديان السماوية كما كادت أن تكون ضرورة عقليّة، بأنّ العالم المكفهر الجهول الظلوم ينتظر مصلحها ومنوّرها بالعدل والقسط.
فالنبيّ الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) في المئات من الأحاديث والأمير (عليه السلام) في أكثر من خمسين حديثاً وفاطمة الزهراء (عليها السلام) في أربعة أحاديث والإمام الحسن (عليه السلام) في خمسة أحاديث والإمام الحسين (عليه السلام) في ١٤ حديثاً والسجّاد (عليه السلام) في ٨ أحاديث والباقر (عليه السلام) في ٦٣ حديثاً والصادق (عليه السلام) في ١٣٤ حديثاً والكاظم (عليه السلام) في ١٠ أحاديث والرضا (عليه السلام) في ١١ حديث والجواد (عليه السلام) في ٥ أحاديث والهادي (عليه السلام) في ٦ أحاديث والإمام العسكري في ٢٢ حديثاً(٣)، كلّ هؤلاء الأطهار (عليهم السلام) مهّدوا الطريق لانتظار الفرج وظهور صاحب العصر والزمان (عليه السلام)، وأنّه سيغيب عن الأبصار والأنظار في مدّة طويلة تزلّ فيها كثير من الأقدام، حتّى يؤول الأمر إلى كفرهم وإجحادهم وتشكيكهم وأنّه لا فائدة في غيبته، إلّا أنّ الرسول الأكرم والأئمة الأطهار (عليهم السلام) قد ذكروا الفوائد الجمّة في أيام الغيبة - الصغرى والكبرى - وأنّ الحجّة المنتظر (عليه السلام) أمان للأرض، بوجوده ثبتت السماوات والأرض، وبيمنه رُزق الورى، ولولاه لساخت الأرض بأهلها، وأنّه كالشمس خلف السحاب، وأنّه الهادي للبشر في العالم التكويني، وإنّه يشرف على القلوب بولاية باطنيّة فيهديها سواء السبيل، وإنّه حاضر بين الناس وإن كان غائباً عن الأبصار، وربما يرى ولا يعرف، وإنّه في كلّ سنة يحضر عرفة، وانتظار فرجه من أفضل الأعمال، ولابدّ لمن ينتظره أن يعدّ العدّة، ويتسلّح بكلّ ما فيه القوّة، وينتظر الظهور ليل نهار، فإنّ من ينتظر طلوع الشمس من أوّل الليل لا يبقى في الظلام الدامس على أمل بزوغ الشمس، بل يسرج ما حوله ولو بشمعة وفانوس ليعيش في نعمة الضوء، ويشاهد الأشياء ويرى الحقائق التي يحوم حولها وتحوم حوله، فيحسّ بحضور الشمس وينتظرها لتشرق على العالم كلّه.
وبنظري تشبيه صاحب الزمان (عليه السلام) بالشمس في الروايات فيه لطائف، منها: أنّه قبل طلوع الشمس لابدّ من فجرٍ حتّى يستعدّ البصر إلى رؤيتها، فإنّها لو أشرقت رأساً وسط السماء فإنّ ذلك يوجب عُمي الأبصار واختلال النظام، بل لابدّ من فجر أوّلا، ثمّ تبزغ الشمس رويداً رويداً، ثمّ الفجر الصادق يكون اُفقيّاً يطلّ على اُفق المشرق كلا، وقبله يكون الفجر الكاذب وهو عمودي كذنب الذئب، فقبل طلوع شمس الإمامة والوصاية، لابدّ من فجرٍ صادقٍ وحكومة إسلاميّة تمهّد الطريق، ثمّ قبل ذلك تكون ادّعاءات مهدوية كاذبة على طول التأريخ وعموده كالفجر الكاذب، فتأمّل. كما أنّ الشمس تنفع الأرض حتّى ولو كانت خلف السحاب، وأنّها عند طلوعها لابدّ أوّلا من تقشّع السحاب رويداً، ومن بينها تشعّ أنوار الشمس على الأرض، ومن كان على الأرض فإنّه يفرح بتلألؤها، ويتأمّل شروقها مرّة اُخرى حتّى ولو تراكمت الأسحبة ثانيةً، وهذه الأشعّة هي علائم الظهور التي تكون بين آونة واُخرى، وبين زمان وزمان، حتّى في كلّ زمان يعتقد منتظر صاحب الأمر (عليه السلام) أنّه سيظهر في زمانه، كما نشاهد ذلك في وصيّة السيّد ابن طاووس قبل سبعمئة عام لولده محمّد في كتابه (المحجّة في ثمرة المهجة) بأنّه حتماً سيدرك دولة المهدي (عليه السلام)، فيطلب منه أن يبلّغه السلام ويقبّل يديه، وهذا يعني أنّ الأئمّة (عليهم السلام) بإخبارهم علائم الظهور وتحقّقها على طول الزمان أرادوا أن تبقى جذوة الانتظار وهّاجة في قلوب المؤمنين، حتّى لا يموت الأمل فيهم، بل يقاومون الظلم والجور والطغاة والمستكبرين، وينتظرون يوم الخلاص وعصر الظهور التامّ. فالقائم من آل محمّد (عليهم السلام) كالشمس ومن ينتظره في دنيا الظلم والظلام، فإنّه في أوّل ليله المدلهم، لا يرضى لنفسه أن يعيش في الظلمة حتّى يرتطم بالأشياء التي حوله فيسقط ويهوي في الحفر التي في طريق حياته، بل يضيء حوله ولو بشمعة، ليكون مسيره على النور، ثمّ يبقى بانتظار طلوع الشمس وانتظار الفرج، فإنّه من أفضل الأعمال، ومن يعتقد بخروج المهدي وظهوره وإنّه يصلح العالم بعدله وحكومته، فإنّه يكون شوكة في عيون أعداء الإسلام من الاستعمار والاستكبار العالمي بمعسكريه الشرقي والغربي.
فعلى مرّ التأريخ والعصور كلّ من ينتظره، إنّما ينتظر الوعد الإلهي، فإنّه (عليه السلام) ميثاق الله الذي أخذه ووكّده، ووعد الله الذي ضمنه، فعلى طول التأريخ المتلوّث بالظلم والفساد كلّ مظلوم ينتظر منتقمه والآخذ بحقّه، فكلّ الأديان والملل والنحل تنتظر مصلحها ومكمّلها وإنّما تمتاز الفرقة الإمامية عن غيرها من المذاهب، أنّها تعرف هذا الإمام والمصلح العالمي حقّ المعرفة، وأنّه حيّ يرزق، يعيش بيننا ونحسّ حضوره فنندبه ونزوره بزيارة آل ياسين، وبمثل هذا يعرج المؤمن ويتقرّب إلى ربّه، بتهذيب نفسه وتزكية قلبه، ويستضيء من نور إمامه ويكسب من فيضه وقدسه، ويعيش بأمل ويسعى لحياة أفضل تسودها العدل والرحمة، فإنّ من لم يعتقد بالإمام المهدي ويرى هذه الاضطرابات والفوضى والغوغائية في العالم، فإنّه يفقد لذّة الحياة وسعادتها، ويصاب بالانتحار النفسي، كمن كان في سفينة وسط طوفان شديد، وييأس من بلوغ الساحل، فإنّه يستسلم للموت ولا يكافح لخلاص نفسه، بخلاف من علم أنّ هناك ساحل السلام وشاطئ العافية، فإنّه في تلاطم الأمواج يبذل النفس والنفيس ليوم الخلاص وبلوغ السلام، وهذا ممّا يدلّ عليه الضرورة والوجدان.
فالأمل بالحياة يستلزمه التفكّر الصحيح والسعي الحثيث والتعاون الجماعي والنهضة الشعبية والثورة الجماهيرية، والكفاح المستمرّ والنضال الدؤوب، وتهيئة الأجواء ورفع الموانع وإزاحة العراقيل.
وبمثل هذا المعتقد والأمل عاش التشيّع إلى يومنا هذا، مع تلك الضغوط والاضطهاد والقتل والتشريد وانتهاك الحرمات والمقدّسات والتكبيت والحرمان والزنزانات والسجون التي تحمّلها على مرّ الأحقاب والأجيال.
وإمامنا الناطق جعفر الصادق (عليه السلام) يقول: من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن مع القائم في فسطاطه، لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بالسيف.
وعلى المنتظر أن يمهّد الطريق ويوطّئ السبل ليوم الظهور، ويكون كمن ينتظر ضيفه، فينظّف داره، ويعدّ العدّة لاستقباله وضيافته، ومن لم يفعل ذلك فإنّه يذمّ عند العقلاء، ويعدّ فاشلا في حياته، ويفقد الرشد والصواب ويبتلي بالحيرة والضلال.
في كمال الدين بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً تكون له غيبة وحيرة تضلّ فيها الاُمم، ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب يملأها عدلا وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً.
وفيه بإسناده عن سدير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتدٍ به قبل قيامه يأتمّ به وبأئمّة المهدي من قبله ويبرأ إلى الله (عزّ وجلّ) من عدوّهم اُولئك رفقائي وأكرم اُمّتي عليّ.
وفيه بإسناده عن الحسين بن خالد عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن آبائه الكرام (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال للحسين (عليه السلام): التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحقّ المظهر للدين والباسط للعدل. قال الحسين (عليه السلام): فقلت له: يا أمير المؤمنين وإنّ ذلك لكائن؟ فقال (عليه السلام): إي والذي بعث محمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلم) بالنبوّة واصطفاه على جميع البريّة، ولكن بعد غيبة وحيرة فلا يثبت فيها على دينها إلّا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله (عزّ وجلّ) ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروحٍ منه.
وفيه بإسناده عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنّ من سنن الأنبياء (عليهم السلام) بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم من أهل البيت (عليهم السلام) حذو النعل بالنعل والقُذّة بالقذّة، قال أبو بصير: فقلت: يا بن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟
فقال: يا أبا بصير هو الخامس من ولد ابني موسى، ذلك ابن سيّدة الإماء يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون، ثمّ يظهره الله (عزّ وجلّ) فيفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، وينزل روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) فيصلّي خلفه وتشرق الأرض بنور ربّها، ولا تبقى في الأرض بقعة عُبد فيها غير الله (عزّ وجلّ) إلّا عُبد الله فيها، ويكون الدين كلّه لله ولو كره المشركون.
وعندنا العشرات والمئات مثل هذه الأحاديث الشريفة التي تزرع الأمل في القلوب كما هناك الروايات الكثيرة الدالّة على أنّ الأرض لا تخلو من الحجّة.
عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «الحجّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق».
وهذا يعني أنّ الحجّة والبرهان بمنزلة العلّة الفاعلية بإذن الله سبحانه وأنّها الغائية والمادية والصورية للخلق، والحجّة تتمثّل وتتجسّد بالإمام المعصوم (عليه السلام) أعمّ من أن يكون نبيّاً أو وصيّاً.
وفي الإكمال بإسناده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لو بقيت الأرض بغير إمام ساعة لساخت.
وفي الكافي بإسناده عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما زالت الأرض إلّا ولله فيها الحجّة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله.
وفي كمال الدين(٤) بسنده عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الإمام الرضا (عليه السلام): نحن حجج الله في خلقه وخلفائه في عباده واُمناؤه على سرّه، نحن كلمة التقوى والعروة الوثقى ونحن شهداء الله وأعلامه في بريّته، بنا يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا وبنا ينزّل الغيث وينشر الرحمة، ولا تخلو الأرض من قائم منّا ظاهر أو خافٍ، ولو خلت يومآ بغير حجّة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله.
وفي الكافي بسنده عن حمزة بن الطيّار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لو لم يبقَ في الأرض إلّا اثنان لكان أحدهما الحجّة.
وقال (عليه السلام): إنّ آخر من يموت الإمام، لئلّا يحتجّ أحد على الله (عزّ وجلّ) أنّه تركه بغير حجّة لله عليه.
فالنظام التكويني والتشريعي يفتقر في بقائه إلى الحجّة الأعظم الرباني والفيض الأقدس الإلهي، فتعلّقت الإرادة الإلهيّة بأن يكون بقاء النظام بصعيديه التكويني والتشريعي إنّما هو بوجود الحجّة، والإمام المعصوم بالمعنى الأعمّ المتمثّل بالنبيّ والوصيّ (عليهما السلام).
ويقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في نهج البلاغة(٥): «اللهمّ بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة، إمّا ظاهراً مشهوراً، وإمّا خائفاً مغموراً، لئلّا تبطل حجج الله وبيّناته، وكم ذا وأين اُولئك؟ اُولئك - والله - الأقلّون عدداً والأعظمون قدراً يحفظ الله بهم حججه وبيّناته حتّى يودعها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدانٍ معلّقة بالمحلّ الأعلى، اُولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه».
وقال (عليه السلام) في خطبة اُخرى: «فهم كرائم القرآن وهم كنوز الرحمن إن نطقوا صدقوا وإن صمتوا لم يسبقوا»(٦).
وقال أيضاً: «بهم عاد الحقّ في نصابه وانزاح الباطل عن مقامه وانقطع لسانه عن منبته عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية، لا عقل سماع ورواية، فإنّ رواة العلم كثير ورعاته قليل»(٧).
وقال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام): «والله ما ترك الله أرضاً منذ قبض آدم (عليه السلام) إلّا وفيها إمام يهتدى به إلى الله وهو حجّته على عباده ولا تبقى الأرض بغير إمام حجّة لله على عباده»(٨).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): الأوصياء هم أبواب الله التي يؤتى منها ولولاهم ما عرف الله وبهم احتجّ الله تبارك وتعالى على خلقه»(٩).
وقال (عليه السلام): «إنّ الله خلقنا فأحسن خلقنا وصوّرنا فأحسن صورنا وجعلنا خزّانه في سمائه وأرضه، ولنا نطقت الشجر وبعبادتنا عبد الله ولولانا ما عبد الله»(١٠).
وعن أبي خالد الكابلي قال: «سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: (فَآمِنوا بِاللهِ وَرَسولِهِ وَالنُّورِ الَّذي أنْزَلنا) فقال: يا أبا خالد، النور - والله - الأئمة، يا أبا خالد، لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار، وهم الذين ينوّرون قلوب المؤمنين، ويحجب الله نورهم عمّن يشاء، فتظلم قلوبهم ويغشاهم بها»(١١).
وهناك المئات من الروايات والنصوص النبويّة والولويّة كما هناك الأدلّة العقليّة تدلّ على وجود إنسان كامل بكلّ ما للكمال من معنى، يعيش في الأرض، وهو حلقة الوصل بين عالمي الغيب والشهادة، يتنزّل عليه الفيض الإلهي ليشعّ منه إلى العالمين، فبيمنه رُزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء، وإنّ انتفاءه في الأرض يعني هلاكها وانقراض النوع الإنساني لانتفاء الغاية والهدف المنشود، فهو سرّ الوجود الذي يعرف به الوجود المطلق ومطلق الوجود، وكلّما يقال في مقامه الشامخ إنّما هو معشار عشر، ولم تبلغ البشرية معرفته الحقّة»(١٢).
هذا، وحجّة الله العظمى في عصرنا الراهن إنّما هو صاحب الزمان أبو صالح القائم المنتظر فارس الحجاز الإمام الثاني عشر من أئمة الهدى وأعلام التقى وأركان البلاد وساسة العباد، ذاك مولانا ووليّ أمرنا المهديّ من آل محمّد (عليهم السلام) الذي تواترت الأحاديث عن النبيّ المصطفى محمّد وعترته الأطهار سواء لدى الشيعة أو السنّة.
فقال الرسول الأعظم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم): لا تذهب الدنيا حتّى يلي اُمّتي رجلٌ من أهل بيتي يقال له المهدي.
وقال: «أبشروا بالمهدي (قالها ثلاثاً) يخرج على حين اختلاف من الناس وزلزال شديد يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً، يملأ قلوب عباده عبادة ويسعهم عدله».
وقال: «لا تقوم الساعة حتّى يقوم قائم الحقّ منّا، وذلك حين يأذن الله (عزّ وجلّ) له، من تبعه نجا ومن تخلّف عنه هلك، الله الله عباد الله فأتوه ولو على الثلج فإنّه خليفة الله (عزّ وجلّ) وخليفتي».
وقال: من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني.
وقال: لا تذهب الدنيا حتّى يقوم بأمر اُمّتي رجل من ولد الحسين (عليه السلام) يملؤها عدلا كما ملئت ظلماً وجوراً.
وسأل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا رسول الله، أمِنّا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟ فقال رسول الله: لا بل منّا يختم الله به الدين كما فتحه بنا، وبنا ينقذون من الفتن كما اُنقذوا من الشرك، وبنا يؤلّف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة إخواناً كما ألّف بينهم بعد عداوة الشرك إخواناً في دينهم.
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): المهدي من عترتي من أهل بيتي يخرج في آخر الزمان تنزل له السماء قطرها، وتخرج له الأرض بذرها، فيملأ الأرض عدلا وقسطاً كما ملأها القوم ظلماً وجوراً.
وعن اُمّ سلمة قالت: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة.
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): القائم من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي وشمائله شمائلي وسنّته سنّتي، يقيم الناس على ملّتي وشريعتي ويدعوهم إلى كتاب الله (عزّ وجلّ)، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني، ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني ومن كذّبه فقد كذّبني ومن صدّقه فقد صدّقني، إلى الله أشكو المكذّبين لي في أمره والجاحدين لقولي في شأنه والمضلّين لاُمّتي عن طريقته وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون.
وعن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول: أنا سيّد الأنبياء وعليّ سيّد الأوصياء وسبطاي خير الأسباط، ومنّا الأئمّة المعصومون من صلب الحسين ومنّا مهدي هذه الاُمّة، فقام إليه أعرابي فقال: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟ قال: عدد الأسباط وحواريي عيسى ونقباء بني إسرائيل.
وعن حذيفة بن أسيد عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين ومنّا مهدي هذه الاُمّة إلّا أنّهم مع الحقّ والحقّ معهم فانظروا كيف تخلفوني.
وعن سعيد بن المسيّب عن عمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان أنّهما قالا: سمعنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول: الأئمة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين ومنّا مهدي هذه الاُمّة من تمسّك بهم من بعدي فقد تمسّك بحبل الله ومن تخلّى عنهم فقد تخلّى(١٣).
هذا من طرق الشيعة وأمّا السنّة فكتبهم تزخر بهذه الأحاديث وهناك أبواب مستقلّة عن المهدي في كتب الصحاح.
فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): لا تذهب الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي(١٤).
وقال الترمذي هذا خبر صحيح رواه علي وأبو سعيد واُمّ سلمة وأبو هريرة.
وروى علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن الرسول أنّه قال: لو لم يبقَ من الدهر إلّا يوم واحد لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جوراً(١٥).
وعن اُمّ سلمة قالت: سمعت رسول الله يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة(١٦).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): كلّ من دان الله بعبادة يُجهد فيها نفسه، ولا إمام له من الله، فسعيه غير مقبول، وهو ضالّ متحيّر، والله شانئ لأعماله، وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفرٍ ونفاق(١٧).
وقال رسول الله: ينزل باُمّتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم ولم يسمع بلاء أشدّ منه، حتّى تضيق بهم الأرض الرحبة، وحتّى تملأ الأرض جوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً. يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدّخر الأرض من بذرها شيئاً إلّا أخرجته ولا السماء من قطرها شيئاً إلّا صبّه الله عليهم مدراراً، يعيش فيهم سبع سنين أو تسع تتمنّى الأحياء الأموات، لما صنع الله بأهل الأرض من خيره(١٨).
فكثير من علماء أبناء العامّة قد أقرّوا بتواتر أحاديث المهدي (عليه السلام) وكتبوا أو صنّفوا حول الإمام المنتظر (عليه السلام)، كابن حجر الهيثمي المتعصّب في كتابه (الصواعق المحرقة) والشبلنجي في (نور الأبصار) والكنجي الشافعي في (البيان في أخبار صاحب الزمان) والشيخ منصور علي في (غاية المأمول) والسويدي في (سبائك الذهب) والعسقلاني في (نزهة الناظر) والشيخ يوسف بن يحيى الشافعي المتوفّى ٦٥٨ في (عقد الدرر في أخبار المنتظر) والشيخ حمّود بن عبد الله التويجري في (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر) والشيخ مصطفى الشلبي في (صحيح أشراط الساعة) والشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في (عقيدة أهل السنّة والأثر في المهدي المنتظر والردّ على من كذّب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي) والشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدّم في (المهدي حقيقة لا خرافة) والشيخ عبد اللطيف عاشور في (ثلاثة ينتظرهم العالم: عيسى والدجّال والمهدي المنتظر) والشيخ محمد علي الصابوني في (المهدي وأشراط الساعة) والشيخ حمود ابن عبد الله التويجري في (إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة) والشيخ جزّاع الشمّري في (علامات الساعة في القرآن والسنّة) والشيخ التويجري في (إقامة البرهان في الردّ على من أنكر خروج المهدي والدجّال ونزول المسيح في آخر الزمان) والشيخ رفاعي سرور في (قدر الدعوة) والدكتور عمر سليمان الأشقر في (اليوم الآخر القيامة الصغرى) والشيخ أمين حاج محمد أحمد في (أشراط الساعة الصغرى والكبرى) وابن كثير في (النهاية فتن وأهوال آخر الزمان) والحافظ أبو إسماعيل بن كثير الشافعي في (الفتن والملاحم الواقعة في آخر الزمان) وفي (علامات يوم القيامة) والدكتور عبد الباقي أحمد محمد سلامة في (بين يدي الساعة) وعبد اللطيف عاشور في (المسيح الدجّال حقيقة لا خيال) ومحمد بن رسول الشافعي في (الإشاعة لأشراط الساعة) والشيح أحمد بن محمد بن الصديق في (إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون في أحاديث المهدي) وصلاح الدين عبد الحميد الهادي في (حقيقة الخبر عن المهدي المنتظر) والشيخ عبد الله حجّاج في (القول الفصل في المهدي المنتظر) والهيثمي في (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر) وعبد المعطي عبد المقصود في (المهدي المنتظر في الميزان) والشيخ ناصر الدين الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) والمتّقي الهندي في (البرهان في علامات مهدي آخر الزمان) والشيخ الأقسرائي في (تلخيص البيان في علامات مهدي آخر الزمان) والتهانوي في (الخطاب المليح في تحقيق المهدي والمسيح) ومحمد بن عبد العزيز المانع في (تحديق النظر بأخبار المنتظر) والكرمي الحنبلي في (فرائد فوائد الفكر في المهدي المنتظر) وأبو الأعلى المودودي في (البيانات) وغيرهم من القدماء والمتأخّرين من العلماء والمثقّفين، نتركهم طلباً للاختصار.
هذا وإنّ روايات المهدي عن الرسول الأعظم قد رواها عدّة من أصحابه كعبد الرحمن بن عوف وأبي سعيد الخدري وقيس بن جابر وابن عباس وعبد الله بن مسعود وأمير المؤمنين علي وأبو هريرة وشوبان وسلمان الفارسي وأبو اُمامة وحذيفة وأنس بن مالك واُمّ سلمة وآخرون.
وقد وردت هذه الأحاديث في كتب أبناء العامّة ومحدّثيهم كأبي داود والترمذي وابن ماجة والحاكم والنسائي والطبراني والروايني وأبي نعيم الأصفهاني والديلمي والبيهقي والثعلبي والحمويني والمناوي وابن المغازلي وابن الجوزي ومحمد الصبان والماوردي والكنجي الشافعي والسمعاني والخوارزمي والشعراني والدارقطني وابن صباغ المالكي والشبلنجي ومحبّ الدين الطبري وابن حجر الهيثمي والشيخ منصور علي ناصف ومحمد بن طلحة وجلال الدين السيوطي والشيخ سليمان الحنفي والقرطبي والبغوي وآخرون(١٩).
فقضية الإمام المهدي وظهوره من الضروريات الدينية والإنسانية التي لا يمكن إنكارها في جميع الأديان والملل والنحل فضلا عن المسلمين والمذهب الإمامي الاثني عشري.
أجل: القول بظهور المهدي يعدّ من أهمّ المعتقدات الدينيّة، فإنّه يظهر في آخر الزمان (وقد تواتر النقل فيه من طرق المؤالفين والمخالفين، بحيث يقول بالمخلّص والمصلح والناحي في آخر الدهر اليهود والنصارى والمسلمون على اختلاف أسباطهم وفئاتهم ومذاهبهم وطوائفهم، وقد اجتهد حملة الوحي في تأكيد ظهور قائم بالحقّ، ثمّ وصفوا زمان ظهوره وذكروا علامات عهده، وحدّدوا هويّته وصفاته، بحيث مضى نبيّ إثر نبيّ يعد الناس ويبشّرهم به، فالعقل مدعوّ - إذاً - لأن يفكّر برشد ويحكم بصواب. بعد أن وافقت أخبار وجود المهدي علامات واضحة تحقّق بعضها وما زال يتحقّق البعض الآخر تباعاً عبر العصور كما حدّدها لنا رسل الله، وبعد أن واكبت غيبته ظواهر حدّدوها جليّة، رأينا منها الكثير في زماننا، وبعد أن سبقت يوم خروجه إنذارات تتوالى واحداً بعد واحد، فإنّ أخبار وجوده وأخبار غيبته ودلائل عصر ظهوره تكوّن أعظم حصيلة للبرهنة على صدق الوعد به في سائر الرسالات السماويّة، والتشكيك بأخبار وجوده وزمان ظهوره يكون تعمّداً لرفض كلّ شيء منقول، وكفراً بكلّ نبيّ ورسول، ولكن صدق تلك الأخبار لا يجعله الرفض باطلا، لأنّ في اتّفاق أخباره التي رويت في فترات تفصل بينها آلاف وآلاف السنوات برهاناً قاطعاً على كونها وحياً لا يضرّه إنكار من ينكر الوحي، ودليلا مقنعاً لا يوهنه من يخالف الدليل المقنع... فالوعد بالمهدي قد صدع به اُولو العزم من الرسل... والأخبار التي وردت بشأنه مرّت على أذهان جهابذة الفكر منذ حوالي ستّين قرناً! وبقاؤها سليمة مسلّمة يوجب القطع بها ويفيد الجزم، وللقدامى منّا الشكر إذ حافظوا على إيرادها كما هي، ونقلوها نقلا أميناً بالرغم من أنّها قد تناولتها ملايين الأقلام...)(٢٠).
(ولا أخال أحداً في الناس لا يتبنّى اليوم دعوة مثل هذا المصلح العظيم، ولا يلقي بسمعه إلى ما يحدّثه عنه كمخلّص، وعد الله به العالمين ليكون رحمة للعالمين، وهدّد به الظالمين، لأنّه عذاب على الظالمين، يبعثه الله ليضرب للناس مثلا أعلى في الحكم العدل)...
فاليهودي - من أيّ سبطٍ كان - ينتظر مجيء المسيح الذي يحقّق العدل المطلق على وجه الأرض في آخر الزمان. والمسيحي - من أيّ طائفةٍ كان - ينتظر عودة المسيح المطهّر، ليرسي قواعد العدل الأسمى على وجه البسيطة في آخر الزمان. والمسلم - إلى أيّ فرقةٍ انتمى - ينتظر المهدي والمسيح يلتقيان في دولة حقّ وحكومة عدل مثاليّ في آخر الزمان... فكلّ الأديان يعطون حكومة آخر الزمان المنتظرة أهميّتها القصوى...)(٢١).
أمّا من وراء أهل الأديان، فلا يبقى إلّا المستهزئون وهؤلاء هم أيضاً لا يسعهم إلّا الاعتراف بإفلاس الأنظمة الأرضيّة التي يزاولها الناس بشتّى أشكالها، ويتشوّقون إلى قيام حكومة عدل ناجحة، بعد التجارب الفاشلة التي كانت متعدّدة المظاهر والأسماء.
فالبشرية لا تنتهي إلى الاضمحلال والشرّ والفساد كما يعتقده بعض الغربيين، بل الظلم والفساد الذي نعيشه إنّما هو الخلل المعنوي والروحي للإنسان، وإنّه لا يزال يطوي مرحلة الشباب وعدم النضج العقلي الكامل، ولا زال الغضب والشهوة تحكمان عقله، ولكنّ الإنسان يتقدّم فطرياً في طريق التكامل الفكري والأخلاقي والمعنوي، فهناك مستقبل مشرق وسعيد في انتظار البشرية حيث تجتثّ جذور الفساد والظلم، ولا يكون صنع هذا المستقبل إلّا على يد وليّ الله الأعظم الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام).
وإنّ الانتصار النهائي إنّما هو للصلاح والتقوى والسلام والعدالة والحرية والصدق على الاستكبار والاستعباد والظلم والدجل والاختناق كما جاء به الرسل، وقد قال الله سبحانه:
(لأغْلِبَنَّ أنا وَرُسُلي)(٢٢).
وستكون الحكومة العالمية الواحدة الموحّدة، بعد النضج العقلائي للبشر والتحرّر من أسر الغرائز المنحطّة، وسيكون استثمار مواهب الأرض بصورة كاملة والمساواة بين البشر في توزيع الثروة، ومحو شبح الفساد من زنا وربا وسرقة وشرب الخمور وخيانة وقتل وغير ذلك، وتزول الحروب ويستقرّ السلام والأمن والحبّ والتعاون والانسجام بين الإنسان والطبيعة.
٢ - القرآن الكريم فيه إشارات عديدة تبشّر بشكل عام بيوم موعود ينتصر فيه عباد الله الصالحون ويرثون حكومة الأرض العادلة حيث يظهر الدين الإسلامي على الدين كلّه. كما في قوله تعالى:
(وَلَقَدْ كَتَبْنا في الزَّبورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أنَّ الأرْضَ يَرِثُها عِباديَ الصَّالِحونَ)(٢٣).
وقوله (عزّ وجلّ):
(وَعَدَ اللهُ الَّذينَ آمَنوا مِنْكُمْ وَعَمِلوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الأرْضِ كَما اسْتَخْلَفَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيمَكِنَنَّ لَهُمْ دينَهُمُ الَّذي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أمْناً يَعْبُدونَني لا يُشْرِكونِ بي شيئاً)(٢٤).
وقوله سبحانه:
(وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلى الَّذينَ اسْتُضْعِفوا في الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوارِثينَ)(٢٥).
ومثل هذه الآيات وغيرها العشرات كما ورد في تأويلها عن أهل البيت (عليهم السلام) تبشّر المؤمنين بنصر الله المؤزّر، وذلك بظهور الإمام المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان، وأنّه سيحلّ اليوم الذي يسود فيه الإسلام ربوع الأرض، وستحلّ عبادة الله وحده محلّ الشرك والكفر والوثنيّة والنفاق، وسينعم العالم الإنساني بعصر مزدهر وزمان مشرق مفعم بالإيمان والعدالة والحريّة والسلام، على يدي منقذ البشرية وهاديها إلى شاطئ السلام وساحل الطمأنينة المهدي الموعود (عليه السلام).
(وَيَسْتَنْبِئونَك أحَقٌّ هُوَ قُلْ إي وَرَبِّي إنَّهُ لَحَقٌّ وَما أنْتُمْ بِمُعْجِزينَ)(٢٦).
وإنّ أهل الحقّ لقليلون، كما أخبر بذلك الرسول الأعظم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم): «ما هم في اُمّتي إلّا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود في الليل الغابر»(٢٧).
فإمامنا المهدي المنتظر حيّ حجّة الله في الأرض بيمنه رُزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء، وإذا قيل: لِمَ لا يزال مغيّباً عنّا، ما دام مدعوّاً للإصلاح في عصر فسد أهله... وأيّ عصرٍ أفسد من عصرنا؟! وإذا قيل لِمَ لا يظهر فيقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما زال مرصوداً لهذه الغاية؟ فالجواب: إنّ الله قد جعل لكلّ شيء قدراً، وإنّ له أمرآ هو بالغه، ولا يعجل إلّا من يخاف الفوت... ولو استجاب الله لرغبة العباد لاضطرّ لأن يقيم القيامة وينصب الميزان ويحاسب الناس على أعمالهم فوراً، ليؤمنوا بالبعث والحساب، ولوجب أن يطلع الشمس قبل وقتها استجابةً لرغبة مسافر في فلاة يلفحه الصقيع، أو أن ينزل المطر لمجرّد حاجة فلّاح مضطرّ لريّ أرضه، ولصار لله في ملكه ألف شريك وشريك!
فالبديهي الذي يفترضه خروج المهدي (عليه السلام)، هو أنّ الشروط لم تستكمل بعد، وأنّ الدلالات التي حدّدها الله على لسان رسله ليوم نهضته المنتظرة لم تتمّ...
وليس من الضروري أن يجري قضاء الله وقدره بحسب رغبات الأفراد وأهوائهم، إذ لو فتح مثل هذا الباب من الاعتراضات لجاز لي أن أقول: لمَ بُعث عيسى قبل محمّد؟ ولماذا لا يحاسب الله الظالمين في دار الدنيا على مرأى ومسمع من المظلومين؟ ولِمَ؟ ولماذا؟ وكيف لا؟ فينفتح باب جدل لا طائل تحته. وقد قال الله وهو أصدق القائلين:
(مَنْ كانَ يَرْجو لِقاءَ اللهِ فَإنَّ أجَلَ اللهِ لآتٍ)(٢٨).
(وَلَقَدِ آسْتُهْزئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِك فَحاقَ بِالَّذينَ سَخَروا مِنْهُمْ ما كانوا بِهِ يَسْتَهْزِئونَ)(٢٩).
ثمّ ما أدراك أنّه قد قيل: لِمَ غاب المهدي أساساً؟ وما الفائدة منه أثناء غيبته؟ مع أنّ القائل يعرف أنّ كلّ منادٍ بالحقّ يتوارى من وجه الظلم حتّى يُعدّ العدّة ويهيّئ نفسه، فكيف بمن يتحيّن الفرصة لوثبة تهدف إلى قلب أنظمة الأرض بالطول والعرض، وتقف في وجه هذه القوى الهائلة التي منها القنابل المدمّرة والصواريخ الموجّهة؟ هذا إلى جانب أنّه لا يخرج إلّا بأمر من السماء، في حين أنّ احتجابه عنّا لا يعني أنّه لا يظهر لخاصّة من مواليه، ولمن يلي اُموره وخدمته - من الأوتاد والأبدال - من التابعين الذين يكتمون سرّ الله ويحملون أمانة السماء...
فليتعرّف الكلّ إلى هويّة هذا المنقذ(٣٠).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): إنّ حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلّا صدور منيرة، أو قلوب سليمة، أو أخلاق حسنة، إنّ الله أخذ من شيعتنا الميثاق، كما أخذ على بني آدم (ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ)، فمن وفى لنا وفى الله له بالجنّة، ومن أبغضنا ولم يؤدِّ إلينا حقّنا ففي النار خالداً مخلّداً»(٣١).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام)، لمّا سُئل عن المهدي: «من أقرّ به فزيدوه، ومن أنكر فذروه»(٣٢).
وقفة منصف (٣٣) أو عود على بدء
هذا وإنّ الله سبحانه وعد خلقه في كتبه السماوية وعلى لسان الأنبياء والمرسلين، لا سيّما في القرآن الكريم وعلى لسان نبيّه خاتم الأنبياء والمرسلين محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) بظهور المهدي في آخر الزمان وذلك بالإشارة تارة واُخرى بالتصريح، ففي قوله تعالى:
(هُوَ الَّذي أرْسَلَ رَسولَهُ بِالهُدى وَدينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكونَ)(٣٤).
إشارة إلى غلبة الدين على الأديان كلّها، فإنّ الله سبحانه إنّما أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ، لا لكي يعيش الدين في الزوايا والخبايا، لا لكي يعيش الدين في الضمائر فقط، لا لكي يطارد من قبل خصومه دائماً، لا لكي ينتصر بصورة مؤقّتة، لا لكي يعيش الهزيمة في الحياة؟!
إنّما أرسله ليظهره، أي لينصره ويعليه على سائر المذاهب والأديان والملل والنحل، وهذا وعد محقّق في القرآن الكريم، لابدّ أن يحدث ويتجلّى ولو لم يبقَ من الدنيا إلّا يوم واحد.
وربما يحتمل البعض ظهور الدين بمعنى غلبته على خصومه في الحجّة، كما في قوله تعالى: (كَتَبَ اللهُ لأغْلِبَنَّ أنا وَرُسُلي)(٣٥).
وهو ما كان في كلّ زمان ومكان، ولكن الآية الشريفة ينصرف إلى الظهور بمعنى الغلبة المادية بقرينة بعض الآيات الاُخرى:
(إنَّهُمْ إنْ يَظْهَروا عَلَيْكُمْ يِرْجُمونَكُمْ)(٣٦).
وإذا لا يقال بهذا الانصراف، فإنّ الآية مطلقة تدلّ على انتصار مطلق وشامل وكلّي للدين الحقّ في الحياة، وهذا أمر لم يقع في الزمن الماضي على يد النبيّ الأكرم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، ولا على يدي الخلفاء، فلابدّ أن يقع في المستقبل.
وقد ورد عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) كما في نور الأبصار(٣٧) عن أبي عبد الله الكنجي أنّه قال: جاء في تفسير الكتاب عن سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ)، قال: هو المهدي من ولد فاطمة.
ولا حاجة لنا إلى ورود روايات في ذلك، فإنّ الآية بنفسها تنبئ عن انتصار ماحق وشامل للدين الحقّ على كلّ المذاهب والأديان والقوانين السماوية والأرضية.
وإن كانت الروايات التي بلغت حدّ التواتر تبشّر بظهور رجل من ولد فاطمة (عليها السلام) يملأ الأرض عدلا وقسطاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
فالانتصار الشامل المطلق للدين الحقّ سوف يكون على يدي المهدي من آل محمد (عليهم السلام) لا غير، فإنّ المدعوم غيبيّاً يستطيع أن يقوم بتلك النهضة العظيمة الشاملة، فالحديث عن الآية مرتبط بالحديث عن الإمام المهدي (عليه السلام) ذلك النغم الحلو والنشيد العذب والحلم الجميل والاُمنية المحبوبة التي طالما بشّر بها النبيّ الأعظم والأئمة الأطهار (عليهم السلام) فتعشّقناها واشتدّ شوقنا إليها.
فظهور المهدي في آخر الزمان أمر منطقي وضرورة دينية وإنسانية على ضوء الإسلام والدين والعقل السليم، لأنّ الله سبحانه وتعالى أنزل الأديان وأرسل الرسل من أجل التطبيق، ومن أجل أن ينعم البشر في ظلّها، ولم يحدث مثل هذا اليوم في تأريخ البشر، إنّ ظهور المهدي تتويج لكلّ جهود الأنبياء والأئمّة بتاج الظفر، فالدين أتى من أجل التطبيق والعمل به، ولكن حالت موانع ومنها ظلم البشر دون ذلك، فلابدّ من أن يتحقّق هدف التطبيق في زمان من الأزمنة بتأييد غيبي إلهي.
فليس أمر المهدي ونهضته العالمية خرافة؟ ولا من الإسرائيليات؟ ولا هو بلسم وهمي اختلقه الشيعة ليطبّبوا جراحهم الدامية عبر القرون، وينفّسوا عن أرواحهم المكبوتة بالظلم عبر الزمان، وليس هو من مختلقات الثوّار في التأريخ ليضفوا على ثوراتهم قداسة؟ ولذلك كثر مدّعو المهدويّة في التأريخ الإسلامي؟ هكذا شاء البعض أن يردّد، ولكثرة الإسرائيليات في أحاديثنا، ربما أوهم أنّ قصّة المهدي هي واحدة من تلك التي نفذّت في تأريخنا كما شاء ابن خلدون وأحمد أمين المصري والمودودي الباكستاني أن يتصوّروا ذلك!!
بيد أنّ المسألة ليست بتلك البساطة التي تخيّلوها، بل هي من واقع الإسلام وصحيحه.
فإنّه روى أحاديث الإمام المهدي عن النبيّ بالإجمال أو التفصيل عدّة من الصحابة الكرام، ومن اُمّهات المؤمنين، وأخرج أحاديث المهدي كذلك من أئمّة الحديث البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة، ومن أكابر الحفّاظ الإمام أحمد بن حنبل وأبو القاسم الطبراني وأبو نعيم الاصبهاني والحاكم صاحب المستدرك، ومن الأعلام الكنجي وسبط بن الجوزي والخوارزمي وابن حجر وملّا علي المتّقي صاحب كنز العمّال والشبلنجي والقندوزي وغيرهم من أعلام أبناء العامّة فضلا عن الشيعة كما مرّ ذلك.
وأفرد بعض أعلام القوم كتاباً خاصّاً في هذا الموضوع كمناقب المهدي والأربعين حديث لأبي نعيم الاصبهاني، والبيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي، والبرهان فيما جاء في صاحب الزمان لملّا علي المتّقي، وكتاب العرف الوردي في أخبار المهدي، وكتاب علامات المهدي لجلال الدين السيوطي، وكتاب القول المختصر في علامات المهدي المنتظر لابن حجر العسقلاني، وغير ذلك كما ذكر بعض التفصيل فيما مرّ.
فالأحاديث النبويّة من طرق أبناء العامّة في المهدي المنتظر فوق حدّ الإحصاء كثرة واستفاضة، بل هي متواترة عندهم، كما صرّح عشرات من علمائهم بتواتر حديث المهدي (عليه السلام)، ومن المعلوم أنّ الحديث المتواتر هو الحديث الذي رواه جماعة يستحيل عادة اجتماعهم على الكذب، ولذلك لا يسأل عن سند الحديث المتواتر.
وإليك بعض تصريحاتهم في ذلك.
قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه على النهج(٣٨): قد وقع اتّفاق الفرق من المسلمين أجمعين على أنّ الدنيا والتكليف لا ينقض إلّا عليه.
وقال ابن حجر في الصواعق(٣٩): وقال أبو الحسن الإبري قد تواترت الأخبار عن المصطفى بخروج المهدي، وإنّه من أهل البيت، وإنّه يملك سبع سنين.
وقال ابن خلدون في المقدّمة(٤٠): اعلم أنّ المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مرّ الأعصار أنّه لابدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيّد الدين ويظهر العدل.
كما ذكر ذلك الشبلنجي في نور الأبصار وزين دحلان في الفتوحات الإسلامية وآخرون، كما جاء ذكرهم في كتاب (منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر) للشيخ الآية لطف الله الصافي.
وقد اُلّفت عدّة كتب في الردّ على ابن خلدون الذي أراد أن يضعف أحاديث المهدي، واعتبروا ذلك منه زلّة كبيرة وجرأة عظيمة.
ويقول السيوطي: وما رواه عددٌ جمّ يجبّ إحالة اجتماعهم على الكذب.
ولو أغمضنا العين عن التواتر وناقشنا في السند فأحاديث المهدي صحيحة السند، ظاهرة الدلالة، خالية من كلّ ريب، قد نصّ أئمّة الحديث وأكابر الحفّاظ على صحّتها، وشهد الحاكم في المستدرك على صحّة بعضها على شرط الشيخين البخاري ومسلم، ولا شك في وجوب الأخذ بهذه الطائفة والعمل بها والاعتقاد بما دلّت عليه.
فقد جاء في صحيح الترمذي(٤١) عن أبي سعيد الخدري قال: خشينا أن يكون بعد نبيّنا حدث فسألنا نبيّ الله فقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): إنّ في اُمّتي المهدي يخرج.
وفي صحيح أبي داود(٤٢) بسنده عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم): لو لم يبقَ من الدنيا إلّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلا منّي.
وفي حديث سفيان: لا تنقضي الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي.
وفي الصواعق المحرقة لابن حجر(٤٣): لو لم يبقَ من الدهر إلّا يوم لبعث الله فيه رجلا من عترتي.
وفي صحيح البخاري(٤٤) بسنده قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم): كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم. وهكذا رواه مسلم.
قال ابن ماجة في سننه بإسناده إلى ثوبان، قال: قال رسول الله: يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلّهم ابن خليفة، ثمّ لا يصير إلى واحد منهم ثمّ تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم. ثمّ ذكر شيئاً لا أحفظه فقال: إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوآ على الثلج فإنّه خليفة الله المهدي.
قال الشيخ فؤاد عبد الباقي في تعليقه على سنن ابن ماجة في الزوائد: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. ورواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين.
وروى مسلم في صحيحه عن جابر أنّه سمع النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول: لا يزال طائفة من اُمّتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال صلّ لنا، فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض اُمراء تكرمة الله لهذه الاُمّة.
هذا ولا يخفى أنّ أحاديث صحيح البخاري ومسلم وإن لم يكن فيها تصريح بلفظ المهدي (عليه السلام) إلّا أنّها تدلّ على صفات رجل صالح يؤمّ المسلمين في ذلك الوقت.
وجاءت الأحاديث في السنن والمسانيد مفسّرة ومبيّنة لهذه الأحاديث التي في الصحيحين، ودالّة على أنّ ذلك الرجل الصالح هو المهدي، والسنّة كالقرآن الكريم تفسّر بعضها بعضاً.
وروى الحارث بن أبي اُسامة في مسنده بسنده عن جابر، قال: قال رسول الله: ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صلّ بنا. فيقول: لا، إنّ بعضكم أمير بعض، تكرمة الله لهذه الاُمّة.
وهذا الحديث قال فيه ابن القيّم في المنار المنيف: إسناده جيّد، وهو يفسّر ما جاء في الصحيحين.
فروايات المهدي (عليه السلام) في كتب أبناء العامّة كثيرة جدّاً، حتّى بعضها تذكر صفاته وشمائله كما في صحيح ابن داود(٤٥)، فراجع. كما يذكر سيرته وكرمه في سلطانه وبيعته في إسعاف الراغبين(٤٦)، والصواعق المحرقة ومسند أحمد وصحيح مسلم وعقد الدرر، وغير ذلك.
واستناداً إلى كلّ هذه الأحاديث النبوية نرى العلماء الأعلام في كلّ المذاهب وفي مختلف القرون يعترفون بالمهدي كحقيقة وضرورة دينية وإنسانية.
وفي سنة ١٣٩٧ ه ق وجّه سؤال من كينيا إلى رابطة العالم الإسلامي حول ظهور المهدي المنتظر (عليه السلام)، فكان الجواب من سكرتير الرابطة محمد صالح القزّاز: إنّ ابن تيمية المؤسس الأوّل لفكرة الوهابية يقرّ بأحاديث المهدي، وقد وقّع الرسالة خمسة من علماء الحجاز، وذكرت الرسالة التفاصيل التي ذكرناها عن المهدي، كما ذكرت أنّه أحد الخلفاء الاثني عشر الذين أخبر عنهم النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) كما ورد في الصحاح.
فمن وقف في هذه المسألة موقف المتردّد لا حجّة له إلّا الاستبعاد، وليس للاستبعاد والاستغراب قيمة في المسائل العلمية سيّما النقليّة منها، فإنّه لو فتح باب مجرّد الاستبعاد والاستغراب، للزم ردّ كثير من العقائد الحقّة الثابتة بأخبار الأنبياء ممّا ليس للعلم به أو بخصوصيّاته طريق، إلّا من الشرع المقدّس، مثل بعض كيفيّات المعاد والصراط والميزان والجنّة والنار.
هذا مع أنّه ليس في موضوع المهدي ما هو أغرب وأعجب من المعجزات والكرامات المنقولة عن الأنبياء والأولياء وسنن الله في الاُمم الماضية، كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، ومعجزات إبراهيم وموسى ككون العصى حيّة تسعى، والنار برداً وسلاماً، وكشقّ القمر للنبيّ الخاتم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم).
فلا وجه للاستغراب في هذه الأحاديث المتواترة التي بعض رواتها من السنّة وبعضها من الشيعة، ومنهم من هو مكّي وآخر مدني، وبعضم كوفي وآخر بصري، ومنهم بغدادي والآخر رازي وقمي، ومنهم من هو أشعري الاُصول ومنهم من هو من المعتزلة والعدلية، ومنهم من كان في العصر الأوّل وبعضهم في العصور المتأخّرة،
فلا غرابة من هذا التواتر لامتناع اجتماع هؤلاء من بعد مساكنهم ومواطنهم واختلاف أعصارهم وآرائهم ومذاهبهم في مجلس واحد، واتّفاقهم على نقل هذه الأحاديث كذباً.
ولو تركنا الأخذ بها لما بقي مجال للاستناد إلى الأخبار المأثورة عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) في جميع أبواب الفقه، ولزم أن نرفع اليد عن التمسّك بالأخبار المعتبرة في اُمورنا الدنيويّة والدينية، مع استقراء بناء العقلاء من المسلمين وغيرهم عليه.
والعجب كلّ العجب من أمثال أحمد أمين المصري، فإنّه قد برّر رفضه لأحاديث المهدي أنّها مخالفة للعقل، ولا ندري ما هو ارتباط مسألة دلّ عليها النقل الصحيح المتواتر بالعقل؟؟
وهذا ممّا يؤسف عليه، فإنّ في القرن الثامن عشر الميلادي في الغرب، والمجتمعات الاُوربيّة حيث كانت تحكمها البابوات والكنائس وخرافات المسيحيّة المحرّفة، وتفتيش العقائد وطامّتها الكبرى، ظهرت نهضة فكريّة تؤمن بالمنهج العقلاني وتفسّر كلّ شيء على ضوئه، حتّى ما جاء به الوحي والدين، وسرى هذا العصيان على بعض المثقّفين المتأثّرين بفلسفة الغرب ومظاهره الفتّانة في بلاد المسلمين أيضاً، مع أنّ دينهم لم يكن منحرفاً وليس فيه خرافات اليهود والنصارى. حتّى بعض علماء الدين تأثّر بالمنهج العقلاني من حيث لا يدري، فأخذ يشكّك بتراثنا الماضي وحضارتنا الأصيلة وديننا الحنيف ومعتقداتنا الثابتة بالأدلّة والبراهين العقليّة والنقليّة.
ثمّ الرسالة ذكرت أنّ آخر الأشخاص الذي كتبوا عن المهدي بحثاً مفصّلا هو عميد الجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة في عدّة مقالات في مجلّة الجامعة وهو عبد المحسن العباد.
والبحث مطبوع في آخر كتاب (موسوعة الإمام المهدي عند السنّة) فراجع.
ثمّ جاء في آخر الرسالة نصّاً: إذاً يجب على كلّ مسلم أن يعتقد بالمهدي هذا الاعتقاد جزء من عقائد أهل السنّة ولا ينكره إلّا الجهّال أو المبدعون.
ومن كلّ ما تقدّم نصل إلى حقيقة لا تنكر أنّ خروج المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان لإصلاح الناس وتطبيق الإسلام، كما هو ضرورة إسلامية، من ينكرها فهو كافر.
وليس في المسائل النقليّة التي لا طريق لإثباتها إلّا السمع ما يكون الإيمان به أولى من الإيمان بظهور المهدي، وكيف يصحّ للمسلم أن يرتاب في ظهوره مع هذه الروايات المتواترة؟!
ثمّ يبقى الاعتقاد بولادة الإمام المهدي (عليه السلام) وأنّه ابن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) كما عليه الشيعة الإمامية الاثني عشرية، وإنّه ولد سنة ٢٥٦ ه ق.
فهذا ممّا يدلّ عليه النصوص النبويّة الشريفة.
فمنها: الرواية المشهورة عند الفريقين كما مرّت، قال النبيّ الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم): «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية»، فإنّ هذا الحديث الشريف يدلّ على لابدّية وجود إمام في كلّ زمان، لأنّ الموت على الجاهلية بسبب عدم معرفة الإمام، شامل لكلّ عصر وفي كلّ مصر، وهو فرع على وجود الإمام في كلّ عصر، وذلك ما تعتقده الإمامية أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) من وجود الإمام المنتظر حيّ يرزق الآن، ووجوده كالشمس خلف السحاب في ستار الغيبة.
كما يدلّ الحديث الشريف بوضوح أنّ هذا الإمام معيّن ومنصوب ومنصوص عليه من قبل الشرع المقدّس، وإنّه ليحظى بمرتبة كبيرة من عرفان الله وطاعته، وإنّه لمعصوم، وإنّه أفضل أهل زمانه، في كلّ الفضائل والمكارم، حتّى يجب إطاعته المطلقة كإطاعة الله ورسوله، بحيث من لا يعرفه يموت ميتة الجاهلية - أي ميتة عبّاد الأصنام والذين يقتلون أبناءهم خشية إملاق - وإلّا فلا يقال لمن لا يعرف يزيد شارب الخمور مثلا إنّه يموت على الجاهلية.
والإمام الذي يموت الإنسان على الجاهلية إذا جهله، لا يمكن أن يكون مفهوماً غامضاً ومسيّباً يتلاعب به أرباب السياسة وولاة الأمر وحكّام الجور، وإنّما يجب أن تكون له مصاديق معيّنة.
فمن لا يعترف بالإمام المهدي المعصوم (عليه السلام) فإنّه يسأل عن إمام زمانه، فإنّهم يموتون ميتة جاهلية لأنّهم جهلوا إمام الزمان (عليه السلام).
أو أنّه يقول بإمامة صدّام السفّاك، أو الفهد الذي علّق في رقبته الصليب المسيحي وبيده كأس الشراب مع الملكة اليزابيث، أو يقول بإمامة رؤساء العرب العملاء والخونة الذين رضوا بالذلّ والاستسلام والتطبيع مع إسرائيل الغاصبة ربيبة الاستعمار، فهل حكّام العرب اليوم هم أئمّة المسلمين، أو أحدهم إمام زمانه بحيث لو لم نعرفه، ولم نطعه الطاعة التامّة لكان موتنا على الجاهلية؟!
ومن يؤمن بهؤلاء الخونة فإنّه يحشر معهم لا محالة، فإنّ المرء مع من أحبّ.
فإنّه ورد في كتاب (الدرّ المنثور) لجلال الدين السيوطي قال: أخرج ابن مردويه عن علي قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في قوله الله تعالى: (يَوْمَ نَدْعو كُلَّ اُناسٍ بِإمامِهِمْ)، قال: يدعى كلّ قومٍ بإمام زمانهم وكتاب ربّهم وسنّة نبيّهم.
وروي عن الثعلبي مسنداً عنه مثله.
فإمّا إمام هدىً وحقّ يقود المأموم إلى الجنّة ويحشر معه، وإمّا إمام ضلال وباطل يقود صاحبه إلى النار.
فمن هو إمام زمانك الذي تحشر معه؟
ومن النصوص النبويّة المشهورة والمتواترة التي تتلائم مع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ما وردت في الصحاح من أنّ الأئمة أو الخلفاء من بعد النبيّ اثنا عشر وكلّهم من قريش.
إليك بعض النصوص في ذلك:
١ - صحيح البخاري(٤٧) (٤: ١٧٥، طبعة مصر سنة ١٣٥٥) عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول: يكون اثنا عشر أميراً، فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي: إنّه قال: كلّهم من قريش.
وفي صحيح الترمذي مثله.
وفي صحيح مسلم: إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش.
وفي مسند أحمد(٤٨) عن مسروق قال: كنّا جلوساً عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، هل سألتم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كم يملك هذه الاُمّة من خليفة؟ فقال ابن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثمّ قال: نعم، ولقد سألنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال: اثنى عشر كعدّة نقباء بني إسرائيل.
إنّ هذه الأحاديث لا تنطبق إلّا على مذهب الشيعة الإمامية، فإنّ بعضها تدلّ بوضوح على أنّ الإسلام لا ينقرض ولا ينقضي حتّى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة، وبعضها يدلّ على أنّ عزّة الإسلام إنّما تكون إلى اثني عشر خليفة، وبعضها يدلّ على أنّ بقاء الدين إلى أن تقوم الساعة، وأنّ وجود الأئمة مستمرّ إلى آخر الدهر.
والظاهر - والظواهر حجّة - من جميع الروايات حصر الخلفاء في الاثني عشر وتواليهم. ومن المعلوم المسلّم أنّ تلك الخصوصيات لم توجد إلّا في الأئمة الاثني عشر المعروفين عند الفريقين، ولا توافق مذهباً من مذاهب فرق المسلمين إلّا مذهب الإماميّة.
وينبغي أن يعدّ ذلك من أخبار المغيّبات، ومن جملة معجزات النبيّ الأعظم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم).
ولو أضفنا إليها غيرها من الروايات الكثيرة الواردة في الأئمة الاثني عشر، فإنّه يحصل القطع واليقين بأنّ المراد منها ليس إلّا الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام).
ويؤيّدها أيضاً حديث الثقلين المشهور والمتواتر المقطوع الصدور والمروي من طرق الفريقين - السنّة والشيعة(٤٩) - كما يؤيّدها حديث السفينة المتواتر(٥٠) وكذلك الحديث الشريف المروي عند الفريقين: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لاُمّتي.
قال في ذخائر العقبى: أخرجه أبو عمر الغفاري: «النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم ذهب السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض».
وفي رواية: النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لاُمّتي من الاختلاف.
ذكر في الصواعق أنّ الحاكم صحّحه على شرط الشيخين.
فيستفاد من مجموع هذه الأخبار أنّ وجود الأئمة الاثني عشر مستمرّ إلى انقضاء الدهر، وكلّهم من قريش، ولم يدّعِ أحد من طوائف المسلمين إمامة هذا العدد من قريش مستمرّ إلى آخر الدهر غير أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام).
هذا وقد اعترف للأئمة الاثني عشر بالفضل والورع والعلم الربّاني كلّ من ترجم لهم من العلماء.
كما أنّ العلماء من القوم قد وقعوا في حيص وبيص في تفسير هذا الحديث وتطبيقه، قال عبد المحسن عباد المدرّس في جامعة المدينة - من المعاصرين -: ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحاً يقيم الحقّ ويعدل فيهم ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم، بل قد وجد منهم أربعة على نسق وهم الخلفاء الأربعة. ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس ولا تقوم الساعة حتّى تكون ولايتهم لا محالة، والظاهر أنّ منهم المهدي المبشّر به في الأحاديث.
وقال الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن باز مفتي الحجاز - من العميان المعاصرين -: والأقرب في هذا كما قاله أهل العلم: أنّ مراد النبيّ بهذا الحديث (لا يزال أمر هذه الاُمّة قائماً ما ولي عليهم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش) إنّ مراده من ذلك الخلفاء الأربعة ومعاوية وابنه يزيد ثمّ عبد الملك بن مروان وأولاده الأربعة وعمر بن عبد العزيز هؤلاء اثنا عشر خليفة، فإنّ الدين في زمانهم قائم والإسلام منتشر والحقّ ظاهر والجهاد قائم.
والعجب من هذا الأعمى، فهل يسمّى (يزيد) بخليفة رسول الله لو لم يعرفه شخص ومات يموت ميتة الجاهلية؟!! إنّه شيء عجاب. وهو الذي صنع ما صنع من قتل سيّد الشهداء (عليه السلام) وأهل بيته الأطهار، وسبى بنات النبيّ المختار، ومن هدم الكعبة، وإباحة المدينة في واقعة الحرّة.
أو يسمّى الوليد الماجن المستهتر بالخليفة، وهو الذي رمى القرآن حينما استفتح، وهو الذي حمل قبّة معه ليشرب الخمر على سطح الكعبة.
فهذا ما نقله تأريخ القوم، فإنّه لمّا ولي الحجّ حمل معه كلاباً في صناديق، وعمل قبّة على قدر الكعبة ليضعها على الكعبة، وحمل معه الخمر وأراد أن ينصب القبّة على الكعبة ويشرب فيها الخمر.
وذكر المسعودي أنّ الوليد ألحد في شعرٍ له وذكر النبيّ بسوء، فمنه قوله:

تلعّب بالخلافة هاشميّ * * * بلا وحيٍ أتاه ولا كتابُ
وقل لله يمنعني طعامي * * * وقل لله يمنعني شرابي

وأمّا عبد الملك الغادر الفاسق، فلو لم يكن من مساويه إلّا تولية الحجّاج يقتل المسلمين والأبرار لكفى ذلك خزي له وعار.
فكلّ واحد يحاول أن يفسّر الحديث الشريف بتأويلات باطلة، ولا ندري لماذا هذا الإصرار على الخطأ والبطلان.
ثمّ من الأدلّة العقلية التي تدلّ على صحّة عقيدة الشيعة الإماميّة في الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) أنّ هذا الإنسان العظيم الذي يتحقّق على يديه ذلك الحدث الهائل في العالم من إبادة الجور والكفر والطغيان وإظهار الحقّ والعدل والإسلام، لابدّ أن يكون مدعوماً بالغيب فلا ينقطع عن الخلفاء الذين من قبله، ولا يأخذ الدين إلّا من منبعه الأصيل، لا ما في أيدي الناس من الظنّيّات، حتّى ورد في الحديث الشريف: أنّه يأتي بدين جديد، ومعنى ذلك أنّ المسلمين ينحرفون عن مسار الإسلام الصحيح الواقعي بمرور الزمن، وذلك إمّا بسبب اجتهادات المجتهدين الذين يستنبطون الأحكام الشرعيّة الظاهريّة بحسب طاقتهم البشريّة، أو بسبب الانحراف السلوكي الذي يجعل الإسلام المحمّدي الأصيل الذي يأتي به المهدي جديداً وغريباً بالنسبة لهم.
ونستنتج من هذا أنّ المهدي المنتظر (عليه السلام) يأتي بالإسلام الواقعي كما اُنزل على صاحب الشريعة المقدّسة.
ويبقى هنا السؤال المطروح: أنّه من أين يأتي المهدي بالإسلام الواقعي، وهو ليس بنبيّ، حيث لا نبوّة بعد خاتم النبيّين محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، ولا وحي، والذي بيد الناس ليس إلّا اجتهادات المجتهدين، وطريق الإلهام طريق غير عادي فلابدّ أن يقوم عليه الدليل، فلا يبقى لنا طريق إلّا الاعتقاد بأنّ المهدي (عليه السلام) من آل محمد من السلسلة المعصومة التي ورثت علم الإسلام الحقيقي من جدّها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وهذا هو الذي تعتقده الشيعة الجعفرية.
كما يدلّ على هذا المعتقد الصحيح إجماع الشيعة، ويوافقهم شطر كبير من علماء السنّة: أنّ المهدي (عليه السلام) قد ولد في ليلة المنتصف من شعبان سنة ٢٥٥ ه ق.
وقد ذكر العلّامة الآية الشيخ لطف الله الصافي أسماء ما يقرب من سبعين عالم من علماء العامّة اعترفوا بولادة المهدي (عليه السلام)(٥١).
منهم: الشيخ ابن حجر الهيثمي المكي الشافعي المتوفّى سنة ٩٧٤، قال في الصواعق بعد ذكر حالات الإمام العسكري أبي محمد (عليه السلام): ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجّة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن آتاه الله الحكمة.
ومنهم: ابن الصبّاغ المالكي المكي المتولّد سنة ٧٣٤ والمتوفّى ٨٥٥.
ومنهم: أبو الفرج ابن الجوزي المتوفّى ٦٥٤ صاحب التأريخ الكبير، والبيهقي الفقيه الشافعي المتوفّى سنة ٤٥٨، ومحمّد بن طلحة الشافعي القرشي المتولّد سنة ٥٨٢، والبلاذري الذي قتل سنة ٣٣٩، والقاضي فضل روزبهان الرادّ على العلّامة الحلي في كتابه إبطال نهج الباطل في ردّ كتاب كشف الحقّ ونهج الصدق والصواب، والمؤرّخ الكبير ابن خلكان في وفيات الأعيان.
وأمّا كيفية ولادته (عليه السلام) فنكتفي برواية رواها جماعة من العلماء منهم المحدّث العالم محمد خواجه البخاري في كتابه فصل الخطاب على ما في ينابيع المودّة(٥٢): أنّ حكيمة بنت الإمام محمد الجواد (عليه السلام) عمّة أبي محمد الإمام العسكري (عليه السلام) كانت تحبّه وتدعو له وتتضرّع إلى الله تعالى أن ترى ولده، فلمّا كانت ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين دخلت عند الحسن (عليه السلام) فقال: يا عمّة، كوني الليلة عندنا لأمر، فأقامت، فلمّا كان وقت الفجر اضطربت نرجس فقامت إليها حكيمة فوضعت المولود المبارك، فلمّا رأته حكيمة أتت به الحسن رضي الله عنهم وهو مختون، فأخذه ومسح بيده على ظهره وعينيه، وأدخل لسانه في فيه، وأذّن في اُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ثمّ قال: يا عمّة، اذهبي به إلى اُمّه فرددته إلى اُمّه. قالت: ثمّ جئت من بيتي إلى أبي محمد الحسن فإذا المولود بين يديه في ثياب صفر وعليه من البهار والنور فأخذ حبّه بمجامع قلبي، فقلت: يا سيّدي، هل عندك علم في هذا المولود المبارك، فقال: يا عمّة، هذا المنتظر الذي بشّرنا به، فخررت لله ساجدة شكراً على ذلك.
ويأتي يوم الظهور والخلاص بغتة كما قال الإمام الرضا (عليه السلام) لمّا أنشده شاعر أهل البيت دعبل الخزاعي تائيّته المعروفة، ومنها:

خروج إمامٍ لا محالة واقع * * * يقوم على اسم الله والبركاتِ
يميّز فينا كلّ حقٍّ وباطلٍ * * * ويجزي عن النعماء والنقماتِ

فبكى الإمام الرضا (عليه السلام) بكاءً شديداً ثمّ قال: يا دعبل، نطق روح القدس بلسانك، أتعرف من هذا الإمام؟ قلت: لا، إلّا أنّي سمعت خروج إمام منكم يملأ الأرض قسطاً وعدلا. فقال: إنّ الإمام بعدي محمد، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً، وأمّا متى يقوم فإخبار عن الوقت، لقد حدّثني أبي عن آبائه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، قال: مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلّا بغتةً(٥٣).
وأهل البيت في خطّ جدّهم الرسول الأكرم يبشّرون بالإمام المهدي (عليه السلام)، فالنصوص والروايات قد تواترت حول شخصيّته وعلامات شخصه وحكومته وأيام دولته، حتّى لم يعد هناك مجال للغموض والإنكار في ذلك. وإليك هذه الفهرسة السريعة المستخرجة من كتاب (منتخب الأثر في الحجّة الثاني عشر) للشيخ لطف الله الصافي دام ظلّه من المراجع المعاصرين:
الأئمة الاثنا عشر أوّلهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي... ٩١ حديثاً.
الأئمة اثنا عشر آخرهم المهدي... ٩٤ حديثاً.
الأئمة اثنا عشر تسعة منهم من نسل الحسين تاسعهم المهدي... ١٠٧ أحاديث.
المهدي من عترة النبيّ المختار... ٣٨٩ حديثاً.
المهدي من ولد علي أمير المؤمنين... ٢١٤ حديثاً.
المهدي من ولد السيّدة فاطمة... ١٩٢ حديثاً.
المهدي من ولد الإمام الحسين... ١٨٥ حديثاً.
المهدي تاسع أولاد الإمام الحسين... ١٤٨ حديثاً.
المهدي من ولد الإمام علي بن الحسين... ١٨٥ حديثاً.
المهدي من ولد الإمام الباقر... ١٠٣ حديثاً.
المهدي من ولد الإمام الصادق... ١٠٣ حديثاً.
المهدي السادس من ولد الإمام الصادق... ٩٩ حديثاً.
المهدي من ولد الإمام الكاظم... ١٠١ حديثاً.
المهدي الرابع من ولد الإمام الرضا... ٩٥ حديثاً.
المهدي الثالث من ولد الجواد... ٩٠ حديثاً.
المهدي من ولد الإمام الهادي... ٩٠ حديثاً.
اسم والده الإمام الحسن... ١٤٨ حديثاً.
المهدي يواطئ اسمه اسم النبيّ وكنيته... ٤٧ حديثاً.
ومع هذا الأحاديث الكثيرة والمتواترة لا يبقى مجال للشك والترديد وأنّه حيّ مبارك ينتظر وهو الإمام المنتظر، (عجّل الله فرجه الشريف) وجعلنا من خلّص شيعته وأنصاره والمستشهدين بين يديه...

البرهان على طول عمر إمام الزمان (عليه السلام)

لقد استبعد طول عمر صاحب الزمان الإمام المهدي المنتظر الموعود من آل محمّد (عليهم السلام) حتّى عاب على الشيعة بعض الجهّال من العامّة قولهم ببقائه (عليه السلام)، وقال بعضهم في كتاب الوصيّة فيما لو وصّى واحد أن يصرف مال لأجهل الناس: (إنّ الوصيّة لأجهل الناس تصرف إلى من ينتظر المهدي ويقول بحياته).
لكن مسألة طول عمر صاحب العصر والزمان تنطبق مع الموازين العقلية والمنطقية كما عليها الأدلّة النقلية، فهي ساطعة البرهان، لا يمكن للمؤمن المنصف إنكارها والتشكيك فيها، ولا قيمة للاستبعاد في الاُمور والمطالب الاعتقادية بعدما قام البرهان ودلّت عليه الأدلّة القطعية من العقل والنقل، وهذا نوع من سوء الظنّ بالقدرة الإلهية، وليس له مبنى إلّا عدم الاُنس وقضاء العادة في الجملة على خلافه، وإلّا فيتّفق في اليوم والليلة بل في كلّ ساعة وآن آلاف من الحوادث والوقائع العادية في العالم، حتّى في المخلوقات الصغيرة وما لا يرى إلّا بإعانة المكبّرات، ممّا أمره أعجب وأعظم من طول عمر إنسان سليم الأعضاء والقوى العارف بقواعد حفظ الصحّة، العامل بها، بل ليس مسألة طول عمره أغرب من خلقته وتكوينه وانتقاله من عالم الأصلاب إلى عالم الأرحام ومنه إلى عالم الدنيا، وبهذا دفع الله
استبعاد المنكرين للمعاد في قوله تعالى:
(يا أيُّها النَّاسُ إنْ كُنْتُمْ في رَيْبٍ مِنَ البَعْثِ فَإنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ...)(٥٤).
وقال (عزّ وجلّ): (وَقالوا أءذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً...)(٥٥).
فلا يمكن إنكار ما قام عليه الدليل والبرهان.
ويمكن تلخيص الأدلّة والبراهين في طول عمر صاحب الزمان ووقوعه بما يلي:
الدليل الأوّل: قدرة الله
إنّ الله سبحانه وتعالى قادر على كلّ شيء، كما إنّه عالم بكلّ شيء، فلا يعزّ عليه أن يطيل في عمر شخص ويحفظه من آفات الموت وطبيعته، فإنّ النار بطبيعتها تحرق وتفني وتبيد الحرث والنسل، إلّا أنّها كانت بأمر من ربّها برداً وسلاماً على إبراهيم الخليل (عليه السلام):
(يا نارُ كوني بَرْداً وَسَلاماً عَلى إبْراهيم)(٥٦).
فبالقدرة الإلهية نستدلّ على طول عمر صاحب الزمان (عليه السلام)، وبها ينقطع الإشكال ويتمّ الجواب. فإنّ الله سبحانه قادر على كلّ شيء، وطول العمر من الممكنات، فليس بالمستحيل ذاتاً، وإنّه لا قابليّة له في ذاته، بل هو ممكن الذات، كما أنّ أدلّ دليل على إمكان الشيء وقوعه، وإذا طلب المؤمن ودعا ربّه في ذلك فإنّه يستجاب له، كما ورد في الخبر النبويّ الشريف.
عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): لو أنّ مؤمناً أقسم على ربّه (عزّ وجلّ) أن لا يميته ما أماته أبدآ، ولكن إذا حضر أجله بعث الله (عزّ وجلّ) إليه ريحين: ريحاً يقال له: المنسية، وريحاً يقال له: المسخية، فأمّا المنسية فإنّها تنسيه أهله وماله، وأمّا المسخية فإنّها تسخي نفسه عن الدنيا حتّى يختار ما عند الله تبارك وتعالى(٥٧).
فأيّ مانع لمصالح خفية إلهية وحكمة ربّانيّة أن يطول عمر صاحب الزمان (عليه السلام) ولا يموت حتّى يأذن الله تعالى في ذلك؟ فإنّه سيّد المؤمنين وإمامهم ولا يردّ دعائه قطعاً.
الدليل الثاني: الإعجاز
إنّ النبوّة والإمامة والوصاية التي هي امتداد خطّ النبوّة، إنّما يصطحبان بالإعجاز، فمن يدّعي النبوّة - وكذلك الإمامة - وتظهر على يديه المعجزة - ما يعجز عنه الناس - فإنّه يدلّ على صدق دعواه، وإلّا فإنّه يلزم على الله سبحانه التغرير بالكاذب، وهذا أمر قبيح، وإنّ الله سبحانه منزّه عن القبائح، لقدرته المطلقة وعلمه المطلق، ومطلق العلم والقدرة.
فكلّ واحد من الأنبياء والأوصياء تظهر المعاجز منهم الدالّة على صدق دعواهم.
ومن المعاجز لخاتم الأوصياء طول عمره الشريف، فإنّه لا يقاس بهم أحد من الناس، ولا يقاس أعمارهم بالأعمار الطبيعية في العصور المتأخّرة.
وقد أخبر النبيّ المصطفى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) والأئمة المعصومون الأبرار (عليهم السلام) قبل ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) بمثل هذا الأمر الإعجازي، فالمقتضي موجود والمانع مفقود، فيتمّ الأمر حينئذٍ، ويتمّ المطلوب ويثبت.
ومن الروايات الدالّة على ذلك ما جاء في كمال الدين بسنده عن سدير الصيرفي(٥٨).
الدليل الثالث: التأسّي بالأنبياء
لقد تأسّى الإمام المهدي (عليه السلام) في طول عمره الشريف بالأنبياء السابقين، فإنّه ممّا لا يمكن إنكاره بصريح الآيات القرآنية، فإنّ هناك من الأنبياء (عليهم السلام) من طال عمره، بل بعضهم لا زال حيّاً كروح الله عيسى بن مريم والنبيّ خضر (عليهما السلام).
فإنّ ذا النون يونس النبيّ لولا أن سبّح الله في بطن الحوت للبث حيّاً إلى يوم يبعثون - يوم القيامة - كما في قوله تعالى:
(فَلَوْلا أنَّهُ كانَ مِنَ المُسَبِّحينَ لَلَبِثَ في بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثونَ)(٥٩).
وإنّ نوح (عليه السلام) قد دعا قومه - أي كانت مدّة دعوته وإظهار نبوّته غير عمره - ألف عام إلّا خمسين سنة، كما في قوله تعالى:
(وَلَقَدْ أرْسَلْنا نوحاً إلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فيهِمْ ألْفَ سَنَةٍ إلّا خَمْسينَ عاماً)(٦٠).
وإنّ عيسى بن مريم لا زال حيّاً في السماء، وأنّه ينزل في آخر الزمان ويصلّي خلف الإمام القائم (عليه السلام) ويكون من أعوانه، كما ورد في الأخبار الصحيحة عند الفريقين - فهو لا زال حيّاً رفعه الله سبحانه وإنّه لم يقتل - كما في قوله تعالى:
(وَما قَتَلوهُ يَقيناً بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إلَيْهِ وَكانَ اللهُ عَزيزاً حَكيماً وَإنْ مِنْ أهْلِ الكِتابِ إلّا لَيُؤْمِنُنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ)(٦١).
وإنّ الخضر (عليه السلام) شرب من ماء الحياة ولا يزال حيّاً مع الإمام المهدي (عليه السلام).
فكيف يكون الإيمان بطول عمر الإمام المهدي (عليه السلام) إمارة الجهل مع تصريح القرآن الكريم، بإمكان مثله، كما حدث في الأنبياء الماضين، فما لكم كيف تحكمون؟!!
قال السيّد ابن طاووس (قدّس سرّه) في الفصل ٧٩ من كتابه القيّم (كشف المحجّة) في مناظراته مع بعض العامّة: لو حضر رجل وقال: أنا أمشي على الماء ببغداد، فإنّه يجتمع لمشاهدته كلّ من يقدر على ذلك من الناس، فإذا مشى على الماء وتعجّب الناس منه، فجاء آخر قبل أن يتفرّقوا وقال أيضاً: أنا أمشي على الماء، فإنّ التعجّب منه يكون أقلّ من ذلك، فمشى على الماء، فإنّ بعض الحاضرين ربما يتفرّقون ويقلّ تعجّبهم، فإذا جاء ثالث وادّعى نفس الدعوى فربما لا يبقى أحد ينظر إليه، وهذه حالة المهدي، لأنّكم رويتم أنّ إدريس حيّ موجود في السماء منذ زمانه إلى الآن، ورويتم أنّ عيسى حيّ موجود في السماء وإنّه يرجع إلى الأرض مع المهدي (عليه السلام)، ورويتم أنّ الخضر حيّ موجود منذ زمان موسى (عليه السلام) أو قبله إلى الآن، فهذه ثلاثة من البشر طالت أعمارهم وسقط التعجّب بهم من طول أعمارهم، فهلّا كان لمحمّد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) اُسوة بواحد منهم، أن يكون من عترته آية الله جلّ جلاله في اُمّته بطول عمر واحد من ذرّيته، فقد ذكرتم ورويتم أنّه يملأ الأرض قسطاً وعدلا، ولو فكّرتم لعرفتم أنّ تصديقكم أنّه يملأ الأرض بالعدل شرقاً وغرباً وبعداً وقرباً أعجب من طول بقائه، وصدّقتم أنّ عيسى يصلّي خلفه، وهذا أعظم مقاماً ممّا استبعدتموه. انتهى كلامه رفع الله مقامه. كما أنّه ورد في الخبر النبويّ الشريف عند الفريقين: أنّه سيجري على هذه الاُمّة المرحومة ما جرى على الاُمم السابقة طابق النعل بالنعل والقذّة بالقذّة، وليكن طول عمر صاحب الزمان (عليه السلام) ممّا جرى على أنبياء الاُمم الماضية، فأيّ مانعٍ في ذلك بعد وجود المقتضي.
الدليل الرابع: العلم الحديث
وهذا دليل لمن أراد أن يؤمن بطول العمر من خلال العلم الحديث المتطوّر والمتقدّم، فإنّ الوسائل والآلات المتوفّرة في الطبيعة في عصرنا الراهن لا تنحصر بما في أيدينا اليوم، فإنّ الوسائل الفنّية والتكنولوجيا الحديثة لا تنحصر بالمذياع والتلفاز والتلفون والطائرات النفّاثة والصواريخ الفضائية والكومبيوتر وما شابه ذلك، فإنّ مثل هذه الأسباب قبل قرون كانت تعدّ من المحالات ومن المهازل والقوّة التخيّلية، ولكن اليوم أصبحت هذه الاُمور من التوافه ولعب الأطفال، وأنّ هناك ما هو أوسع من ذلك بكثير، ولم يدّعِ أحد أنّه قد كشف المجهولات الكونية بل كلّما ازدادوا علماً اعترفوا بجهلهم وعجزهم أكثر فأكثر، وأنّ هناك أسرار في الطبيعة لا زالت مجهولة وتبقى مجهولة، وما اُوتيتم من العلم إلّا قليلا، وأنّ فوق كلّ ذي علمٍ عليم. وحينئذٍ كيف يمكن أن يقال: إنّه ليس هناك عوامل مؤثّرة في طول العمر؟!
بل يقول البروفيسور أتينقر: إنّ الجيل الجديد كما آمن بالرحلات الفضائية فإنّه سيؤمن بأنّ خلود الإنسان في الحياة الدنيوية ليس أمراً ببعيد، فإنّ مع التقدّم التكنولوجي الذي نشاهده اليوم سوف تتمكّن البشرية في القرن القادم أن تطيل عمر الإنسان لآلاف السنين(٦٢).
ويعتقد البروفيسور سيلي: إنّ الموت إنّما هو مرض تدريجي، وإنّه لم يمت أحد من الشيخوخة، وإنّ تقدّم العلم الطبّي سيعطي الإنسان القدرة على أن يطيل في عمره بأضعاف ما هو عليه.
كما هناك في الطبيعة موجودات حيّة عاشت آلاف السنين، وإنّ العلم الحديث توصّل إلى زرع خليّة ما قبل التأريخ وإعادة حياتها.
ولمّا كان المقتضي موجود في ديمومة حياة الإمام المهدي (عليه السلام) فما المانع في ذلك؟ فإنّه بعيد عن الأبصار في حياة طاهرة ومطهّرة، يعبد ربّه وينتظر أمره وقيامه الإلهي، وأنّه حجّة الله على خلقه في أرضه، لولاه لساخت الأرض بأهلها، وإنّه ميزان الأعمال وشاهد على الناس، وفي غيبته أسرار الله جلّت عظمته، وأنّ غيبته الكبرى من الابتلاء، ليبلوكم أيّكم أحسن عملا، وإنّه من الغيب الذي يؤمن به المتّقون (ذلِك الكِتابُ لا رَيْبَ فيهِ هُدىً لِلْمُتَّقينَ الَّذينَ يُؤْمِنونَ بِالغَيْبِ)(٦٣).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) حينما يعدّ فوائد طول عمر الإمام المهدي وسرّه:
وذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به.
والعلم الحديث أثبت أنّ هناك عوامل مؤثّرة في طول العمر كالوراثة والبيئة المعتدلة ونوع العمل ومراعاة الغذاء كمّاً وكيفاً، والشيخوخة ليست مرحلة زمنية، بل ظاهرة جسدية يمرّ بها الإنسان عادة.
وقد يصاب الجسم بالشيخوخة بسبب الإصابة ببعض الأمراض أو ممارسة عادات مضرّة.
ويعتقد (متشنكوف) أنّ السموم الناجمة عن تخمّر مكروبات الأمعاء هي وراء الشيخوخة، ولو أمكن تطهير الأمعاء منها لعاش الإنسان طويلا.
والعلم ما يزال يحبو في أوّل الطريق، ومن المحتمل جدّاً أن يكتشف الإنسان مستقبلا دواءً يعزّز من قدرة الجسم في المقاومة ويمنع حدوث الشيخوخة وحتّى يصل العمر إلى ألفي عام، كما كتبت بذلك بحوث يابانية.
ولنا في الذبابات والحيوانات تجاوزت أعمارها المئات واُلوف من السنين، ففي أمريكا توجد شجرة صنوبر في كاليفورنيا ما تزال حيّة وبلغ عمرها أكثر من أربعة آلاف وستمائة سنة، وكشفت الحفريات في مصر القديمة وفي مقبرة الفرعون (توت عنخ آمون) حبوباً من القمح يعود تأريخها إلى ثلاثة أو أربعة آلاف عام، فنبتت واخضرّت ممّا يدلّ على أنّها لا زالت تحتفظ بحياتها كلّ هذه القرون الطويلة، كما لوحظ أنّ عمر بعض الحيتان يتجاوز (١٧٠٠) سنة.
كما إنّ دراسة الأشجار المعمّرة واستمرار حياتها آلاف السنين وكذا حياة الفايروسات سوف يكون لها آثارها الإيجابية في إمكانية إطالة عمر الإنسان والتغلّب على الشيخوخة.
ويقول علماء مختصّون في هذا المجال: إنّ بإمكان الجسم أو أيّ عضو منه الاستمرار في الحياة مدّة غير محدودة إذا لم يتعرّض إلى طارئ خارجي، وقد تصل المدّة آلاف السنين.
وهذا الرأي لا يستند على الحدس أو الخيال، بل هو نتيجة تجارب علمية عديدة.
ويقول (ريموند) و(بريل) الاُستاذان في جامعة (جون هوبكنز) أنّ الأعضاء الرئيسية في جسم الإنسان لها القابلية على الدوام والخلود، وقد ثبت ذلك بالتجارب التي ما تزال مستمرّة.
ومتى ما تمكّن العلم من حماية الجسم من هجمات الجراثيم وإيقاف التسمّم وإيصال الغذاء الكافي للأعضاء فإنّ باستطاعة الإنسان أن يعيش مدّة طويلة جدّاً كما هو الحال في بعض الأشجار المعمّرة.
ويقول البروفيسور (ميتالينكوف) الخبير في حالات الوفاة: إنّ جسم الإنسان يتألّف من ثلاثين تريليون من الخلايا المختلفة والتي لا يمكن أن تموت كلّها في لحظة واحدة، ولا يتحقّق الموت إلّا بعد حدوث تغيّرات كيميائية في المخّ غير قابلة للإصلاح.
وفي مدينة مونتريال بكندا كان الدكتور (هانس سيلي) يجري في مختبره بحوثاً حول ظاهرة الموت، وعرض لمراسلي الصحف نسيجاً من الخلايا الحيوانية، وصرّح بأنّ النسيج هذا ما يزال حيّاً وفي حالة نشاط حيوي وإنّه لن يموت أبدآ. وأضاف الدكتور: إذا تمكنّا من تحويل النسيج الإنساني بهذا الشكل فإنّ من الممكن أن يعيش الإنسان ألف عام.
ويقول البروفيسور (إينتنجر): إنّ الأجيال القادمة سوف تصطدم بحقيقة الإنسان الخالد كما هو الحال في غزو الإنسان للفضاء، وإنّ تطوّر العلوم سيكفل حياة الإنسان لألف عام.
إنّ الشيخوخة هي ظاهرة مرضيّة وهي ليست مستحيلة العلاج، ولقد تمكّن العلم من إنجاز اعمال كانت فيما مضى مستحيلة، وهو ما يزال يشقّ طريقه قدماً في فتوحات جديدة، فمن الممكن في المستقبل اكتشاف أسباب الشيخوخة، ومن ثمّ علاجها. وهناك بعض العلماء يقومون بإجراء العديد من التجارب والبحوث من أجل العثور على أكسير الشباب، ولا يمكن الادعاء بأنّ جهودهم سوف تذهب سُدى، فمن المحتمل جداً نجاحهم في هذا المضمار، وبالتالي سيكون بمقدور الإنسان الحياة لمدّة طويلة.
وإذا افترضنا وجود شخص ما في كامل حيويّته البدنية، وكانت أعضاء جسمه كالقلب والكلية والكبد والجهاز العصبي والمعدة وغيرها سليمة تعمل بانتظام، وكان هذا الشخص ملمّاً بما ينبغي تناوله من غذاء ويتّبع في ذلك نظاماً صحياً عالياً، وإنّه إلى جانب ذلك يعرف طرق الوقاية من الأمراض، ويعرف كيف يجهّز بدنه بالفيتامينات، ويتمتّع بروحية عالية تهبه الشعور بالطمأنينة بعيداً عن القلق والكآبة وكلّ ما يعتور الإنسان من أمراض نفسية، فإنّ بإمكان هكذا شخص أن يعمّر طويلا، وأن يعيش أضعافاً مضاعفة ممّا تعارف عليه الناس من العمر الطبيعي. كما هناك في التأريخ من عمّر المئات وآلاف السنين كنوح وآدم(٦٤).
وبناءً على هذا فإنّ مسألة العمر الطويل في شخصيّة الإمام المهدي لن تكون مستحيلة، فالعلم الحديث يؤمن من ناحية مبدئية إمكانيّة ذلك.
إضافة إلى التأكيد على جانب هامّ، وهو أنّ الله ادّخر هذا الإنسان العظيم لإصلاح العالم والمجتمع الإنساني، ومن ثمّ وهبه ما يساعده على استمرار حياته دون ضعف ووهن وانتكاس وشيخوخة(٦٥).
ويقول الشهيد السعيد الآية العظمى السيّد محمّد باقر الصدر (قدّس سرّه) في كتابه القيّم (بحث حول المهدي): ليس المهدي تجسيداً لعقيدة إسلاميّة ذات طابع ديني فحسب، بل هو عنوان لطموح اتّجهت إليه البشريّة بمختلف أديانها ومذاهبها، وصياغة لإلهام فطري، أدرك الناس من خلاله على الرغم من تنوّع عقائدهم ووسائلهم إلى الغيب، أنّ للإنسانيّة يوماً موعوداً على الأرض، تحقّق فيه رسالات السماء بمغزاها الكبير، وهدفها النهائي، وتجد فيه المسيرة المكدودة للإنسان على مرّ التأريخ استقرارها وطمأنينتها بعد عناء طويل، بل لم يقتصر الشعور بهذا اليوم الغيبي والمستقبل المنتظر على المؤمنين دينياً بالغيب، بل امتدّ على غيرهم أيضاً وانعكس حتّى على أشدّ الإيديولوجيّات والاتّجاهات العقائدية رفضاً للغيب والغيبيّات، كالماديّة الجدليّة التي فسّرت التأريخ على أساس التناقضات وآمنت بيوم موعود تصفى فيه كلّ تلك التناقضات ويسود فيه الوئام والسلام... وحينما يدعم الدين هذا الشعور النفسي العام ويؤكّد أنّ الأرض في نهاية المطاف ستمتلئ قسطاً وعدلا بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً، يعطي لذلك الشعور قيمته الموضوعيّة ويحوّله إلى إيمان حاسم بمستقبل المسيرة الإنسانيّة...
وإذا كانت فكرة المهدي أقدم من الإسلام وأوسع منه، فإنّ معالمها التفصيليّة التي حدّدها الإسلام جاءت أكثر إشباعاً لكلّ الطموحات التي انشدّت إلى هذه الفكرة منذ فجر التأريخ الديني، وأغنى عطاءً وأقوى إثارةً لأحاسيس المظلومين والمعذّبين على مرّ التأريخ، وذلك لأنّ الإسلام حوّل الفكرة من غيب إلى واقع ومن مستقبل إلى حاضر، ومن التطلّع إلى منقذ تتمحّض عنه الدنيا في المستقبل البعيد المجهول إلى الإيمان بوجود المنقذ فعلا وتطلّعه مع المتطلّعين إلى اليوم الموعود...
وقد قدّر لهذا القائد المنتظر أن لا يعلن عن نفسه ولا يكشف للآخرين حياته على الرغم من أنّه يعيش معهم انتظاراً للحظة الموعودة...
ولكنّ التجسيد المذكور أدّى في نفس الوقت إلى مواقف سلبيّة تجاه فكرة المهدي نفسها لدى عدد من الناس الذين صعب عليهم أن يتصوّروا ذلك ويفترضوه...
فهم يتساءلون إذا كان المهدي يعبّر عن إنسان حيّ، عاصر كلّ هذه الأجيال المتعاقبة منذ أكثر من عشرة قرون، وسيظلّ يعاصر امتداداتها إلى أن يظهر على الساحة، فكيف تأتّى لهذا الإنسان أن يعيش هذا العمر الطويل، وينجو من قوانين الطبيعة التي تفرض على كلّ إنسان أن يمرّ بمرحلة الشيخوخة والهرم، في وقت سابق على ذلك جدّاً وتؤدّي به تلك المرحلة طبيعيّاً إلى الموت، أو ليس ذلك مستحيلا من الناحية الواقعيّة؟
ثمّ يذكر الشهيد (قدّس سرّه) أسئلة اُخرى ليجيب عنها في بحثه الرائع، تضمّ هذه العناوين:
١ - كيف تأتّى للمهدي هذا العمر الطويل؟
٢ - المعجزة والعمر الطويل.
٣ - لماذا كلّ هذا الحرص على إطالة عمره؟
٤ - كيف اكتمل إعداد القائد المنتظر؟
٥ - كيف نؤمن بأنّ المهدي قد وُجد؟
٦ - لماذا لم يظهر القائد إذن؟
٧ - وهل للفرد كلّ هذا الدور؟
٨ - ما هي طريقة التغيير في اليوم الموعود. فراجع.
وفي العنوان الأوّل يبحث عن معاني الإمكان الثلاثة: العملي والعلمي والمنطقي والفلسفي، ثمّ يقول: لا شك في أنّ امتداد عمر الإنسان آلاف السنين ممكن منطقيّاً لأنّ ذلك ليس مستحيلا من وجهة نظر عقليّة تجريديّة... كما لا شك أيضاً في أنّ هذا العمر الطويل ليس ممكناً إمكاناً عمليّاً على نحو الإمكانات العمليّة للنزول إلى قاع البحر أو الصعود إلى القمر... وأمّا الإمكان العلمي فلا يوجد علميّاً اليوم ما يبرّر رفض ذلك من الناحية النظريّة، وهذا بحث يتّصل في الحقيقة بنوعيّة التفسير الفسلجي لظاهرة الشيخوخة والهرم لدى الإنسان... ويدخل في بحث الشيخوخة فيقول: وبهذا يثبت عمليّاً أن تأجيل هذا القانون بخلق ظروف وعوامل معيّنة أمر ممكن علميّاً...
ويتلخّص من ذلك: أنّ طول عمر الإنسان وبقاءه قروناً متعدّدة ممكن منطقيّاً وممكن علميّاً ولكنّه لا يزال غير ممكن عمليّاً، إلّا أنّ اتّجاه العلم سائر في طريق تحقيق هذا الإمكان عبر طريق طويل.
وعلى هذا الضوء نتناول عمر المهدي عليه الصلاة والسلام وما اُحيط به من استفهام أو استغراب ونلاحظ: أنّه بعد أن ثبت إمكان هذا العمر الطويل منطقيّاً وعلميّاً وثبت أنّ العلم سائر في طريق تحويل الإمكان النظري إلى إمكان عملي تدريجاً، لا يبقى للاستغراب محتوىً، إلّا استبعاد أن يسبق المهدي العلم نفسه، فيتحوّل الإمكان النظري إلى إمكان عملي في شخصه قبل أن يصل العلم في تطوّره إلى مستوى القدرة الفعليّة على هذا التحويل، فهو نظير من يسبق العلم في اكتشاف دواء ذات السحايا أو دواء السرطان...
ولا أدري هل هي صدفة أن يقوم شخصان فقط، بتفريغ الحضارة الإنسانيّة من محتواها الفاسد وبنائها من جديد، فيكون لكلّ منهما عمر مديد يزيد على أعمارنا الاعتياديّة أضعافاً مضاعفة؟ أحدهما مارس دوره في ماضي البشريّة وهو نوح الذي نصّ القرآن الكريم على أنّه مكث في قومه ألف عام إلّا خمسين سنة وقدّر له من خلال الطوفان أن يبني العالم من جديد، والآخر يمارس دوره في مستقبل البشرية، وهو المهدي الذي مكث في قومه حتّى الآن أكثر من ألف عام وسيقدّر له في اليوم الموعود أن يبني العالم من جديد. فلماذا نقبل نوح الذي ناهز ألف عام على أقلّ تقدير ولا نقبل المهدي؟
ثمّ يقول (قدّس سرّه): وقد عرفنا حتّى الآن أنّ العمر الطويل ممكن عمليّاً، ولكن لنفترض أنّه غير ممكن علميّاً، وإنّ قانون الشيخوخة والهرم قانون صارم، لا يمكن للبشرية اليوم ولا على خطّها الطويل أن تتغلّب عليه، وتغيّر من ظروفه وشروطه فماذا يعني ذلك؟ إنّه يعني أنّ إطالة عمر الإنسان - كنوح أو المهدي - قروناً متعدّدة، هي على خلاف القوانين الطبيعيّة التي أثبتها العلم بوسائل التجربة والاستقراء الحديثة، وبذلك تصبح هذه الحالة معجزة عطّلت قانوناً طبيعيّاً في حالة معيّنة للحفاظ على حياة الشخص الذي اُنيط به الحفاظ على رسالة السماء، وليست هذه المعجزة فريدة من نوعها، أو غريبة على عقيدة المسلم المستمدّة من نصّ القرآن والسنّة، فليس قانون الشيخوخة والهرم أشدّ صرامة من قانون انتقال الحرارة من الجسم الأكثر حرارة إلى الجسم الأقلّ حرارة حتّى يتساويان، وقد عطّل هذا القانون لحماية حياة إبراهيم (عليه السلام) حين كان الاُسلوب الوحيد للحفاظ عليه تعطيل ذلك القانون فقيل للنار حين اُلقي فيها إبراهيم (قُلْنا يا نارُ كوني بَرداً وَسَلاماً عَلى إبْراهيمَ)(٦٦)، فخرج منها كما دخل سليماً لم يصبه أذىً، إلى كثير من القوانين الطبيعيّة التي عطّلت لحماية أشخاص من الأنبياء وحجج الله على الأرض ففلق البحر لموسى، وشبّه للرومان أنّهم قبضوا على عيسى، ولم يكونوا قد قبضوا عليه، وخرج النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) من داره وهي محفوفة بحشود قريش التي ظلّت ساعات تتربّص به لتهجم عليه، فستره الله تعالى عن عيونهم وهو يمشي بينهم، كلّ هذه الحالات تمثّل قوانين طبيعيّة عطّلت لحماية شخص كانت الحكمة الربّانيّة تقتضي الحفاظ على حياته، فليكن قانون الشيخوخة والهرم من تلك القوانين.
وقد يمكن أن نخرج من ذلك بمفهوم عامّ وهو أنّه كلّما توقّف الحفاظ على حياة حجّة لله في الأرض على تعطيل قانون طبيعي وكانت إدامة حياة ذلك الشخص ضروريّة لإنجاز مهمّته التي أعدّ لها، تدخّلت العناية الربّانيّة في تعطيل ذلك القانون لإنجاز ذلك...
وجاء في كتاب (يوم الخلاص) للأُستاذ كامل سليمان (الصفحة ١٣٣) تحت عنوان (ما هذا العمر المديد؟ بعض طويلي الأعمار):
قال الإمام الصادق (عليه السلام) لأحد أصحابه حين رآه يتعجّب من طول الغيبة: إنّ الله تعالى أدار في القائم منّا ثلاثةً أدارها لثلاثة من الرسل (عليهم السلام) قدَّر مولده تقدير مولد موسى، وقدّر غيبته تقدير غيبة عيسى، وقدّر إبطاءه تقدير إبطاء نوح، وجعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح (يعني الخضر (عليه السلام)) دليلا على عمره.
ثمّ بعد تعليل غيبات الرسل الثلاث في حديث طويل قال (عليه السلام): وأمّا العبد الصالح الخضر فإنّ الله تبارك وتعالى ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له ولا لكتاب ينزل عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء، ولا لإمامة يُلزم عباده الاقتداء بها، ولا لطاعة يفرضها له، بل إنّ الله تبارك وتعالى لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر في عمر القائم في أيّام غيبته، وعلم من إنكار عباده لمقدار ذلك العمر في الطول، طوّل عمر العبد الصالح من غير سبب، فما أوجب ذلك إلّا لعلّة الاستدلال على عمر القائم، وليقطع بذلك حجّة المعاندين، لئلّا يكون للناس على الله حجّة.
(فكثيراً ما ورد عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعن آله المعصومين كون القائم فيه سنّة من نوح وهي طول العمر... أوردوا ذلك مورد تأكيد لا ريب فيه، حتّى أنّ الصادق (عليه السلام) قال مرّة مستهجناً: أما تنكرون أن يُمِدّ الله لصاحب هذا الأمر في العمر كما مدّ لنوح (عليه السلام) في العمر؟! ثمّ قال مرّة ثانية: إنّ وليّ الله يُعمّر عمر إبراهيم الخليل عشرين ومئة سنة وكان يظهر في صورة فتى موفّق - أي رشيد قوي - ابن ثلاثين سنة. لو خرج القائم أنكره الناس، يرجع شابّاً موفّقاً...
(وكيف نتعجّب من رجوعه محتفظاً بمقوّمات شبابه إذا اجرى الله تعالى عليه ما أجرى لغيره من الصالحين؟ فإنّ طول عمره صار عن محض الإرادة الإلهيّة التي قدّرت طول العمر لكثير من الصالحين والطالحين فيما مضى وكما سترى...
وقيل: إنّ عزيراً خرج من أهله وامرأته في شهرها، وله خمسون سنة، فلمّا ابتلاه الله (عزّ وجلّ) بذنبه أماته مئة عام ثمّ بعثه... فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة، فاستقبله ابنه وهو ابن مئة سنة!! وردّ الله عزيراً إلى الذي كان به...
أهذه أعجب أم قضيّة صاحبنا (عليه السلام)؟
وخذ الثانية قبل أن ينقضي عجبك، فإنّ نصر بن دهمان - من غطفان - قد عاش مئة وتسعين سنة ثمّ اعتدل بعدها وعاد شاباً، فتعجّب معاصروه من ذلك أشدّ العجب، حتّى أنّ العرب لم يروا مثلها اُعجوبة فريدة! ومثل هذه أيضاً، ما ذكره أصحاب السير والآثار من أنّ (زليخا) امرأة عزيز مصر قد رجعت شابّة طريّة بعد شيخوختها وهرمها.
بل ذكروا أنّ يوسف (عليه السلام) قد عاد فتزوّجها بحسب بعض رواياتهم...
فلا أخال إطالة عمر المهدي (عليه السلام) إلى ما يزيد على الألف سنة موضوعاً فيه إشكال ذو بال، وإن كان المستنكرون يرونه المشكلة كلّ المشكلة، مع أنّ الإمام المعصوم يخلقه الله تعالى تامّ التركيب الجسمي، معتدلا في جميع مقوّمات حياته، ولا يصيبه الموت إلّا بعارض خارجي كالقتل والسمّ كما حدث لآباء القائم (عليهم السلام) الذين ورد عنهم قولهم في مناسبة: ما منّا إلّا مسموم أو شهيد(٦٧)، أي شهيد قتل أو قتيل سمّ، على أنّ الإنسان العادي السليم الجسم لا يدهمه الموت إلّا إذا طرأ عليه ما يخرّب جسمه ويعطّل بعض مقوّماته، وها نحن نبحث عن هذه الظاهرة - ظاهرة طول العمر - من نواحيها الدينية والحياتية والطبيعية.
يتحدّث المصنّف في الناحية الدينية عن جانب الأعجاز والقدرة الإلهيّة وأنّ بقاء المهدي (عليه السلام) كان باختيار الله تعالى وتحت مقدوره، وبمشيّته لا بمشيّتنا ولا اختيارنا ولا موافقتنا...
ثمّ يقول: أمّا تطويل الأعمار فهو همّ أساطين الأطباء اليوم، وهم جهابذة علم الحياة الذين يبحثون بوسائلهم الأرضيّة عن تنشيط الخلايا وإصلاح الأنسجة المستهلكة، وتجديد شباب الشيوخ، أي أنّهم يبحثون عن شيء يعرفه الله - يا سيّد العارفين! - فكيف ننكر عليه أن يجدّد الخلايا، ويعيد الشباب ويطيل العمر؟! مَه مَه للعقول التي لا تريد أن تفكّر وتقابل! ومهلا مهلا لمن يجفله اسم الله كما كان يجفل الفيلسوف الفرنسي - فيكتور هوغو - الذي درّس الإلحاد لتلامذته حتّى بلغ السادسة والثمانين ثمّ صرخ بملء شدقيه - أثناء الدرس -: يا ربّ خلّصنا. حين هبّت عاصفة غير مألوفة يرافقها رعد وبرق وريح صرصر كادت تهدم البيوت وتقتلع الأشجار، ثمّ كانت صرخته هذه سبباً لإثارة انتباه تلامذته الذين صرخوا بدورهم، نراك تستغيث بالربّ الذي تدرّسنا وتدرّبنا على إنكاره منذ عشرات السنين! ثمّ كان ذلك سبباً لإعادة نظره في عقيدته الاُولى والرجوع إليها لمّا رأى الإنسان يرجع إلى الله وحده وقت الضيق والخطر الذي لا يدفع...
فطول عمره ثابت بتواتر النقل، لا يأباه واقع ولا عقل حصيف، وكأنّه - في واقع الحال - فتنة قدّرها الله لنا كما قدّر غيرها من الفتن التي امتحن بها امتثال الاُمم الغابرة لأوامر رسله إليهم واُمناء وحيه عليهم. فلا امتناع في تطويل عمره، بدليل تصافي أهل الأديان السماوية على بقاء عيسى والخضر (عليهما السلام) حيّين... ولماذا لا نرضى حلا لمثل هذه العقدة لوليّ من أولياء الله المخلصين ونرتضيها لغيره من المخلوقين...
ثمّ في الناحية الحياتية (البيولوجية) يقول: إنّ علماء الحياة والأطباء المعاصرين قد توصّلوا إلى أنّ كلّ الأنسجة الرئيسية في جسم الكائن الحيّ قابلة للاستمرار إلى ما لا نهاية له إذا لم يعرض لها ما يقطع حياتها... وقد أصبح من المقرّر عندهم أنّه لا مانع للإنسان من حياة طويلة إذا تيسّرت له جميع الظروف المناسبة. بل لقد قرّروا أنّ الأجزاء الأوّلية للأنسجة يمكن أن تبقى حيّة نامية ما دام يتوفّر لها
الغذاء اللازم والمناخ الملائم، وما دامت في منأىً عن العوارض الخارجيّة المعيقة للنموّ والحياة، فليس بعجيب أن يطول عمر بعض الناس إذا توفّرت الظروف الصالحة... العجب كلّ العجب كيف يموت الحيّ الذي خلاياه قابلة للاستمرار في الحياة إلى ما لا نهاية له؟ وما من أحدٍ منهم ينكر أنّ في مقدور الإنسان العادي أن يتوصّل إلى إطالة العمر، كما قد توصّل إلى تقليل نسبة الوفيات في الأطفال في سائر مناطق الدنيا...
وفي الناحية الطبيعية (المصادفة) يتحدّث عن الصدفة ثمّ يقول: فكون المهدي (عليه السلام) مولوداً ليس من المستحيل، وكونه موجوداً ليس من المستحيل، وكونه غائباً عن الأعين بالمعنى الذي بيّناه ليس من المستحيل أيضاً، وكونه طويل العمر ليس من المستحيل ولا من غير الممكن ولا ممّا يستعصي على مُطيل الأعمار: ربّاً كان أو محاولة إنسانية فريدة من نوعها، أو مصادفة بلهاء!
فعلى صعيد العقائد السماوية، يرى جميع المعترضين بالعقيدة المهدوية وبالبعث والحساب والثواب والعقاب، أنّ أهل الجنّة لا يهرمون ولا يموتون، وهم فيها مخلّدون... ومثلهم أهل النار... فمن الميسور على مخلّدهم أن يمدّ في عمر أوليائه في دار الدنيا مدّاً مؤقّتاً لا تخليداً... وعلى صعيد العلم والفهم، سيخرج قائم أهل البيت (عليهم السلام) قريباً - كما نستنتج من العلامات - فيقتنع الناس بالمحسوس والملموس، حين يجيل سيفه في رؤوس ركبها الانحراف عن أمر الله... فهو مرصود لمثل هذه الحالة بالذات، لا لجزّ رقاب المؤمنين ولا لحرب الصالحين، بل له يوم موعود مظفّر... وسيخرج حين يؤذن له كما وصفه إمامنا الحسن بن علي (عليه السلام) حين قال للمتعجّبين من طول عمره: لو قام المهدي لأنكره الناس، لأنّه يرجع إليهم شاباً وهم يحسبونه شيخاً كبيراً، وكما قال الصادق (عليه السلام) أيضاً: أما إنّه لو قد قام لقال الناس: أنّى يكون هذا وقد بليت عظامه منذ دهر طويل؟! (من كذا وكذا).
نعم سيخرج... فانتظروا، إنّي معكم من المنتظرين... وتعجّبوا من قصر أعماركم في هذا العصر، لا من طول أعمار غيركم في سالف الزمان...
الدليل الخامس: الإيمان بالغائبين
لقد نؤمن بوجود أشخاص بالقطع واليقين، مع أنّه لم نرهم أصلا، فإنّا نؤمن بالأنبياء كموسى وعيسى وإبراهيم الخليل ونوح وآدم ومحمد خاتم النبيين (عليهم السلام)، كما نؤمن بحكماء وعلماء كأرسطو وأفلاطون وسقراط وباستور، مع أنّه أخبرنا بذلك أنفار معدودين من المؤرّخين الأوائل.
ووجود صاحب الزمان المهدي المنتظر من آل محمد (عليهم السلام) قد أخبرنا به أكثر من خمسمائة محدّث ومؤرّخ من أهل العلم والحديث والتقى والفضيلة.
وهذا لا ينحصر بالشيعة وحسب، بل كلّ المسلمين والمذاهب الإسلامية وفقهاء الإسلام وأعلامها، يعتقدون بوجوده المقدّس ويذكرون أوصافه وسيرته، وأنّه يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
الدليل السادس: النظرة الجديدة
وهو المقصود بيانه في هذه العجالة كنظرة جديدة في طول العمر لإمام الزمان (عليه السلام)، وهي تتمّ بالمعرفة النوريّة، المتميّز بها الراسخون في العلم، فمن كان ضعيف الإيمان قليل العلم والمعرفة، فإنّه بطبيعة الحال سرعان ما ينكرها، فإنّ الناس أعداء ما جهلوا، فربما - من باب العزّة بالإثم - يرمي قائلها بسهمٍ عارية عن الحقيقة والواقع فيحاسب عليها يوم القيامة.
فهذه النظرة الجديدة انقدحت في الذهن بلطف من الله سبحانه من خلال الروايات الشريفة، فممّا رواه ابن مسعود(٦٨) قال: دخلت يومآ على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقلت: يا رسول الله، عليك السلام، أرني الحقّ لأنظر إليه، فقال: يا عبد الله، لج المخدع، فولجت المخدع وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) يصلّي وهو يقول في سجوده وركوعه: (اللهمّ بحقّ محمد عبدك اغفر للخاطئين من شيعتي) فخرجت حتّى اجتزت برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) فرأيته يصلّي وهو يقول: (اللهمّ بحقّ عليّ عبدك اغفر للخاطئين من اُمّتي) قال: فأخذني من ذلك الهلع العظيم، فأوجز النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) في صلاته وقال: يا ابن مسعود، أكفرٌ بعد الإيمان؟ فقلت: حاشا وكلّا يا رسول الله، ولكن رأيت علياً يسأل الله بك ورأيتك تسأل الله بعليّ، فلا أعلم أيّكما أفضل عند الله (عزّ وجلّ)؟ قال: اجلس يا ابن مسعود، فجلست بين يديه فقال لي: اعلم أنّ الله خلقني وعلياً من نور قدرته قبل أن يخلق الخلق بألفي عام إذ لا تسبيح ولا تقديس، ففتق نوري فخلق منه السماوات والأرضين، وأنا والله أجلّ من السماوات والأرضين، وفتق نور علي بن أبي طالب فخلق منه العرش والكرسي، وعلي بن أبي طالب والله أفضل من العرش والكرسي، وفتق نور الحسن فخلق منه اللوح والقلم، والحسن والله أفضل من اللوح والقلم، وفتق نور الحسين فخلق منه الجنان والحور العين، والحسين والله أفضل من الحور العين، ثمّ اظلمّت المشارق والمغارب فشكت الملائكة إلى الله تعالى أن يكشف عنهم تلك الظلمة، فتكلّم الله جلّ جلاله كلمة فخلق منها روحاً، ثمّ تكلّم بكلمة فخلق من تلك الكلمة نوراً، فأضاف النور إلى تلك الروح وأقامها مقام العرش، فزهرت المشارق والمغارب فهي فاطمة الزهراء، ولذلك سمّيت الزهراء لأنّ نورها زهرت به السماوات.
يا ابن مسعود، إذا كان يوم القيامة يقول الله جلّ جلاله لي ولعلي: أدخلا الجنّة من شئتما وأدخلا النار من شئتما، وذلك قوله تعالى: (ألْقِيا في جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنيدٍ)(٦٩)، فالكافر من جحد نبوّتي والعنيد من جحد بولاية عليّ بن أبي طالب وعترته، والجنّة لشيعته ولمحبّيه(٧٠).
ولنا مثل هذه الرواية الشريفة في المعرفة النورية العشرات، فإنّها تجاوزت الاستفاضة، وكادت أن تكون من المتواترات، بل بلغت التواتر الإجمالي إن لم يكن من اللفظي والمعنوي. فلا يمكن للمنصف إنكارها وجحودها، وإنّها واضحة الدلالة، رفيعة المعاني، سامية المعارف، عالية السند والإسناد، تجبر بعضها بعضاً، وتفسّر اُخرى بأُخرى، كما يفسّر القرآن بعضه بعضاً، فتدبّر واغتنم حياتك في المعارف النورية الشامخة التي ترفع درجاتك في الجنان ويوم يقوم الأشهاد.
هذا والمعرفة كلّي ذات تشكيك لها مراتب طولية وعرضية كالنور والوجود، وأنّها تارة تكون جلالية بتميّز الشيء عن غيره في أبعاده الثلاثة - الطول والعرض والعمق - وفي شكله الهندسي والظاهري، فتكون معرفة حسّية كمعرفتنا بالنار، فهي معرفة نارية ظاهرية وملكيّة، وربما تكون معرفة نوريّة وجمالية وملكوتية، وهي معرفة باطنية وجوهرية، يقف الإنسان بها على باطن الشيء، ويعرفه كما هو في ملكوته، ويصل إلى عمقه وهدفه، والجامع بين المعرفتين هي المعرفة الكمالية التي يقف الإنسان بها على غاية الشيء ونهايته، وربما منشأ المعرفة الجلالية هي الصفات السلبية، ومنشأ ومرجع المعرفة الجمالية هي الصفات الثبوتية.
ثمّ نستخلص من الحديث الشريف - ما رواه ابن مسعود - بمعرفة نورية وجماليّة بتعمّق وتدبّر: أنّ خلق الإمام المطلق - أعمّ من النبيّ أو الوصيّ - ومنه الإمام المهدي (عليه السلام) قد كان قبل خلق السماوات والأرض، وقبل الكواكب والمجرّات والأفلاك.
ثمّ الزمان إنّما هو وليد حركة الأفلاك والمنظومة الشمسية، فإنّ اليوم من الليل والنهار إنّما هو من حركة الأرض الوضعيّة حول نفسها، ومن اليوم تتولّد الساعات ومنها الدقائق. والسنة والفصول الأربعة إنّما هي من حركة الأرض الانتقالية في دورانها حول الشمس، وقد عُرف الزمان عند الحكماء بأنّه: «مقدار متّصل غير قارّ عارض للحركة»(٧١).
ثمّ الزمان بالمعنى الأعمّ له مؤثّرات وآثار، كما أنّ للشمس والقمر آثاراً، فإنّ الظلّ إنّما يكون من أشعّة الشمس ونورها، كما أنّ تكامل الإنسان في خلقه الطبيعي ومروره بمراحل طبيعيّة من انعقاد ونطفته وولادته وصباوته ومراهقته وشبابه وكهولته وشيخوخته وعجزه وموته، إنّما هو من آثار الزمان ومضيّ السنين والأيام. فإنّ مرور الزمن يوجب وهن العظام واشتعال الرأس شيباً.
(وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ في الخَلْقِ أفَلا يَعْقِلونَ)(٧٢).
فالناس يتحكّم فيهم عوامل الزمان والمكان، فيكون لهم ظلٌّ، كما يصابون بالشيخوخة والعجز ومن ثمّ بالموت. فالشمس والقمر والزمان والمكان يؤثّران في الناس، كما يبليان الجديد، ويفنيان الأجسام والأجساد، وإن كانت الروح باقية ومتعالية.
ثمّ بعد بيان هذه المفردات والتسليم بها: بأنّ خلق العالم كان قبل السماوات والأرض وقبل الشمس والقمر، وإنّ الزمان من حركة الأفلاك والمنظومة الشمسية.
نقول بمعرفة جمالية كمالية، ومن المعرفة النورية:
إنّ وليّ الله الأعظم وصاحب الزمان وإمامه هو الحاكم على الزمان والمكان وما فيهما، فهو أمام الكلّ وإمام الكلّ، وإنّه العلّة في الخلق (لولاك لما خلقت الأفلاك) فالإمام لا يتأثّر بمقتضيات الزمان والمكان وآثارهما في خلقهم النوري والجانب الملكوتي، وإن كان في جانبهم الناسوتي والبشري (قُلْ إنَّما أنا بَشَرٌ مثِلُكُمْ)(٧٣) له ما للناس، ولكن مع هذا له بإذن ربّه حقّ الولاية الكبرى على الكون الرحب وما فيه، فهو إمام الزمان بنحو (على) الاستعلائية وإن كان الظاهر بنحو (في) الظرفية.
فالإمام كما كان خلقه قبل الزمان فإنّه لا يتأثّر بمستلزماته، بل هو الحاكم المطلق بأمر من الله سبحانه عليه.
وربما من هذا المنطلق ورد في خصائص النبيّ والوصيّ أن لا ظلّ لهما، فلم يتحكّما بآثار الشمس والقمر، كما أنّ النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلم) شقّ القمر إلى نصفين، كما في القرآن الكريم، كما أنّ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يردّ الشمس ليصلّي في وقتها، وأنّه ورد في الخبر الشريف «ما منّا إلّا مسموم أو مقتول»، فلولا الشهادة بالسمّ والاستماتة بالقتل، لكان كلّ واحد من الأئمة الأطهار (عليهم السلام) بإمكانه أن يعيش في طول الزمان لحكومته وسلطنته عليه، بإذن ربّه ولتقدّم خلقه، وإنّ العلّة لا تتأثّر بأحكام المعلول، كما هو واضح وثابت في الحكمة المتعالية. فالمعلول إنّما يتأثّر بأحكام علّته.
فإمام الزمان - بالمعرفة النوريّة - يعني حكومته وإمامته على الزمان، فلا يتأثّر بمقتضياته، ومنها الهرم والشيخوخة، بل يطول عمره بطول الزمان (فهو إمام الزمان - بكسر همزة الإمام بمعنى الحاكم على الزمان وليس المحكوم به، وبفتح الهمزة بمعنى التقدّم عليه كما في خلقته النوريّة).
نعم لو أراد الموت وتعلّقت مشيّته أن يفني جسده أو تفصل أعضاءه، فإنّه يتأثّر بالعامل الزماني، وإنّ ملك الموت يستأذنه في قبض روحه، لتعلّق إرادته بذلك.
وهذا يعني حاكمية الإمام (عليه السلام) على الزمان أيضاً، وبهذه النظرة الجديدة في معرفة إمام الزمان (عليه السلام) يستكشف حقيقة كثير من المعاجز النبوية والولوية، ويسهل قبولها وهضمها.
ومن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية الاُولى الجهلاء، التي كان الناس أيامها يقتلون أبناءهم خشية إملاق ويؤدون بناتهم، ويصنعون من التمر ربّاً وصنماً يعبدونه، وإذا جاعوا أكلوا ربّهم.
ومعرفة إمام زمانك تارة بالمعرفة الجلالية بأنّه ابن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) واُمّه السيّدة نرجس (عليها السلام) وإنّه ولد سنة (٢٦٦) من الهجرة النبويّة الشريفة، وأنّه غاب عن الأبصار خوفاً من الطغاة، وأنّه سيملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، وغير ذلك من كراماته وفضائله وسيرته، وأنّه القائم المنتظر (عليه السلام)، قد نابه في غيبته الصغرى أربعة أنفار بنيابة خاصّة، وأمّا في زمن الغيبة الكبرى بأمر منه (عليه السلام) في نيابة عامّة نرجع إلى الفقيه الجامع للشرائط، وغير ذلك من المعرفة الظاهرية، وإنّها من بوادي المعرفة.
وتارة نعرفه بالمعرفة الجمالية النورية، بأنّه إمام الزمان والحاكم عليه، وأنّ الزمان معلوله يتأثّر به وتحت حكومته المطلقة وأمره المطاع، فلا يتأثّر بالعوامل الزمنيّة، ومن ثمّ يبقى متى ما أراد البقاء، وشاءت مشيّته بإرادة الله وإذنه.
كما أنّه بمشيّته وقدرته أن يوقف سنّه في حدّ خاصّ ومرحلة خاصّة، كما لو أراد أن يبقى في مظهر الرجل الأربعين - كما ورد في الخبر الشريف أنّه يظهر بسنّ الأربعين - أي بمظهر الرجل الكامل، ولا عجب فإنّه الحاكم على الزمان وإمامه وأمامه، وأنّ له نظير في أعضاء البدن، فإن شعر الرأس لولا الحلق أو التقصير فإنّه يطول وإلى أمتار كما فعل ذلك بعض المرتاضين من الهند، بخلاف شعر الحاجب فإنّه يقف في حدّ خاصّ، ولو مرّت عليه السنين الطويلة.
فصاحب الزمان (عليه السلام) حجّة الله الأعظم، شاء الله له أن تعلّقت إرادته أن يبقى بمظهر الأربعين، فلا مانع من ذلك عقلا ونقلا، فيتمّ البرهان الساطع بعد تحقّق المقتضي، وبذلك تمّت كلمة ربّك الحسنى، ولله الحجّة البالغة.
زبدة الكلام
«من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية» خبر نبوي شريف متواتر معنىً عند الفريقين - السنّة والشيعة - والمعرفة كلّي مشكّك لها مراتب طولية وعرضية، أدناها المعرفة الظاهرية والجلالية وأعلاها المعرفة الجمالية الباطنيّة، ثمّ الكمالية، والإنسان تارة ينسب إلى كلّ الزمان، كما أنّ الزمان بالمعنى الأعمّ يضاف إليه، واُخرى يقصد من زمانه خصوص الزمان الذي يعيش فيه، وإمام الزمان تارة يعني إمام كلّ الزمن والمتقدّم والحاكم عليه، كما أنّ المقصود من الزمان هو الوقت والمعنى الحقيقي للزمان واُخرى يقصد منه - تجوّزاً - الحوادث الاجتماعية والسياسية وما شابه ذلك كما يقال المؤمن عارف بزمانه، أي بأهل زمانه بحذف المضاف، فإمام الزمان بمعنى الإمام الذي يختصّ بزمانه وأنّه المسؤول الأوّل الذي يرجع إليه في اُمور الدين والدنيا، على أنّ الإمامة رئاسة عامّة في الدين والدنيا بنصّ الله ورسوله المختار (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وبهذا تختلف وتتفاوت معرفة إمام الزمان (عليه السلام) كما أنّ الزمان ينقسم إلى أوّل وآخر، وآخر الزمان - في مصطلح الحديث - يعني من يوم بعثة النبي المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلم) وإلى ظهور صاحب الأمر والزمان (عليه السلام) وإلى قيام الساعة وأشراطها واقترابها، فإنّ الرسول الأعظم محمّد هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وإنّه نبيّ آخر الزمان.
الانتظار الإيجابي
هذا وعلى كلّ مسلم ومسلمة أن ينتظر الفرج فإنّه من أفضل الأعمال كما ذكرنا، وجاء في الروايات الشريفة، والانتظار إنّما يطلق على من كان لا يعجبه الوضع الحاضر، فهو يسعى لوضع أفضل، مثل المريض الذي ينتظر البرء، أو الأب الذي ينتظر عودة ولده من السفر ليزول ألم الفراق.
ونحن ننتظر ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، يعني انتظار الحكومة العادلة في كلّ ربوع الأرض تحت لوائه المقدّس (عليه السلام).
والانتظار والحكومة العادلة العالمية مركّبة في واقعها من عنصرين أساسيين: عنصر نفي ورفض، وعنصر إثبات ووجود، والأوّل هو حالة المقاطعة للوضع الموجود، والثاني السعي للوضع الأفضل، وإذا تعمّق هذان العنصران في روح الإنسان ووجوده بشكل جذري واُصولي، فإنّه يكون منطلقاً لكثير من الأعمال والخطوات الكبيرة بفرعيها الإيجابي والسلبي، كترك التعاون مع عوامل الظلم والفساد، بل يكون للظالم خصماً وللمظلوم عوناً، وصنع الإنسان لنفسه، وإعداده ليكون واحداً من الجنود الواعين المخلصين تحت لواء القائد المظفّر، ومن هنا ندرك معنى الروايات الكثيرة القائلة أنّ من يموت على ولاية أهل البيت وانتظار الفرج وظهور الحجّة القائم (عليه السلام)، فإنّه يموت شهيداً، ويكون بمنزلة من كان مع القائم في فسطاطه، بل يكون كمن كان مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم).
وربما لا يعلم أسرار غيبته (عليه السلام).
كما قال الإمام الصادق (عليه السلام): إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لابدّ منها يرتاب فيها كلّ مبطل. فقلت: ولم جعلت فداك؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه، قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبات من تقدّمه من حجج الله تعالى ذكره(٧٤).
فوجه الحكمة لا ينكشف إلّا بعد ظهوره كما لا ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى (عليه السلام) إلّا وقت افتراقهما.
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): إنّ هذا الأمر أمر من الله تعالى، وسرّ من سرّ الله، وغيب من غيب الله، ومتى علمنا أنّه (عزّ وجلّ) حكيم صدّقنا بأنّ أفعاله وأقواله كلّها حكيمة، وإن كان وجهه غير منكشف لنا.
وأعظم فوائد وجوده ما يترتّب عليه من بقاء العالم بإذن الله تعالى وأمره، كما ذكرنا تفصيل ذلك، فإنّه أمان لأهل الأرض، ولولاه لساخت الأرض بأهلها.
فوجوده لطف، وتصرّفه لطف آخر، وعدمه منّا - كما قال ذلك المحقّق الخواجة نصير الدين الطوسي في تجريد الاعتقاد - كما إنّه لا نقطع بأنّه مستتر عن جميع أوليائه، فلا مانع من تصرّفه في بعض الاُمور المهمّة بواسطة بعض أوليائه من الأوتاد والأبدال والصالحين.
فالانتظار الإيجابي من أهمّ العوامل في إصلاح الفرد والمجتمع، فمن ينتظر المصلح الطاهر المطهّر، ويعلم أنّ السنخيّة علّة الانضمام، ويريد أن يكون في ركاب وليّ أمره حجّة الله الأعظم، فلابدّ أن يأتمّ بإمامه في سلوكه وسيرته وطهارته وإصلاحه، ويتمثّل بما في إمامه من الصفات الكمالية بورع واجتهاد، وإن لم يقدر على ما هو عليه صلوات الله وسلامه عليه، فإنّما العادل ينتظر حقيقة العدالة وروحها وبسطها وشمولها، أمّا من كان ظالماً وطاغياً في الحياة لا يمكنه أن يتمنّى وينتظر ظهور رجل يبيد الظلم ويفني الطغاة والجبابرة؟!
ومن كان مدنّساً بالرذيلة والخطايا هل يمكنه أن ينتظر الثورة العارمة التي تحرق أوّلا ما تحت ثياب المدنّسين.
فانتظار رجوع المسافر من السفر، وانتظار موسم الحصاد، وانتظار عودة صديق محبوب، وانتظار خروج مريض من المستشفى، كلّ لون من ألوان الانتظار يصاحبها لون من الإعداد والتهيّؤ.
أليس على من ينتظر النهضة العالمية الشاملة، والمصلح العظيم أن يتهيّأ نفسياً واجتماعياً وأخلاقياً، وفي كلّ حقول الحياة وأبعادها.
أجل، لابدّ من الإعداد الفكري والروحي والمادي والمعنوي للمساعدة في تحقيق ذلك البرنامج الإصلاحي الشامل.
إنّ الاختلاف والنفاق والحسد والبغي والتناحر والتباغض والتحزّبات والطائفيات والإقليميات وقصر النظر ليس من شأن المنتظرين الواقعيين.
فلو كان الإنسان فاسداً فكيف يمكنه أن ينتظر النظام الذي يدمّر الفساد ويقضي على المنحرفين والعصاة المتمرّدين؟!
إنّ الانتظار الإيجابي طريق لإصلاح الجسم والروح من الفساد والدنس، الانتظار الواقعي هو الاستعداد النفسي والفكري والأخلاقي والروحي لمثل ذلك المشرق العالمي، ويتمّ ذلك من طريق إصلاح المجتمع والتطبيق العميق للمناهج الفكرية والأخلاقية والاجتماعية للرسالة.
الانتظار الإيجابي يعني عدم ذوبان المسلم في المحيط الفاسد، وعدم انقياده للانحراف الجارف، وذلك حين ينتشر الفساد وينغمس الأكثر في ذلك الفساد، يجد
الناس النظيفون أنفسهم في طريق مسدود ينطلق منه اليأس من الإصلاح، إلّا أنّهم بانتظارهم الصحيح يفكّرون في معالجة المجتمع وإصلاحه والمحاولة للصمود والثبات على الطريق وعدم التدنّس بالرذيلة والخطيئة، ولولا هذا الشعور لأخذهم تيّار الفساد نحو السقوط والهبوط، والابتلاء بمجاراة المحيط الفاسد، ولا يستطيعون الحفاظ على أنفسهم كأقلّية صالحة في وسط مجتمع فاسد ورهيب، ويعملون بالأصل الفاسد والثقافة المنحرفة القائلة: (حشرٌ مع الناس عيد).
فلا سبيل لهم إلّا أن يعيشوا أمل الظهور، فشيء واحد يُعطيهم الأمل ويدعوهم إلى المقاومة ويحفّزهم إلى عدم الذوبان والضياع، وهو الأمل بالإصلاح النهائي على يد المنقذ الأكبر، فهم في هذه الحالة لا يفترون عن السعي نحو إصلاح أنفسهم والآخرين.
تماماً مثل اليأس من مغفرة الله (عزّ وجلّ) يعدّ من الكبائر، وإنّه جريمة وذنب عظيم، لأنّ اليأس سيواصل طريق الإجرام والمعصية، لكن إذا فتح له باب الأمل والرجاء بالمغفرة فإنّه يوقف مدّ العصيان عند هذا الشخص المتأمّل، كذلك الأمل بالإصلاح النهائي على يدي الإمام المهدي (عليه السلام) والقائم من آل محمد (عليهم السلام) يحفّز الإنسان أن لا يذوب ويضمحلّ في الفساد الاجتماعي، لأنّ الفساد مهما تفشّى وسرى فإنّه يتقوّى الأمل ويشتدّ الانتظار لظهور ذلك المصلح الأكبر.
فالانتظار السليم محصّن الأقلية الصالحة أمام أمواج الفساد، ومواصلة مسيرة الطهارة وصيانة النفس وإصلاح الآخرين والصمود على الطريق، شوقاً للقاء دولة الإمام المهدي العادلة، وإنّ الإيمان بهذا الأمر يترسّخ كلّما اشتدّ الظلم، والانتظار يشتدّ كلّما سادت الفضوى وعمّ الفساد والانحراف. متى نرى يا فرج الله يا صاحب الزمان وجهك المشرق الوضّاء ما بيننا كالشمس ضاء بعد طول استتار.
«هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتُلقى، هل يتّصل يومنا بيومك بعدة فنحضا، متى ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر ونحن نقول الحمد لله ربّ العالمين».
فالانتظار الإيجابي السليم يعني الأمل الصادق والصحيح، والأمل هو أساس النجاح والانتصار والعمل والنشاط، فالمجتمع الذي لا يعيش روح الأمل سرعان ما تطفى شعلته الوهّاجة التي تدفعه نحو العمل والسعي ومواجهة الصعاب والعراقيل.
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده، كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا وانتظروا، هنيئاً لكم أيّتها العصابة المرحومة.
وحكومة الإسلام في ربوع الأرض إنّما تتمّ بثورة كبرى، لابدّ أن تسبقها إرهاصات ومقدّمات تمهّد لاشتعالها وانتصارها.
فكلّ مسلم غيور يتحمّل مسؤولية الإصلاح بدءً بنفسه، ثمّ أهله (قوا أنْفُسَكُمْ وَأهْليكُمْ)(٧٥)، وعليه أن يهيّئ الظروف المواتية والشروط المناسبة لظهور الحقّ الأكبر والحجّة العظمى.
وكفى المسلمون رقادهم وسباتهم وتشتّتهم واختلافهم، وحان موعد الاعتصام بحبل الله جميعاً، والالتفاف حول راية التوحيد الكبرى، فلا غرب ولا شرق، ولا رأسمالية ولا شيوعية، نعم للإسلام فقط، فانهضوا وابنوا صرحكم الشامخ على اُسس الإسلام القويمة، واستلهموا روح القرآن الكريم، وامضوا في دربه وصراطه المستقيم، طريق العزّة والكرامة ومنهاج الشرف والسعادة. فثوروا ضدّ الجهل والتخلّف والجمود والخرافات، فإنّ رايات البشائر والانتصار ترفرف، وتخبرنا أنّ النصر والفتح قريب، وإنّما جاء الإسلام ليرسم الطريق إلى السعادة والهناء، وأن تعيش البشرية بسلام وأمان.
وأنتم يا شباب الإسلام الرساليين، هبّوا وانهضوا وكونوا أنصار الله وأنصار وليّه الأعظم المهدي من آل محمّد (عليه السلام)، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
وقد قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام):
«أصحاب المهدي شباب لا كهول فيهم، إلّا مثل كحل العين والملح في الزاد وأقلّ الزاد الملح»(٧٦).
«والانتظار المطلوب هو الانتظار الإيجابي الذي يبعث في القلوب الكسيرة الطمأنينة والسلام وهذه البشارات التي تتحدّث عن يوم موعود لانتصار المظلومين، هي التي تمدّ المستضعفين بالروح... روح المقاومة والصمود... روح التضحية والفداء... روح القوّة والجهاد... فالأمل هو أعظم ما يملكه الإنسان المتفائل الذي ينظر إلى المستقبل، فيراه أخضر بلون الربيع، وأزرق بلون السماء الصافية، وأبيض بلون الثلوج.
إنّ سيّدنا ونبيّنا الأكرم ورسولنا الأعظم محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو يرسّخ في أذهان أتباعه فكرة المهدي، إنّما يهدف إلى القضاء على مارد اليأس وسدّ الطريق أمام التخاذل، والهزيمة أمام الانحراف والفساد والظلم، فالجولة الأخيرة للإسلام، لابدّ لراية التوحيد أن تخفق فوق ربوع العالم بأسره»(٧٧).
وإنّ النصر سيكون حليف الرجال الذين سيؤمنون بالمهدي المنتظر الحجّة الثاني عشر (عليه السلام) وبأهدافه المقدّسة الإلهية، ويدافعون عنه وعنها، ويبذلون النفس والنفيس ببصيرة من أمرهم وإيماناً بنصر الله الذي يهبه عباده المؤمنين، ومتى وجد القائد والقائم المعصوم والاُمّة المؤمنة والرعيّة المخلصة، فإنّ نصر الله سيتحقّق ويتحقّق حلم البشرية والإنسانية المضطهدة في إقامة حكومة العدل الإلهي والإسلام المحمّدي الأصيل.
فلابدّ من الانتظار، وأنّه من أفضل الأعمال، والشعور بالأمل هو أعظم ثروة يملكها الإنسان، وما نعيشه اليوم من الانحطاط والانكسار وسقوط البشرية بجنون نحو الهاوية، تكون بارقة الأمل هي المبرّر الوحيد لاستمرار الإنسان في الحياة، فإنّه يحلم بالربيع القادم، وبالسلام والحياة الآمنة، والعدالة الفردية والاجتماعية، والحرية المستقيمة.
ومنذ أن بزغ فجر الإسلام يشعّ نوراً مع هجرة نبيّنا الأكرم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم) من مكّة المكرّمة وإلى المدينة المنوّرة، بدأ التأريخ الإسلامي الزاخر بالحوادث والوقائع المريرة، ومع بداية الفصل الأوّل من الصراع أودع النبيّ بذرة الأمل بظهور (القائم المهدي) من آل محمّد (عليهم السلام) يحمل اسمه وكنيته، ويمثّل شمائله ومحاسنه وأخلاقه المحمدية، وهو الذي وعد الله الناس أنّه في آخر الزمان سيحقّق حلم الأنبياء والأوصياء، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
فلا أمل في دنيانا التي نعيشها بهواجس الحرب والقلق وسباق التسلّح وصراع، لا يعرف الهوادة بين الشرق والغرب، وكوارث مروّعة وهائلة، وترسانات الأسلحة تغصّ بأسلحة الدمار وتهدّد البشرية بالفناء، والطغاة والجبابرة لا زالوا يملكون رقاب الناس، وينهبون ثرواتهم ويتركون البلاد قاعاً صفصفاً، إلى جانب ما نشهده من الانحطاط الأخلاقي، والسقوط في حمأة الغرائز والشهوات والابتعاد عن الدين، والاستغراق في المادّة والانسياق وراء الملاذّ حتّى أطلق المفكّرون في العالم صرخة الإنذار والتحذير من الخطر القادم، فلا أمل إلّا انتظار الفرج والاستعداد لظهور المصلح العالمي، ولو ببري سهم - كما ورد في الخبر الشريف - عن الإمام الصادق (عليه السلام): ليعدّنّ أحدكم لخروج القائم ولو سهماً(٧٨).
أجل أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) هم الذين قهروا أشباح اليأس ومارد القنوط، وهم وحدهم الذين يعيشون الأمل والتفاؤل بمستقبل العالم وأنّ الأرض يرثها عباد الله الصالحون. وأنّ شريعة الإسلام التي تكفل سعادة البشر بقيادة الإمام المعصوم هي الأمل الوحيد في انتشال الإنسانية من ظلماًت الشقاء والهبوط بسلام في مطار أنوار السعادة والخير.
فأتباع أهل البيت (عليهم السلام) قد آمنوا بمستقبل الإسلام، وجسّدوا في ضمائرهم صورة العصر القادم... العصر المشرق لحكومة العدل والتوحيد، وهم ينظرون بأمل إلى غد مشرق وينتظرون(٧٩).
ينتظرون تلك الدولة العالمية التي تشمل الغرب والشرق، يقودها وعلى قمّتها الإمام المهدي (عليه السلام)، فهو المسؤول الأعلى في إدارتها، وسوف يعيّن لإدارة هذه المساحات الشاسعة ولاة يتّصلون به مباشرةً يسمعونه ويرونه ويتحدّثون إليه.
وفي عهده وتحت ظلّه ورايته الخفّاقة تغمر العدالة الإنسانية كلّ الأرض، ويعيش العالم في هدوء وسلام ومودّة، يعطف بعضهم على بعض، ويعمّ الأمن والرفاهية والحرية والسلام العالم بأسره، وتزول كلّ مظاهر العدوان وتفنى روح السيطرة والظلم، فلا يفكّر أحد بالاستيلاء على ممتلكات الآخرين واستعباد الناس واستثمار جهودهم، ويحدث في عهده انتعاش اقتصادي هائل حتّى لا يبقى فقير يستحقّ الزكاة.
وتزدهر الأرض بخضرتها، وتنزل السماء غيثها، وتتضاعف بركات الله وآلائه ونعمائه، ويعود الخلق إلى الله وهم أكثر إيماناً وعبادة، فيهجرون الآثام والذنوب ويتركون المعاصي والجنايات ويصبح الإسلام الحنيف هو دين الله للجميع، ويرتفع نداء التوحيد في ربوع الأرض.
وفي عهده المبارك ودولته الحقّة يصل الإنسان إلى درجة من النضوج العلمي والعقلي حتّى أنّ ربّات الحجول يتمكّنّ من القضاء وهنّ في منازلهنّ، كما روي ذلك عن الإمام الصادق (عليه السلام) (٨٠).
اللّهمّ عجّل ذلك اليوم الموعود، «اللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّ أمْرِك القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدْلِ المُنْتَظَرِ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِك المُقَرَّبينَ، وَأيِّدْهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ، اللّهُمّ اجْعَلْهُ الدَّاعيَ إلى كِتابِك، وَالقائِمَ بِدينِك، اسْتَخْلِفْهُ في الأرْضِ كَما اسْتَخْلَفْتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِ، مَكِّنْ لَهُ دينَهُ الَّذي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، أبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أمْناً يَعْبُدُك لا يُشْرِك بِك شيئاً، اللّهُمَّ أعِزَّهُ وَاعْزِزْ بِهِ، وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً قَريباً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْك سُلْطاناً نَصيراً اللّهُمَّ أظْهِرْ بِهِ دينَك وَسُنَّةَ نَبِيِّك حَتَّى لا يَسْتَخْفي بِشَيْءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلْقِ، اللّهُمَ إنَّا نَرْغَبُ إلَيْك في دَوْلَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بِها الإسْلامَ وَأهْلَهُ وَتُذِلُّ بِها النِّفاقَ وَأهْلَهُ وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إلى طاعَتِك وَالقادَةِ إلى سَبيلِك وَترْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، اللّهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِنْ الحَقِّ فَحَمِّلْناهُ وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ، اللّهُمَّ الْمُمْ بِهِ شَعَثَنا وَاشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا وَكَثِّرْ بِهِ خَلَّتَنا وَيَسِّرْ بِهِ عُسْرَنا وَبَيِّضْ بِهِ وُجوهَنا وَفُك بِهِ أسْرَنا وَبَلِّغْنا بِهِ مِنَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ آمالَنا وَأعْطِنا بِهِ فَوْقَ رَغْبَتِنا يا خَيْرَ المَسْؤولينَ وَأوْسَعَ المُعْطينَ اشْفِ بِهِ صُدورَنا وَأذْهِبْ بِهِ غَيْظَ قُلوبِنا وَاهْدِنا بِهِ لِما اخْتُلِفَ فيهِ مِنَ الحَقِّ بِإذْنِك إنَّك تَهْدي مَنْ تَشاءُ إلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ وَانْصُرْنا بِهِ عَلى عَدُوِّك وَعَدُوِّنا إلهَ الحَقِّ آمينَ، اللّهُمَّ إنَّا نَشْكو إلَيْك فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُك عَلَيْهِ وَآلِهِ وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا وَقِلَّةَ عَدَدِنا وَشِدَّةَ الفِتَنِ بِنا وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأعِنَّا عَلى ذلِك بِفَتْحٍ مِنْك تُعَجِّلُهُ وَبِضُرٍّ تَكْشِفُهُ وَنَصْرٍ تُعِزُّهُ وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ وَرَحْمَةٍ مِنْك تُجِلِّلُناها وَعافِيَةٍ مِنْك تُلْبِسُناها، بِرَحْمَتِك يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ»(٨١).
«اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد وَصَلِّ عَلى مَحَمَّدٍ جَدِّهِ وَرَسولِك السَّيِّدِ الأكْبَرِ وَعَلى أبيهِ السَّيِّدِ الأصْغَرِ وجَدَّتِهِ الصِّدِّيقَةِ الكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ البَرَرَةِ وَعَلَيْهِ أفْضَلَ وَأكْمَلَ وَأتَمَّ وَأدْوَمَ وَأكْثَرَ وَأوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى أحَدٍ مِنْ أصْفِيائِك وَخيرَتِك مِنْ خَلْقِك وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَلا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَلا نَفادَ لأمَدِها، اللّهُمَّ وَأقِمْ بِهِ الحَقَّ وَادْحَضْ بِهِ الباطِلَ وَأدِلْ بِهِ أوْلِيائَك وَاذْلِلْ بِهِ أعْدائَك، وَصِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدِّي إلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ وَيَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ وَأعِنَّا عَلى تَأدِيَةِ حُقوقِهِ إلَيْهِ وَالاجْتِهادِ في طاعَتِهِ وَاجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ وَآمْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ وَهَبْ لَنا رَأفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدُعائَهُ وَخَيْرَهُ ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رِحْمَتِك وَفَوْزاً عِنْدَك وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقْبولَةً وَذُنوبَنا بِهِ مَغْفورَةً وَدُعائَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَاجْعَلْ أرْزاقَنا بِهِ مَبْسوطَةً وَهُمومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً وَحَوائِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً وَأقْبِلْ إلَيْنا بِوَجْهِك الكَريمِ وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا إلَيْك وَانْظُرْ إلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِها الكَرامَةَ عِنْدَك ثُمَّ لا تَصْرِفُها عَنَّا بِجودِك، وَاسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِكَأسِهِ وَبِيَدِهِ رَيَّاً رَوِيَّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَأَ بَعْدَهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ»(٨٢).

بعض المصادر العربيّة في الإمام المهدي (عليه السلام)

منذ ولادة صاحب العصر والزمان الإمام الثاني عشر الحجّة بن الحسن العسكري المنتظر (عليه السلام) وإلى يومنا هذا قد صنّف واُلّف في معالمه ورحابه المقدّس الآلاف من الأسفار والكتب القطورة والمقالات والرسائل، وبلغات مختلفة.
ولتعميم الفائدة جمعت بعض المصادر العربيّة (المطبوعة والمخطوطة) التي وجدتها في المكتبة العامّة لسيّدنا الاُستاذ سماحة آية الله العظمى السيّد النجفي المرعشي (قدّس سرّه) بقم المقدّسة.
وإنّي لأشكر الإخوة العاملين في المكتبة، وأخصّ بالذكر الأخ حسين المتّقي دام عزّه.
كما أذكر مصادر اُخرى وردت في (معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت (عليهم السلام)) بقلم الاُستاذ عبد الجبّار الرفاعي، المجلّد التاسع.
سائلا المولى القدير أن يوفّقنا لخدمة الدين ويسدّد خطانا ويعجّل فرج مولانا إمام الزمان قطب عالم الإمكان أرواحنا فداه، وجعلنا من خُلّص شيعته ومنتظريه وأنصاره وأعوانه، والمستشهدين بين يديه، آمين آمين لا أرضى بواحدة حتّى يضاف إليه ألف، ورحم الله عبداً قال آمينا.

المصادر العربيّة في مكتبة سيّدنا الاُستاذ مع رقم التسلسل

- الأربعون حديثاً / النجفي، هادي / ١٤٧٨٠٣
- الإمام الثاني عشر (عليه السلام) / الموسوي، محمد سعيد / ٣٠٢٤٨
- الإمام المهدي / الصفّار، حسن موسى / ١٠٥٦٩٢
- الإمام المهدي (عليه السلام) / دخيّل، علي محمد علي / ١٥٥٢٥٩
- الإمام المهدي المنتظر عجّل الله فرجه / مؤسسة البلاغ - لجنة / ١٥٥٥٩١
- الإمام المهدي (عج) عند أهل السنّة / الفقيه إيماني، مهدي / ٦ - ٧٨١٨٥ / ٢ جلد
- الإمام المهدي (عليه السلام) من المهد إلى الظهور / القزويني الموسوي، محمّد كاظم / ١٣٦٦٣٤
­ الاُمّة وقائدها المنتظر / محمد الحيدري / ١٥٥٢٨١
- البرهان على وجود صاحب الزمان (عج) / الحسيني العاملي الشامي، محسن / ١٧٤٠٤٩
- البرهان في علامات مهدي آخر الزمان / المتّقي، علي بن حسام الدين / ٢ - ١٨٠٠١١ / ٢ جلد
- التشريف بالمنن في التعريف بالفتن / آل طاووس، علي / ١٨٠٧١٣
- الجرائد السبعة / نجفي مرندي، أبو الحسن / ٤ - ٢٣٨٨٣ / ٢ جلد
- الجزيرة الخضراء وقضيّة مثلّث برمودا / نجّار، ناجي / ١٤٤٥٨٨
- الحجّة المنتظر /؟ / ٤٢٨٦٨
- إلزام الناصب في إثبات حجّة الغائب (عليه السلام) / اليزدي الحائري، علي بن زين العابديني / ١٧٥٥١٠
- السفياني وعلامات الظهور / فقيه، محمّد / ١٦٥٢٦٤
- الشيعة والرجعة / الطبسي النجفي، محمد رضا / ٧١ - ٢٢٢٧٠ / ٢ جلد
- الشيعة والرجعة / محمد رضا الطبسي / ٢٢٢٧٠
- الغيبة / طوسي، محمد / ١٦٢٢٨٨
- القول المختصر في علامات المهدي المنتظر / ابن حجر الهيثمي، أحمد / ١٥١٧٢٦
- المحجّة في ما نزل في القائم الحجّة / حسيني بحراني، هاشم / ١٣٠٢٤١
- المختار من كلمات الإمام المهدي / غروي، محمّد اسماعيل / ١٠ - ١٧٠٠٠٨ / ٣ جلد
- الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر / الحسني الحسيني، رضي الدين أبو القاسم بن طاووس / ٧٩٦٢٨
- المهدويّة في الإسلام / محمد حسن / ٣٧٧٠٧
- المهدي / تجليل التبريزي / ٨٥٣١١
- المهدي / صدر، صدر الدين / ١٢٩٥٨١
- المهدي المنتظر / الحسني الإدريسي العماري (أبو الفضل)، عبد الله بن محمّد بن الصدّيق / ١٦٥٢٣٦
- المهدي المنتظر بين التصوّر والتصديق / آل ياسين، محمّد حسن / ١٧١٦٣٧
- المهدي المنتظر والعقل، اُسلوب جديد في فلسفة الفكرة / ١٨٢٦٤٤
- المهدي الموعود / دستغيب شيرازي، عبد الحسين / ١٥٥٠٣٧
- المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) عند علماء أهل السنّة والإماميّة / العسكري، نجم الدين جعفر بن محمّد / ٣١ - ٥٦٧٣٠ / ٢ جلد
- المهدي الموعود في القرآن الكريم / رضوي، محمد حسين / ١٢٨٦٦٤
- المهدي الموعود ودفع الشبهات عنه / شهرستاني، عبد الرضا / ١٦٥٣٠١
- المهدي صاحب الزمان (عج) / خندق آبادي، جعفر / ٦٦٩٩٢
- المهدي على لسان الحسين (عليه السلام) / الصابري الهمداني، أحمد بن غياث الدين / ١٥١٩٩٤
- المهدي في السنّة / الحسيني الشيرازي، صادق / ١٥٥٠٤٦
- المهدي قيادة وفكر... ووعد حقّ / عيسى، عبد الرحمن / ١٥١٦٠٣
- المهدي والعقل / مغنية، محمّد جواد / ١٧٤٧٤٥
- المهدي (عليه السلام) وأحمد أمين / الزهيري النجفي، محمّد علي / ١٤٠٠٤١
-­ اليوم الموعود بين الفكر المادّي والديني / محمد صدر / ١٧٧١٠٦
- أحاديث المهدي / أحمد بن حنبل / ١٢١٩١٥
- أحاديث وكلمات حول الإمام المنتظر (عج) / الغريفي، عبد الله / ١٥٤٣١٤
- بحار الأنوار / العلّامة المجلسي / ج ٥١ - ٥٣ / ١٦٦٦٥٢
- بحث حول المهدي / صدر، محمّد باقر / ١٤٥٤١٩
- بشارة الإسلام في ظهور صاحب الزمان (عج) / الكاظمي، مصطفى بن إبراهيم / ١٦٣١٦
- بشارة الأنام بظهور المهدي (عج) / آل السيّد حيدر، السيّد مصطفى / ٥٩٤١٨
- بغية الطالب في من رأى الإمام الغائب روحي فداه / قائني بيرجندي، محمد باقر / ٦٠٨٨٧
- تأريخ الغيبة الكبرى / صدر، محمّد / ١٠١١٤٥
- تأريخ الغيبة الكبرى / صدر، محمّد / ٣٦٧٢٠
- تأريخ ما بعد الظهور / الصدر، محمد / ٩٤٣٤٣
- تبصرة الوليّ في من رأى القائم المهدي (عليه السلام) / البحراني، السيّد هاشم / ١٣٩١٨٤
- تكاليف الأنام في غيبة الإمام (عج) / صدر الإسلام همداني، علي أكبر دبير الدين / ٣٥٢٤٣
- ثلاثة ينتظرهم العالم، عيسى بن مريم، المسيح الدجّال، المهدي المنتظر / عاشور، عبد اللطيف / ١٥١٤٨٥
- دعوى السفارة في الغيبة الكبرى / سند، محمد بن حميد / ١٤٧٤٢٠
- دوحة الأنوار في كشف الأسرار / يزدي، محمد / ٥٥٧٦٥
- رسالة الكشف في بيان خروج المهدي / السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن / ٤٩٦٧٠
- رسالة في المهدي (عليه السلام) / ابن عربي، أكبر محيّ الدين / ٨٢٧٢١
- شمس المغرب / حكيمي، محمّد رضا / ١٥٤٥٢٥
- صحيفة المهدي (عليه السلام) / الأهري، عيسى / ١٧٤٢١٣
- صحيفة المهدي (عليه السلام) / قيومي، جواد / ١٧١٣٧٨
- ظاهرة الغيبة ودعوى السفارة في ظلّ إمامة المهدي المنتظر (عليه السلام) / آل عصفور، محسن / ١٥٤٤٩٩
- عصر الظهور / كوراني، علي / ١٥٠١٧٥
- عقد الدرر في أخبار المنتظر / المقدسي، يوسف بن يحيى / ١٧٨٥٧٦
- علامات الساعة الصغرى والكبرى، الخلود وفناء العالم / مبروك، ليلى / ١٥١٣٥٧
- علامات الظهور والجزيرة الخضراء / العاملي، جعفر مرتضى / ١٥٥٣٨٣
- كاشف الريبة في أسرار الغيبة / المازندراني، روح الله بن حبيب / ٥٣٢٢
- كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب / كنجي، محمد بن يوسف / ٦ - ١٥٣٩٣٥
- لمعان الأنوار / نجفي، حسن / ٥٧٠٢٦
- مراقد أهل البيت بالقاهرة / محمد زكي إبراهيم / ١٥٥٠٥١
- مستطرفات شرح جرائد السبعة / النجفي، محمد حسن / ٧٠٤٦١
- مع الدكتور أحمد أمين في حديث المهدي والمهدويّة / زين الدين، محمّد أمين / ١٤٦٢٨٦
- معجم أحاديث المهدي المنتظر (عليه السلام) / مؤسسة المعارف الإسلاميّة / ٦ - ١٤٥٦٧٥ ج ١ و٢، ٥٠ - ١٤٠٤٩٩ ج ٣ و٤ / ٤ جلد
- مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (عج) / أصفهاني، محمد تقي بن عبد الرزّاق / ٩ - ١٦٢٩٠٨ / ٢ جلد
- منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر / صافي گلبايگاني، لطف الله / ٨٣٣٥٣
- موطأ الإمام المهدي / ابن تومرت، محمد / ١٥٩٨٨
- نهضة المهدي في ضوء فلسفة التأريخ
- نهضة المهدي في ضوء فلسفة التأريخ / مطهّري، مرتضى / ١٦١٠٣٣
- هكذا ننتظر الإمام الحجّة / محمد تقي المدرّسي / ١٥٥٦٠٩
- يوم الخلاص في ظلّ القائم المهدي (عليه السلام) / سليمان كامل / ١٤٦٣٧٨

فهرس المخطوطات في مكتبة سيّدنا الاُستاذ

- الدليل على وجود الإمام المنتظر / بغدادي، الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان / ٧٨
- المحجّة في ما نزل في القائم الحجّة (عليه السلام) / بحريني، سيّد هاشم بن سليمان
- المشرب الوردي في مذهب المهدي / هروي قاري، ملّا علي بن سلطان / ٦٤٠٩
- أحوال مهدي آخر الزمان / علاء الدين علي بن عبد الملك المشهور بالمتّقي الهندي / ٥٢٤
- تذكرة الطالب في من رأى الإمام الغائب / بيرجندي قائني، محمد باقر بن محمد حسن / ٣٤١٧
- تلخيص البيان في علامات مهدي آخر الزمان / المتّقي، علي بن حسام الدين / ٧٠٢
- سبب طول غيبة الإمام / بغدادي، الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان / ٧٨
- شرح حديث من مات وهو لا يعرف إمام زمانه / بغدادي، الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان / ٧٨
- شوق المهدي / الفيض الكاشاني، ملا محسن بن فيض / ٣٦٠٦
- كلام المهدي / مشعشعي، محمد بن فلاح / ١٢١١

الكتب الواردة في (معجم ما كتب عن الرسول وأهل البيت (عليهم السلام))

- آيات الحجّة والرجعة / محمد علي بن حسن علي الهمداني
- آيات الظهور في انتظار الفرح والسرور في تفسير مئة وعشرة آيات من القرآن الكريم في شأن ظهور الحجّة والرجعة / ميرزا علي قلي الدهخوارقاني آذر شهري
- كتاب أبّان حكم الغيبة / أبي القاسم علي بن أحمد الكوفي
- إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون (أو) المرشد المبدي لفساد طعن ابن خلدون في أحاديث المهدي / أحمد بن محمد بن الصديق
- أبهى الدرر في تكملة عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر ليوسف بن يحيى الشافعي من طريق العامّة / محمد باقر بن محمد جعفر البهاري الهمداني
- كتاب الأبواب / عبد الله بن محمد البلوي
- الاتساق المنطقي في الظاهرة المهدويّة / معاذ حسن
- إثبات الحجّة: علائم ظهور / إبراهيم الموسوي الزنجاني
- إثبات الرجعة / حسن بن سليمان بن خالد الحلّي، م = مخطوط
- إثبات الرجعة / مجهول المؤلّف، م
- إثبات الرجعة / جمال الدين حسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي
- إثبات الرجعة / سليمان بن أحمد القطيفي
- إثبات الرجعة / نور الدين علي بن عبد العالي المحقّق الكركي، م
- إثبات الرجعة / أبو محمد الفضل بن شاذان النيشابوري
- إثبات الرجعة / محمد رضا الطبسي
- إثبات الرجعة / مير محمد عباس علي أكبر موسوي تستري لكهنوي
- إثبات الرجعة / ميرزا محمد مؤمن بن دوست محمد الحسيني الأسترآبادي
- إثبات الرجعة / وليّ السرابي التبريزي
- إثبات الرجعة / شرف الدين يحيى بن عزّ الدين البحراني اليزدي
- إثبات وجود الحجّة المهديّ (عج) / السيّد جعفر بن سيّد أحمد الحسيني الحلّي
- إثبات وجود صاحب الزمان (عليه السلام) / سيد شمس الدين محمد بن أسد الله التستري العلّامة الطهراني
- إجابة عن سؤال حول ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (لو اجتمع على الإمام عدّة أهل بدر ثلاثمائة وبعضة عشر رجلا لوجب عليه الخروج بالسيف) / الشيخ المفيد، م
- أحاديث خروج المهدي الموعود المنتظر الفاطمي / محمد بن جعفر الكتاني الحسني الفارسي المالكي
- كتاب أحاديث الرجعة / سيد حسن صدر
- الأحاديث القاضية بخروج المهدي / محمد بن إسماعيل الأمير اليماني
- أحاديث المهدي / إبراهيم بن محمّد الجويني
- أحاديث المهدي / حافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني
- أحاديث المهدي / محمد المدعو بعبد الرؤوف المناوي
- أحاديث المهدي / شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيّم الجوزيّة
- أحاديث المهدي / من مسند أحمد بن حنبل
- الأحاديث الواردة بشأن الدجّال في مسند أحمد والصحيحين والسنن الأربع / أحمد بن عيسى بن هادي عسر
- أحاديث وكلمات حول الإمام المنتظر / سيّد عبد الله الغريفي
- أحكام الأئمّة في أحوال الحجّة والقيامة / حسن علي صاحب الهندي الأخباري
- أحوال حضرة الحجّة (عليه السلام) / عبد الله بن نور الله البحراني، م
- أحوال صاحب الزمان / عبد الله ناصر أبي السعود الخطي
- أخبار الدولة في ظهور المهدي / أحمد بن إبراهيم القيرواني الطبيب
- أخبار الظهور /؟
- أخبار ظهور المهدي (عليه السلام) / إبراهيم بن محسن الكاشاني
- كتاب أخبار القائم (عليه السلام) / أبي الحسن علي بن محمد الرازي الكليني (أبي الشيخ الكليني)
- أخبار القائم / محمد حسن الخوسفي القائني
- أخبار المهدي ويسمّيه المسند / عباد بن يعقوب الرواجني العصفوري الأسدي
- أخبار المهدي / بدر الدين حسن بن محمد النابلسي الحنبلي
- كتاب أخبار المهدي (عليه السلام) / أبي أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي الأزري
- كتاب أخبار وكلاء الأئمة الأربعة / أحمد بن محمد الجوهري البصري
- أخبار الوكلاء الأربعة / أحمد بن علي بن العباس بن نوح السيرافي
- الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة / سيد محمد صديق حسن القنوجي البخاري
- أراجيز في الخمسة المعصومين (عليهم السلام) وفي الحجّة المهدي وعلائم ظهوره (عج) / حسين بن مشكور بن محمد جواد الحولاوي
- الأربعون حديثاً في أحوال المهدي (عليه السلام) الموسوم بكفاية المهتدي / سيد مير محمد لوحي الملقّب بالمطهر والمشهور بالنقيبي الحسيني الموسوي
- الأربعون حديثاً في من يملأ الأرض قسطاً وعدلا / هادي النجفي
- الأربعون حديثاً في المهدي (عليه السلام) / حافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني، م
- الأربعون حديثاً في المهدي (عليه السلام) / صدر الحفّاظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني المقري
- الأربعون حديثاً في المهدي (عليه السلام) / سراج الدين المحدّث البغدادي القزويني
- اُرجوزة / سيّد علي بن محمود الأمين الحسيني الشقرائي العاملي
- اُرجوزة في الرجعة / علي بن حسن آل سليمان البحراني القطيفي، م
- إرشاد الجهلة المصرّين على إنكار الغيبة والرجعة / محمد هاشم الهروي الخراساني
- إرشاد ذوي الأفهام لنزول عيسى (عليه السلام) / زين الدين مرعي بن يوسف الكريمي المقدسي، م
- إرشاد الطالب إلى الحجّة الغائب / جواد الخراساني
- إزالة الران عن قلوب الإخوان (في غيبة القائم) / محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي
- الاستطراف في ذكر ما ورد في الغيبة في الإنصاف / أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي
- أسرار الغيبة / محمد حسين بن أبي القاسم الكاشاني
- الإشاعة لأشراط الساعة / سيد الشريف محمد بن رسول الحسيني البرزنجي
- أشراط الساعة / أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الدمشقي الصالحي الحنبلي
- أشراط الساعة وخروج المهدي / علي بن محمد الميلي الجمالي الدنجري المالكي، م
- كتاب الأشفية في معاني الغيبة / حسن بن حمزة أبو محمد الطبري يعرف بالمرعشي
- أشكال الممارسة العلمية في عصر الغيبة الكبرى / محمد عبد الجبّار
- أصحّ ما ورد في المهدي وعيسى / محمد حبيب الله الشنقيطي الجنكي
- الاُطروحة المهدوية من خلال الأدعية والزيارات / أبو رباب
- إقامة البرهان على من أنكر خروج المهدي والدجّال / حمود بن عبد الله التويجري
- إقامة البرهان على نزول عيسى في آخر الزمان / عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري
- إقامة الحدود في أيام غيبة الإمام الحجّة (عج) / سيد محمد باقر بن محمد تقي الرشتي الاصفهاني
- إلى مشيخة الأزهر (في الردّ على الكتاب المهدوية في الإسلام) / عبد الله السبيتي
- إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب / علي بن زين العابدين اليزدي الحائري
- الإمام الثاني عشر / سيد علي بن إبراهيم اللكهنوي النقوي
- الإمام الثاني عشر / سيد محمد بن عبد الصمد الحسيني الشهشهاني، م
- الإمام الثاني عشر (ردّ على كتاب سبائك الذهب) / سيد محمد سعيد الهندي
- الإمام الثاني عشر عجّل الله تعالى فرجه / سيد محمد صادق القزويني
- الإمام الغائب (مختصر في أحوال الإمام الثاني عشر) / محمد رضا الطبسي
- الإمام المنتظر / سيّد مير محمّد بن مهدي الموسوي الكاظمي القزويني
- الإمام المنتظر / الفكر الإسلامي (طهران)
- الإمام المنتظر / سيد محمد بن جمال الدين الهاشمي الگلپايگاني
- الإمام المهدي المنتظر عجّل الله فرجه / لجنة التأليف في مؤسسة البلاغ
- الإمام المهدي / محمد علي محمد الدخيل
- الإمام المهدي / المبارك إبراهيم
- الإمام المهدي... حجّة العصر / نور الإسلام (بيروت)
- الإمام المهدي (عليهم السلام) سيرته / سيد محسن الأمين
- الإمام المهدي عند أهل السنّة / رتّبها وقدّم لها: مهدي فقيه إيماني
- الإمام المهدي في المصادر العربيّة / عبد الجبّار الرفاعي، م
- الإمام المهدي قدوة واُسوة / سيد محمد تقي المدرّسي
- الإمام المهدي لدى العامّة / شيخ حسن النائيني
- الإمام المهدي (عليه السلام) من المهد إلى الظهور / سيد محمد كاظم القزويني
- الإمام المهدي وظهوره / سيد جواد السيد حسين الحسيني آل علي الشاهرودي
- أمان الاُمّة من الضلال والاختلاف / لطف الله الصافي
- الاُمّة وقائدها المنتظر / محمد الحيدري
- الانتظار / محمد رضا الحكيمي
- إنشاء الصلوات على إمام العصر عجّل الله فرجه / مولى عبد الرسول (الفيروزكوهي) النوري
- الأنوار الساطعة في تسمية حجّة الله القاطعة وإثبات حرمة تسمية الإمام المنتظر (عليه السلام) الموافق لاسم جدّه (م ح م د) رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) / ميرزا محمد علي بن ميرزا أبي القاسم الاردوباري الغروي
- أنوار الغياهب في شرح أحوال الإمام الغائب (عليه السلام) / حسين بن محمد حسين التبريزي
- الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعية المستنبطة من الآيات الإلهية في أحوال صاحب العصر والزمان (عليه السلام) / علم الدين المرتضى علي بن جلال الدين الموسوي الحائري
- أيضاً المرام في أمر الإمام (في الغيبة وأحوال الحجّة (عليه السلام)) / محمد باقر البهاري الهمداني
- إيقاظ الاُمّة من الهجعة في إثبات الرجعة / محمد مهدي الموسوي الاصفهاني الكاظمي
- الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة / محمد بن الحسن الحرّ العاملي المشغري
- الإيمان والرجعة / سيد أحمد بن عنايت الله الحسيني الزنجاني
- باب الأبواب / محمد مهدي خان ابن محمد تقي التبريزي
- باب أشراط الساعة (في مشكاة المصابيح ج ٣) / ولي الدين محمد بن عبد الله الخطيب العمري التبريزي
- باب أشراط الساعة (في كتاب مصابيح السنّة ج ١) / الإمام البغوي الحسين بن سعيد الشافعي
- باب خروج المهدي (في سنن الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني بن ماجة، ج ٢)
- باب الغيبة في سامراء /مصطفى بن محمد هلال الحصري
- باب الفرج / مهدي بن علي الغريفي البحراني
- باب في الخليفة الكائن في آخر الزمان المسمّى بالمهدي وعلامة خروجه (في التذكرة في أحوال الموتى واُمور الآخرة) / حافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي
- باب في المهدي (في معالم السنن) / أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي البُستي
- باب ما جاء في المهدي (في مجمع الزوائد ومنهج الفوائد ج ٧) / حافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي
- باب ما جاء في المهدي (في موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان) / حافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي
- باب ما جاء في المهدي (في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ج ٦) / حافظ أبي العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري
- باب ما جاء في المهدي، وباب ما جاء في نزول عيسى بن مريم (عليه السلام) من كتاب الفتن (في الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي ج ٤) / أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة.
- باب المهدي (في المصنّف ج ١١) / حافظ أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني
- بارقة البصر / محمد جواد البلاغي
- بحث حول المهدي / الشهيد محمد باقر الصدر
- بدايع الكلام في من فاز بلقاء الإمام (عليه السلام) / سيد جمال الدين محمد بن الحسين اليزدي الحائري الطباطبائي
- برهان البيان (في تفسير الآية ٥٤ من سورة النور) / أبي القاسم تقي بن حسين الرضوي القمي اللاهوري
- برهان الشيعة في إثبات الرجعة / محمد علي بن شرف الدين السنقري
- البرهان على صحّة طول عمر صاحب الزمان (عليه السلام) / أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي
- البرهان على وجود صاحب الزمان (قصيدة) / سيد محسن بن عبد الكريم الأمين العاملي
- البرهان في علامة مهدي آخر الزمان / جلال الدين عبد الرحمن السيوطي
- البرهان في علامات مهدي آخر الزمان / علي بن حسام التقي الهندي
- بستان الأبرار، هو المجلّد الخامس من (نور الأنوار) في علائم ظهور الغائب عن الأبصار / ملّا أبو الحسن المرندي
- بشارة الإسلام في علامات المهدي (عليه السلام) وأحواله / مصطفى بن إبراهيم الحسني الحسيني الكاظمي
- بحث الأموات قبل ظهور الحجّة (في الرجعة) / محمد باقر بن محمد جعفر البهاري الهمداني
- بهجة الأولياء في أحوال صاحب الزمان (عليه السلام) / ميرزا محمد تقي بن محمد كاظم المجلسي الألماسي
- بيان الإشكال (في أمر المهدي (عليه السلام) و...) / أبو عبد الله حميدان بن يحيى القاسمي الحسني
- بيان الحقّ / أحمد الشريف المعروف بـ(شيخ الإسلام) الاصطهباناتي
- البيان في أخبار صاحب الزمان (عج) / حافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف الگنجي الشافعي
- تأمّلات في دعاء الافتتاح / سيد محمد تقي المدرّسي
- تأريخ الإمام الثاني عشر / محمد باقر المقدسي
- تأريخ الشيعة والمهدي والدروز / دراسة حول تأريخ الشيعة والمهدي المنتظر والدروز، القاهرة ١٩٨٧ م
- تأريخ الغيبة الصغرى / سيد محمد الصدر
- تأريخ الغيبة الكبرى / سيد محمد الصدر
- تأريخ ما بعد الظهور / سيد محمد الصدر
- تبصرة الوليّ في مَن رأى القائم المهدي / سيد هاشم سليمان الكتكاني التوبلي البحراني
- تبيين المحبّة / محسن بن محمد المعروف بآقا مجتهد ابن محمد علي القره داغي التبريزي
- تحديق النظر في أخبار الإمام المنتظر / محمد بن عبد العزيز الوهيبي (من علماء نجد)، م
- تحذير الإخوان من ادّعاء المهد[و]يّة في آخر الزمان / عثمان بن خودي
- تحفة أهل الإيمان لصاحب العصر والزمان (في مسألة الرجعة) / محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الجبّار، م
- تحفة الشيعة في رجعة الأئمّة / سيد حسين عرب باغي
- التحفة السنيّة في نصرة القائم في البليّة (اُرجوزة) /؟
- تحقيق علمي في الكلام على ظهور المهدي المنتظر / حسين الدخاعي
- تذكرة الحجّة لتبصرة أهل المحجّة /؟
- تراجم السفراء / مولى حيدر علي بن محمد بن الحسن الشيرواني
- كتاب ترتيب الأدلّة في ما يلزم خصوم الإماميّة رفعه عن الغيبة والغائب / أحمد بن الحسين بن عبد الله المهراني
- تشطير وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان (عليه السلام) / عبد الله بن نور الدين الجزائري الموسوي التستري
- تسمية أصحاب المهدي، وعدّة من يوافيه من المفقودين من فرشهم وقبائلهم والسائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكّة / رواية الإمام الصادق (عليه السلام) / أورده الطبري في دلائل الإمامة
- التصريح بما تواتر في نزول المسيح / محمد أنورشاه الكشميري
- التطوّر السياسي للقيادة الشرعيّة في عصر الغيبة الكبرى / المهندس ع
- تعليق على محاضرة «عقيدة أهل السنّة والأثر في المهدي المنتظر» / عبد العزيز بن عبد الله بن باز
- تفريج الكربة عن المنتقم لهم في الرجعة / محمود بن فتح الله الحسين الكاشاني الكاظمي
- تكاليف الأنام في زمن غيبة الإمام (فارسي وعربي) / علي أكبر الهمداني الملقّب بـ(دبير الدين)
- تكميل الإيمان في إثبات وجود صاحب الزمان / محمد حسن القائني
- تلخيص البيان في أخبار مهدي آخر الزمان / علي بن حسام الدين المتقي الهندي
- تلخيص البيان في علامات مهدي آخر الزمان / ابن كمال پاشا
- تنبيه الغافلين / محمد تقي بن حسين علي الهروي الاصفهاني
- تنبيه الوسنان إلى أخبار مهدي آخر الزمان / أحمد النوبي
- التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجّال والمسيح / محمد بن علي الشوكاني
- توقيع الناحية المقدّسة (نسخة مجلس الشورى الإسلامي)
- توقيعات خارجة از ناحيه امام زمان (عليه السلام) (عربي وفارسي) / منسوب إلى محمد باقر المجلسي
- التوقيعات الخارجة من الناحية المقدّسة / أبو العباس عبد الله بن جعفر الحميري القمي
- توقيعات مقدسة، نوّاب أربعة / جعفر الوجداني
- جامع أخبار الغيبة / سيد حسن بن هادي الصدر العاملي الكاظمي الموسوي
- جامعة البيان في رجعة صاحب الزمان (منظومة) / علي بن حسن آل حامي البلادي
- جزء في المهدي / ابن كثير
- جزء في ما ورد في المهدي / أبي الحسين ابن المنادي أحمد بن جعفر الحافظ البغدادي
- الجزيرة الخضراء / سيد شبّر بن محمد بن ثنوان الموسوي الوزيري
- الجزيرة الخضراء / فضل بن يحيى الطيّبي الكوفي
- الجزيرة الخضراء وقضيّة مثلّث برمودا / ناجي النجّار
- جمع الأحاديث الواردة في المهدي / حافظ أبو بكر أبو خيثمة أحمد بن زهير النسائي
- جمع طرق حديث المهدي / أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين الكردي الرازياني العراقي المصري
- جنّة المأوى في من فاز بلقاء الحجّة ومعجزاته في الغيبة الكبرى / ميرزا حسين النوري الطبرسي
- جواب على مسألة في الآيات التي قبل ظهور الساعة / عبد الله حسن بن عبد القادر بن فهد الهاشمي العلوي، م
- جواب منكر وجود صاحب الزمان (عج) / محمد باقر البهاري الهمداني
- كتاب جوابات الفارقيين في الغيبة / الشيخ المفيد
- كتاب الجوابات في خروج المهدي /؟، م
- الجوهر المقصود في إثبات رجعة الموعود / أحمد البيان بن حسن الواعظ الاصفهاني
- حاشية على القول المختصر في علامات المهدي المنتظر / ابن حجر الهيثمي
- الحجّة البالغة / سيد خلف الحويزي الموسوي
- كتاب الحجّة في إبطاء القائم (عليه السلام) / أبو الحسين محمد بن بحر المرهني السجستاني المتكلّم
- الحجّة والرجعة / محمد بن الحسين بن مهدي المهدوي السعيدي اللاهجي
- الحضارة في عهد الإمام المهدي / سيد عباس المدرّسي
- حقيقة الخبر عن المهدي المنتظر / صلاح الدين عبد الحميد الهادي المعاصر
- الحكومة العالمية المثلى / جواد جعفر الخليلي
- حماسه عاشوراء به بيان حضرت مهدى (عليه السلام) (عربي - فارسي) / جلال برنجيان
- حواشي الفتن / ميرزا نجم الدين جعفر بن محمد الطهراني
- كتاب حول آيات الساعة /؟، م
- حول الإمام المهدي / السيّد محمد حسين فضل الله
- حول المهدي / ناصر الدين الألباني
- حول المهدي المنتظر (عليه السلام) / السيّد مرتضى العسكري
- حياة الإمام المهدي: ولادته - غيبته - ظهوره - دولته / المنطلق
- خروج المهدي (في كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال) / علاء الدين علي بن حسام الدين المتّقي الهندي
- الخصائص المهدية (اُرجوزة) / فقيه الاصفهاني
- الخطبات الصحيح في تحقيق المهدي والمسيح / أشرف علي تهانوي
- خمس رسائل في إثبات الحجّة / الشيخ المفيد
- دار السلام / محمود بن جعفر الميثمي العراقي
- داعي البشر / مهدي بن علي الغريفي البحراني
- الدجّال / المستشرق ونسنك
- الدجّال / المستشرق كارّادي وُو
- الدجّال عند الجمهور / جعفر بن محمد المدعو نجم الدين الطهراني العسكري
- دحض البدعة في إنكار الرجعة / محمد علي الحائري السنقري
- الدرّ المنضود في ذكر المهدي الموعود / سيّد صديق حسن بن أولاد القنوجي، م
- دراسة علمية لروايات عصر الغيبة / السيّد كاظم الحائري
- دراسة في الخريطة السياسية لعصر الظهور / علي الكوراني
- الدرر الغيبة / محمد بن مقيم بارفروشي مازندراني، م
- الدرّة البهيّة: في التسمية المهدية (اُرجوزة) /؟
- دعاء رجب (الخارج من الناحية المقدّسة) على يد السفير المعروف بالشيخ الخلّاني
- دعاء الغيبة: الدعاء الذي أمر الإمام المنتظر بقرائته في عصر الغيبة /؟
- الدعاء من صاحب الزمان في مسجد صعصعة / عبد الرسول فيروزكوهي
- دعائم الدين وكشف الريبة: في إثبات الرجعة / محمد حسن بن عناية الدين مشهدي، م
- دعاء الندبة (مع الترجمة بالفارسية)
- كتاب دلائل خروج القائم (عليه السلام) وملاحم / حسن بن محمد الصفّار البصري
- دلائل الرجعة أو الإيمان والرجعة / غلام علي العقيقي الكرمانشاهي
- دليل العرفان في تحقيق وجود إمام الزمان والردّ على (تشحيذ الأذهان) والفرقة القاديانية / أحمد علي الواعظ الآمرتسري الهندي
- دليل المؤلّفات حول الإمام المهدي / ناجي النجار
- الدين والرجعة (في الردّ على الإسلام والرجعة) / حسن بن الحسين السهروردي
- ذخيرة المحشر في أحوال الإمام المنتظر (عليه السلام) / محمد أبو عزيز الخطّي
- ذكر الرجال الذين خرجت إليهم التوقيعات (المصباح الخامس عشر من كتب المصابيح) / الشيخ الصدوق
- ذكر الفتن والكوائن في آخر الزمان (في جريدة العجائب وفريدة الغرائب) / سراج الدين أبو حفص عمر بن الوردي
- كتاب ذكر قائم آل محمد (عليه السلام) / أبو سعيد أحمد بن رميح المروزي
- ذكر القائم (عليه السلام) وغيبته / حرز بن علي بن الحسين الشناطري الأوالي العسكري البحراني
- ذكر ما جاء أنّ المهدي في آخر الزمان منهما (في ذخائر العقبى) / حافظ محبّ الدين أحمد بن عبد الله الطبري
- ذكر المهدي ونعوته وحقيّة مخرجه وثبوته / حافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الاصفهاني
- ذكرى الإمام المهدي (عج) (قصيدة) / محمد نديم فليح الطائي
- ذكرى مولود الإمام الحجّة القائم عجّل الله تعالى فرجه / لفيف من الروحانيين
- ذكرى ميلاد الإمام المنتظر / لجنة الاحتفال
- ذلكم الإمام المهدي / سيّد هادي المدرّسي
- ذيل كتاب النور في أخبار الإمام المستور / محمد باقر بن محمد جعفر الهمداني
- رائعة الولاء (قصيدة في مدح الإمام المهدي عج) / سيّد مرتضى القزويني
- كتاب الرجعة / حسن بن علي البطائني
- الرجعة / محمد علي بن حسن علي الهمداني الحائري المعروف بالسنقري
- كتاب الرجعة / الشيخ الصدوق
- الرجعة / محمد بن مسعود العياشي السمرقندي
- الرجعة بين العقل والقرآن / حسن الطارمي
- كتاب الرجعة حديث / أبو محمد الفضل بن شاذان الأزدي النيشابوري
- الرجعة والردّ على أهل البدعة / جمال الدين حسن بن سليمان الحلي، م
- الرجعة والظهور / ميرزا محمد طبيب زاده
- الردّ على ابن حجر العسقلاني (في إنكاره لصاحب الزمان (عج) / مهدي بن مرتضى الطباطبائي البروجردي بحر العلوم
- الردّ على شرعة التسمية (للميرداماد) في (زمان الغيبة) / رفيع الدين محمد الصدر الكبير الحسيني الموسوي
- الردّ على القصيدة البغدادية (في إنكار صاحب الزمان (عليه السلام)) / قصيدة للشيخ رشيد الزيني العاملي
- الردّ على القصيدة البغدادية (في إنكار صاحب الزمان (عليه السلام)) / سيد رضا بن محمد الهندي
- الردّ على القصيدة البغدادية (في إنكار صاحب الزمان (عليه السلام)) / قصيدة للشيخ عبد الهادي بن جرار البغدادي الهمداني
- الردّ على القصيدة البغدادية (في إنكار صاحب الزمان (عليه السلام)) / محمد باقر الهمداني البخاري
- الردّ على القصيدة البغدادية (في إنكار صاحب الزمان (عليه السلام)) / محمد باقر بن ميرزا أبي القاسم حجت نواده صاحب الرياض
- الردّ على القصيدة البغدادية (في إنكار صاحب الزمان (عليه السلام)) / محمد جواد البلاغي
- الردّ على كلّ من حكم وقضى أنّ المهدي الموعود جاء ومضى / علي بن حسام الدين المتقي الهندي، م
- الردّ على من حكم وقضى بأنّ المهدي الموعود جاء ومضى / علي بن سلطان محمد القادري الهروي، م
- الردّ على من كذّب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي / عبد المحسن بن حمد العباب
- الردّ على منكر صاحب الزمان في هذه الأزمان / محمد باقر بن محمد جعفر البخاري الهمداني
- رسالة إشراق الحقّ / سيد كمال الدين بن حيدر المفتي الكركي، م
- الرسالة الافتتاحية في شرح دعاء الافتتاح / شهاب الدين العراقي محمد بن موسى البرسلوني الكميجاني
- كتاب الرسالة الأوّليّة في الغيبة / الشيخ الصدوق
- رسالة تفسير آية ولقد كتبنا في الزبور / زين العابدين خان الكرماني
- كتاب الرسالة الثالثة في الغيبة / الشيخ الصدوق
- كتاب الرسالة الثانية في الغيبة / الشيخ الصدوق
- رسالة الحسين (عليه السلام) إلى المهدي (عليه السلام) / مهندس: ع
- رسالة حول المهدي المنتظر /؟، م
- رسالة العلائم لاهتداء الهوائم في علامات ظهور المهدي / محمد باقر بن محمد جعفر البهاري الهمداني
- رسالة في إثبات وجود الإمام الغائب / الشيخ البهائي
- رسالة في الأحاديث القاضية بخروج المهدي / محمد بن إسماعيل أمير المؤمنين اليمني الصنعاني
- رسالة في أحوال الأبواب الأربعة وكون أقوالهم حجّة / مولى حيدر علي بن ميرزا محمد الشيرواني
- رسالة في أصحّ ما ورد في المهدي وعيسى (عليهما السلام) / محمد حبيب الله بن عبد الله الشنقيطي
- رسالة في تحريم تسمية صاحب الزمان / رفيع الدين محمد بن حيدر الطباطبائي النائيني
- رسالة في تحريم تسمية صاحب الزمان عجّل الله ظهوره / سليمان بن عبد الله الماجوزي الستراوي البراني
- رسالة في تحقيق ظهور المهدي / أحمد بن عبد اللطيف البربير الدمياطي
- رسالة في جواز التسمية / كمال الدين حسين بن حيدر الكركي
- رسالة في حرمة تسمية الحجّة (عليه السلام) صاحب الزمان (عليه السلام) / سيد محمد تقي بن مؤمن الحسيني القزويني
- رسالة في الرجعة /؟، م
- رسالة في الرجعة / ميرزا محمد مؤمن بن دوست محمد الحسيني الاسترآبادي، م
- رسالة في الرجعة / محمود بن غلام علي الطبسي قاضي المشهد الرضوي النجفي
- رسالة في الرجعة / محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي النجفي
- رسالة في ردّ أهل البيان / سيد محمد بن محمود الحسيني اللواساني
- رسالة في الردّ على رسالة تفضيل القائم المهدي (عليه السلام) على سائر الأئمّة (عليهم السلام) / أحمد الإحسائي
- رسالة في رؤية المهدي بعد الغيبة / سيد كاظم الرشتي، م
- رسالة في ظهور صاحب الزمان وعلائمه وكيفيّاته / بعض الأصحاب
- رسالة في العصمة والرجعة / أحمد بن زين الدين الأحسائي، م
- رسالة في علامات المهدي /؟، م
- رسالة في علامات المهدي / سيوطي، م
- رسالة في الغيبة إلى أهل الريّ والمقيمين بها وغيرهم / الشيخ الصدوق
- رسالة في غيبة الحجّة / أحمد بن درويش علي البغدادي الحائري
- رسالة في غيبة الحجّة (عج) / بعض الأصحاب
- رسالة في غيبة الحجّة (عج) / شريف مرتضى علم الهدى الموسوي
- رسالة في المهدي /؟، م، مكتبة أمير علي مهنا في بيروت
- رسالة في المهدي /؟، م، مكتبة نافذ باشا في المكتبة السليمانية في إسلامبول
- رسالة في المهدي /؟، م، مكتبة أسعد أفندي في المكتبة السليمانية في إسلامبول
- رسالة في المهدي /؟، م، مكتبة الحرم المكي في مكّة المكرّمة
- رسالة في المهدي / إدريس بن محمد بن حمدون العراقي الفاسي
- رسالة في المهدي / جعفر بن حسن البرزنجي المدني
- رسالة في المهدي / شيخ أكبر محيي الدين (ابن عربي)، م
- رسالة في المهدي المنتظر / عبد الحقّ بن سيف الدين الدهلوي البخاري
- رسالة في المهدي المنتظر / سعد الدين محمد بن مؤيّد الحموي
- رسالة في وجه غيبة صاحب الزمان (عليه السلام) / ماجد بن فلاح بن حسن الشيباني
- رسالة في وجوب جهاد العدوّ في وقت الغيبة / عبد الله بن علي بن أحمد البحراني البلادي
- رسالة في وجوب صرف مال الإمام في أيام الغيبة / الشيخ الحسيني العاملي
- رسالة لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر / عبد الله بن محمود
- الرسالة المنتخبة من الأنوار المضيئة / الشيخ زين الدين بن فرّوخ النجفي
- الرسالة المهدوية / كريم خان بن إبراهيم الكرماني، م
- رسالة مهدي آل رسول / علي القاري
- روض وردي في أخبار المهدي / جعفر بن حسن بن عبد الكريم البرزنجي، م
- روضة الأمان في مدح صاحب الزمان (عليه السلام) / محمد بن طاهر السماوي النجفي
- النزوع والأوجال في نبأ المسيح والدجّال / شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي
- رياض المقاصد (قصيدة) / شرحها: ملّا علي بن عبد الله العلياري القراجه داغي التبريزي
- زيارت حضرت بقيّة الله عجّل الله تعالى فرجه (عربي مع ترجمته بالفارسية)
- زيارت حضرت ولي عصر (عج) أرواحنا فداه (فارسي وعربي)
- السرّ في عود (عور) الدجّال / أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الأندلسي المالقي السهيلي
- السرّ المكنون في الغائب المصون / سيد حسين بن أحمد البراقي النجفي
- سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان / علي بن غياث الدين الحسيني النيلي النجفي
- السفياني وعلامات الظهور / محمد فقيه
- سلاسل الحديد على عنق عبد الوهاب فريد / عبد الرزّاق المحدّث الهمداني
- سماع الجود: في كيفية الانتفاع من غاية الوجود (شرح لحديث ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع بالشمس) /؟
- كتاب سيرة القائم (عليه السلام) / أبو الحسن معلّى بن محمد البصري
- سيرة المهدي / حسين بن حمدان الحضيبي
- شرح دعاء الندبة / سيد جلال الدين المحدّث الأرومي
- شرح دعاء الندبة / مولى حسين التربتي
- شرح دعاء الندبة / عباس علي أدسب حبيب آبادي الاصفهاني
- شرح دعاء الندبة / ميرزا عبد الرحيم بن نصر الله التبريزي
- شرح دعاء الندبة / علي بن علي رضا الخوئي
- شرح دعاء الندبة / سيد محمود بن سلطان علي التستري المرعشي المعروف بالمعلّم
- شرح علائم الظهور / محمد باقر بن محمد جعفر البهاري الهمداني
- شرح قصيدة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان اسمها (فتح المنّان في شرح...) / المتن للشيخ بهاء الدين العاملي والشرح لأبي النجاح أمد بن علي العدوي الحنفي الطرابلسي ثمّ الدمشقي المنيني
- شرح قصيدة وسيلة الفوز والأمان (للشيخ البهائي) / محمد بن سليمان
- شرعة التسمية: حول حرمة تسمية صاحب الأمر (عج) باسمه الأصلي في زمان الغيبة / محمد باقر بن محمد الحسيني الاسترآبادي / م
- كتاب الشفاء والجلاء في الغيبة / أبو العباس أبو علي أحمد بن علي الخضيب الأيادي الرازي
- الشمس الطالعة / غلام حسين بن محمد صادق النجف آبادي الاصفهاني النجفي
- الشهاب الثاقب / فاضل إبراهيم بن محمد علي أمين الواعظين الاصفهاني
- شوق المهدي / محسن بن مرتضى الفيض الكاشاني، م
- الشيعة والرجعة / محمد رضا الطبسي
- صاحب الزمان / سيد شفيق حسن إيليا
- كتاب صاحب الزمان / محمد بن إسحاق الصيمري الكوفي القاضي
- كتاب صاحب الزمان (عليه السلام) / محمد بن الحسن بن جمهور العمي البصري
- صاحب العصر والزمان (في الردّ على القاديانية) /؟
- الصاحبية / أحمد بن علي الأبرقوئي اليزدي
- صحيفة الأمان في أحوال الإمام صاحب الزمان /
- الصحيفة المهدوية / فضل الله بن ملّا عباس المازندراني النوري (شهيد)
- الصحيفة المهدوية / ميرزا محمد بن رجب علي الطهراني
- صحيفة المهدي (عليه السلام) / طبع بيروت /؟
- صحيفة المهدي (عليه السلام) / عيسى الأهري
- الصحيفة المهديّة / إبراهيم بن المحسن الكاشاني
- الصحيفة الهادية المهدويّة (عربي وفارسي) / إبراهيم بن المحسن الكاشاني
- صراط السوي في أحوال المهدي / سيد محمد سبطين صاحب سرسوسي
- كتاب الصفة في الغيبة على مذهب الواقفة / عبد الله بن جبلة بن حيان بن أبجر الكناني
- صك الخلاص / كامل سليمان
- ضياء الأنوار في أحوال خاتم الأئمّة الأطهار / حسن بن مرتضى الطباطبائي اليزدي الحائري
- طول الغيبة / جمال الدين محمد بن إبراهيم المعروف بالنعمان
- ظهور المسيح والمهدي / إبراهيم الكوّاز
- العبقري الحسان لاتّكاء أهل الإيمان في دفع ما يرد على مهدويّة صاحب الزمان / علي أكبر بن ملّا محمد حسين النهاوندي المشهدي
- العرف الوردي في دلائل المهدي / عبد الرحمن بن مصطفى الحسيني اليماني الشافعي
- العرف الوردي في أخبار المهدي / حافظ جلال الدين بن عبد الرحمن السيوطي
- عسكرية / لأبي عزّ الدين الحلبي، م
- عصر الظهور / علي الكوراني
- العطر الوردي بشرح القطر الشهدي في أوصاف المهدي / محمد البلبسي بن محمد الحسيني المصري
- عظائم الاُمور من علائم الظهور / سيد حسن بن مرتضى الطباطبائي اليزدي الحائري
- عقد الجمان لندبة صاحب الزمان (شرح دعاء الندبة) / ميرزا عبد الرحيم بن نصر الله الكجائري التبريزي
- عقد الجواهر والدرر في علامات المهدي المنتظر / ابن حجر
- عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر / بهاء الدين (بدر الدين) أبو الفضل يوسف بن يحيى الشافعي الدمشقي، م
- عقد الدرر في شأن المهدي المنتظر /؟
- عقيدة الإمام المهدي في خطّ الانتظار بين السلبيّة والإيجابيّة / سيد محمد حسين فضل الله
- عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى (عليه السلام) / عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري
- عقيدة أهل السنّة والأثر في المهدي المنتظر / عبد المحسن بن حمد العبدي
- العقيدة بالمهدية / لطف الله الصافي
- عقيدة المسيح الدجّال في الأديان / سعيد أيوب
- علائم الظهور /؟، م
- علائم الظهور / يعقوب علي بن إبراهيم
- كتاب العلائم لاهتداء الهوائم / محمد باقر بن محمد جعفر البهاري الهمداني
- كتاب علامات آخر الزمان / الشيخ الصدوق
- علامات الظهور وأحوال الإمام المستور / عبد الله بن محمد رضا الشبّر
- علامات قيام الساعة الصغرى والكبرى / يوسف بن إسماعيل النبهاني
- علامات المهدي / يوجد مع (تلخيص البيان في علامات مهدي الزمان)
- علامات المهدي المنتظر / ابن حجر الهيثمي
- علل الغيبة / محسن بن غفّار الحسيني الدهخوارقاني
- عنايات مهدوية / الشيخ بن علي بن قاسم المحمدآبادي الجرقوي الاصفهاني
- ؟؟؟ / حسن بن محمد حسين التبريزي السردرودي
- غوث الاُمّة في إثبات الغيبة / حسن بن الحسين اليزدي
- كتاب الغيبة / إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق الأحمري النهاوندي
- كتاب الغيبة / إبراهيم بن صالح الأنماطي، أبو إسحاق الكوفي
- كتاب الغيبة / الحافظ ابن عقدة أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني
- كتاب الغيبة / أحمد بن محمد ابن الجندي
- الغيبة / أسد الله بن محمد باقر حجّة الإسلام الموسوي الرشتي الاصفهاني النجفي
- كتاب الغيبة / حسن بن علي سالم البطائني
- الغيبة / حسن بن محمد الكوفي أبو محمد الكندي الصيرفي
- كتاب الغيبة / حنظلة بن خالد التميمي، أبو الحسن القزويني
- كتاب الغيبة / أبو الفضل العباس بن هشام الناشري الأسدي
- كتاب الغيبة / أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن فضّال
- الغيبة / أبو الحسن علي بن الحسن الطائي الحرمي المعروف بالطاهري
- كتاب الغيبة / أبو الحسن علي بن عمر الأعرج الكوفي
- كتاب الغيبة / علي بن محمد بن علي بن عمر بن رباح بن قيس بن سالم، مولى عمر بن سعد بن أبي وقّاص، أبو الحسن السوّاق، ويقال القلّاء
- الغيبة / أبو محمد الفضل بن شاذان النيشابوري الأزدي
- الغيبة / ماجد بن فلاح الشيباني، م
- كتاب الغيبة / أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكاتبي النعماني المعروف بابن زينب، م
- كتاب الغيبة / محمد بن زيد بن علي الفارسي
- الغيبة / محمد بن علي بن الحسين... الشيخ الصدوق، م
- كتاب الغيبة / أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن العزاقر.
- كتاب الغيبة وأحوال الحجّة / محمد باقر بن محمد تقي المجلسي
- الغيبة: يبحث فيه عن وجود الحجّة (عليه السلام) وأنّه حيّ موجود وقد أثبت ذلك بالأخبار المرويّة عن الفريقين / محمد بن علي النجفي
- كتاب الغيبة / محمد بن سعود العياشي السمرقندي
- كتاب الغيبة / أبو الفرج المظفّر بن علي بن الحسين الحمداني
- غيبة الحجّة (عج) / سيد محمد الهاشمي الدزفولي
- الغيبة، الرجعة، الشفاعة (ج ٥ من بيان الفرقان) / عبد الله واعظ اليزدي
- كتاب الغيبة والحيرة / عبد الله بن جعفر بن الحسين الحميري أبو العباس القمي صاحب قرب الإسناد
- كتاب الغيبة وذكر القائم (عليه السلام) / حسن بن محمد بن يحيى أبو محمد المعروف بابن أخي طاهر
- كتاب الغيبة والرجعة / بعض تلاميذ الشيخ أحمد الأحسائي لعلّه محمد باقر
- كتاب الغيبة وكشف الحيرة / سلامة بن محمد بن إسماعيل أبو الحسن الأرزني
- كتاب الغيبة وكشف الحيرة / أبو عبد الله محمد بن أحمد الحبّال الصفواني
- الفائدة العائدة / سيد مهدي البراني
- الفتن / حافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصفهاني
- الفتن / أبو صالح السليلي بن أحمد الحشالي أو الشائي
- الفتن وأخبار آخر الزمان من كتب الجمهور / نجم الدين الطهراني العسكري
- الفتن والملاحم / أبو عبد الله جعفر بن محمد الكرخي
- كتاب الفتن / حسن بن علي سالم البطائني
- كتاب الفتن والملاحم / نعيم بن حمّاد المروزي
- فرائد فوائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر / زين الدين مرعشي بن يوسف الكرمي المقدسي، م
- كتاب الفرج في الغيبة / أبو الحسن محمد بن علي الكرمي الدهقان
- كتاب الفرج الكبير في الغيبة / أبو عبد الله محمد بن هبة الله الورّاق الطرابلسي
- فصل في ذكر الحجّة المهدي (في: تذكرة الخواصّ) / سبط ابن الجوزي
- فصل في ذكر مناقب محمد بن الحسن الخالص (في: كتاب نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار) / مؤمن بن حسن الشبلنجي
- فصل في ذكر المهدي الذي يكون في آخر الزمان (في: كتاب النهاية «أو» الفتن والملاحم ج ١) / لأبي الفداء اسماعيل ابن كثير
- الفصول العشرة في الغيبة / الشيخ المفيد
- فوائد المهدية: في آثار وجود القائم (عليه السلام) /؟
- فواتح المهدية إلى السعادة الأبديّة /؟
- في أبي القاسم المهدي (في: مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ج ٢) / شيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي
- في انتظار الإمام / عبد الهادي الفضلي
- في بيان جمع أشراط الساعة (في اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ج ٢) / عبد الوهاب الشعراني
- في الخليفة المهدي ١ (في: التأريخ الجامع لاُصول في أحاديث الرسول ج ٥) / منصور علي ناصف
- في ذكر أبي القاسم محمد الحجّة الخلف الصالح بن أبي محمد الحسن الخالص (في: الفصول المهمّة) / علي بن محمد المالكي ابن صبّاغ
- في ذكر الخلف الصالح الإمام أبي القاسم محمد بن حسن العسكري رضي الله عنه (في: أخبار الدول) / أبو العباس أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني
- في ذكر المهدي وبعض علامات الساعة (في: الفتاوى الحديثة) / ابن حجر مالكي
- في سبب استتار الحجّة (عليه السلام) / الشيخ المفيد، م
- في المسيح والمهدي (في: جامع الاُصول من أحاديث الرسول ج ١١) / أبو السعادات مبارك بن محمد ابن الأثير الجزري
- في معرفة منزل المهدي الظاهر في آخر الزمان الذي بشّر به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو من أهل البيت (عليهم السلام) (في: الفتوحات المكيّة ج ٣) / الشيخ محيي الدين ابن عربي الحاتمي الطائي
- في المهدي وبيان أنّه هل هو من ولد الحسن أو الحسين ومن أين يخرج وفي علامة خروجه وأنّه يبايع مرّتين (في مشارق الأنوار) / حسن العدوي الحمزاوي المصري
- في مولد الإمام المنتظر / نخبة من اُدباء كربلاء
- في مولد الإمام المنتظر مهدي آل محمد (عليه السلام) / سيد مسلم الحلّي
- في يوم الإمام المهدي / سيد محمد حسين فضل الله
- كتاب القائم / أبو الحسن علي بن مهزيار الأهوازي الدورقي
- كتاب القائم (عليه السلام) / أبو محمد الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيشابوري
- كتاب القائم الصغير / حسن بن علي، سالم البطائني
- قائمة في ما اُلّف وكُتب حتّى الآن حول الإمام المهدي (عج) / عبد الله المنتفك
- كتاب قرب الإسناد إلى صاحب الأمر (عليه السلام) / عبد الله بن جعفر الحميري القمي، م
- القصائد الفريدة في مدح صاحب الزمان /؟
- قصائد (في مدح الإمام الثاني عشر) / هاشمي، م
- قصّة الدجّال اللعين /؟، م
- قصّة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض / سيد محمد الرضي الكشميري
- القصيدة التائيّة ذات الأنوار / عامر بن عامر البصري
- قصيدة رائيّة جواباً عن الأسئلة التي وردت إليه في وجود الحجّة (عج) / جواد بن حسن بن طالب البلاغي النجفي
- قصيدة الردّ على منكري الحجّة (عليه السلام) / محمد بن الحسين شيخ العراقين آل الشيخ جعفر (مطبوعة مع كشف الأستار)
- القصيدة السينية / حسن بن راشد الحلّي
- قصيدة عارض بها قصيدة: الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان (عليه السلام) للشيخ البهائي / مير محمد إبراهيم بن محمّد معصوم الحسيني
- قصيدة في المهدي / محيي الدين محمد بن علي ابن محمد العربي الطائي، م
- القصيدة المدنيّة في مدح مهدي الاُمّة الاُميّة / السيّد محمد السبكي
- قضيّة الإمام المنتظر / عبد الهادي الفضلي
- القطر الشهدي في أوصاف المهدي / شهاب الدين أحمد بن محمد الحلواني الخليجي
- القول المختصر في علامات المهدي المنتظر / ابن حجر الهيثمي
- كاشف الريبة / إبراهيم بن عبد المحسن الكاشي
- كتاب في تحقيق غيبة المنتظر وما جاء فيها عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) وعن الأئمة ووجوب الإيمان بها / الأشرف بن الأغرّ بن هاشم العلوي الحسني النسّابة الرملي الحلبي تاج العلاء
- كتاب في الغيبة / حسن بن حمزة، أبو محمد الطبري يعرف بالمرعشي
- كتاب في الغيبة / أبو محمد عبد الوهاب المادرائي
- كتاب في الغيبة / أبو بكر محمد بن القاسم البغدادي
- كتاب في الغيبة / الشيخ المفيد
- كتاب مختصر في الغيبة / الشيخ المفيد
- كتاب في غيبة الإمام المنتظر (عج) / محمد بن علي حرز الدين
- كتاب في الملاحم / أبو حيّون
- كتاب كبير في ذكر من روى من طرق أصحاب الحديث أنّ المهدي من ولد الحسين (عليه السلام)، وفيه أخبار القائم (عليه السلام) / أحمد بن محمد أبو علي الجرجاني
- كتاب المتعة والرجعة / أحمد بن داود بن سعيد الفزاري
- الكرّة والرجعة في إثبات الرجعة بالبيان العصري / محمد صادق بن محمد باقر الهندي
- كشف الأستار عن وجه الإمام الغائب عن الأبصار عجّل الله فرجه /ميرزا حسين النوري الطبرسي
- كشف التعمية في حكم التسمية / محمد بن الحسن الحرّ العاملي
- كشف الحقّ أربعين خاتون آبادي (عربي وفارسي) / محمد صادق خاتون آبادي
- كشف الحيرة في ظهور صاحب الطلعة المنيرة (عليه السلام) / سيد مهدي بن علي الغريفي البراني
- كشف الستر عن وجه صاحب الأمر (عليه السلام) / سيد مهدي بن علي الغريفي البراني
- كشف الظلام في ترجمة أستار الإمام (من كتب الإسماعيلية) /؟
- كشف الغمّة في أحوال الحجّة / النوّاب أحمد حسين مذاق الهندي
- كشف الغيوب عن الغائب المحجوب / محمد علي بن مهدي القزويني الكاظمي
- كشف الغمّة في مناقب خاتم الأئمّة (عليه السلام) /؟
- كشف الكربة في شرح دعاء الندبة / جلال الدين بن القاسم المحدّث الأرموي
- كشف المخفي في مناقب المهدي (عليه السلام) / لبعض علماء الشيعة
- كشف المحجّة أو المحبّة في أحوال الحجّة (عليه السلام) / ميرزا محمد بن علي نقي بن محمد رضا الهمداني الطهراني
- كفاية المهتدي / سيد مير محمد بن محمد لوحي المطهّر الحسيني الموسوي
- كلمة الإمام المهدي / السيد الشهيد حسن بن مهدي الشيرازي
- كمال الدين وتمام النعمة / الشيخ الصدوق
- الكوكب الدرّي في ذكر الإمام المهدي / سيد اسماعيل بن علي مدد القائني
- لمعان الأنوار / النجفي المرندي
- ما الدليل على وجود الإمام صاحب الغيبة / الشيخ المفيد
- كتاب ما نزل في القرآن في صاحب الزمان / أحمد بن محمد الجوهري
- مبادئ ومقدّمات (حول المهدي) / عبد الرحمن عيسى
- مبشّرات الفؤاد / سيد محمد الرضوي الخوانساري الأصفهاني
- محاضرة حول الإمام المهدي والتعليق عليها / عبد المحسن العباد
- مجلي القلوب في أحوال المهدي المحجوب / أحمد بن ملّا حسين الخليفة الصائغ
- مجموعة في وقائع آخر الزمان وجمله من أخبار الغيبة وأحوال الحجّة صاحب الزمان وبعضها فارسية / باقر بن رضا الشاه عبد العظيمي
- مجموعة الغيبة والرجعة / لبعض المعاصرين لصاحب «المناهل» السيّد المجاهد
- المحجّة في ما نزل في القائم الحجّة / سيّد هاشم الكتكاني البحراني
- محمد بن الحسن العسكري بن علي بن الهادي، أبو القاسم المنتظر (في: وفيات الأعيان) / لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان
- محمد بن الحسن المهدي صاحب الزمان (عليه السلام) (في: أعيان الشيعة ج ٢) / السيد محسن الأمين العاملي
- محمد المهدي والمسيح (في: كتاب لوائح الأنوار البهيّة) / محمد بن أحمد السفاريني الأثري الحنبلي
- مختصر إثبات الرجعة / فضل بن شاذان الأزدي النيشابوري (مختصر الغيبة)
- مختصر القول المختصر في علامات المهدي المنتظر / رضي الدين بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن حجر الهيثمي السعدي المصري الشافعي
- مختصر كاشف الريبة / إبراهيم بن عبد المحسن الكاشي
- المخفي في مناقب المهدي (عليه السلام) / ينقل عن هذا الكتاب السيّد نعمة الله الجزائري في (رياض الأبرار) وأيضاً اللبياضي في (الصراط المستقيم)
- مذكرات في حركة المهدي المنتظر / ايفانوف، ه
- مرآة الفكر في المهدي المنتظر / مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي
- مسألة السرّ في الأعور الدجّال / أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي المالكي
- مسألة في الغيبة / عبد الجبار بن أحمد الأسدآبادي المعتزلي الهمداني، م
- المسألة في مولد صاحب الزمان (عليه السلام) / أبي يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري، م
- مسألة وجيزة في الغيبة / شريف المرتضى علم الهدى علي بن الحسين الموسوي
- كتاب المسائل العشرة في الغيبة أو الفصول العشرة في الغيبة / الشيخ المفيد، م
- المسيح الدجّال / عبد الحكيم خان
- مشاهد الآيات في أشراط الساعة وظهور العلامات / سعد الدين محمد بن المؤيد الحموي الجويني
- المشرب الوردي في المهدي / نور الدين علي بن سلطان القاري الهروي، م
- مشكلة الإمام الغائب وحلّها / سيد محمد جمال الهاشمي
- مشيّد الأركان / عبد الواحد بن محمد العاملي
- المصلح المنتظر / محمد رضا شمس الدين
- المصلح المنتظر في أحاديث الأديان / محمد أمين زين الدين
- مطلع النور في ما يتعلّق بالإمام المستور / علي أكبر المروّج الكرماني
- مظهر الأنوار في علائم ظهور الإمام المنتظر الغائب عن معاينة الأبصار أو بستان الأبرار / أبو الحسن بن محمد الدولة آبادي المرندي النجفي
- مع الإمام المهدي (عليه السلام) في ميلاده وطول حياته وغيبته الكبرى / محمد علي داعي الحقّ
- مع الدكتور أحمد أمين في حديث المهدي والمهدوية / محمد أمين رضي الدين
- معالم القربة في شرح دعاء الندبة / جلال الدين بن القاسم المحدّث الأرموي
- معجم أحاديث الإمام المهدي (معجم مفهرس) / إعداد: مؤسسه معارف اسلامي
- معجم ما كتب عن الإمام محمد بن الحسن المهدي (عليه السلام) / عبد الجبار الرفاعي
- معراج الإيمان في ما يتعلّق بصاحب الزمان /؟
- مقارنات ظهور الحجّة (عليه السلام) / محمد باقر بن محمد جعفر البهاري الهمداني
- مقالة في غيبة صاحب الزمان (عليه السلام) / عبد الكاظم النجفي
- مقامع النصوص على مفارق اللصوص / محمد حسن الخوسفي القائني
- المقنع في الغيبة / شريف المرتضى علم الهدى علي بن الحسين الموسوي، م
- مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (عليه السلام) / ميرزا محمد تقي الموسوي الاصفهاني المعروف بأحمد آبادي
- كتاب الملاحم / لأبي الحقّ إبراهيم بن الحكم بن ظهير الفزاري
- الملاحم / أحمد بن جعفر المناوي
- كتاب الملاحم / أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل آل طلحة
- كتاب الملاحم / إسماعيل بن مهران بن أبي نصر السكوني
- الملاحم / حسن بن علي بن حمزة البطائني
- الملاحم / حسين بن سعيد الأهوازي
- الملاحم / دانيال (عليه السلام)
- كتاب الملاحم / أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن فضّال
- الملاحم / أبو القاسم علي بن الحسن اليشكري الخرّاز الكوفي المعروف بابن الطبّال
- كتاب الملاحم / أبو الحسن علي بن مهزيار الأهوازي الدروقي
- كتاب الملاحم / أبو محمد الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري
- كتاب الملاحم / أبو جعفر محمد بن أورقة القمي
- كتاب الملاحم / أبو محمد العمركي بن علي البوفكي
- كتاب الملاحم / أبو أحمد محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى الأزدي
- كتاب الملاحم / أبو جعفر محمد بن أحمد الأشعري القمي
- كتاب الملاحم / محمد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار
- كتاب الملاحم / أبو عبد الله محمد بن عباس بن عيسى الغاضري
- كتاب الملاحم / أبو جعفر محمد بن عبد الله بن مهران الكرخي
- كتاب الملاحم / أبو النضر محمّد بن مسعود السلمي المرتضوي العياشي
- كتاب الملاحم الكبير / أبو عبد الله محمد بن جمهور العمّي السعبري
- الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر / سيد رضي الدين ابن طاووس
- كتاب الملاحم والفتن وما أصاب السلف ويصيب الخلف من المحن / محمد بن القاسم الحلي
- كتاب الملاحم أو علائم آخر الزمان (فارسي وعربي) / محمد حسين همداني طاوئي
- الممهّدون للمهدي / علي الكوراني
- من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية / الشيخ المفيد، م
- مَن هو المهدي؟ / أبو طالب التجليل التبريزي
- من وحي الإمام المنتظر (عليه السلام) /؟
- منار الضلال في إثبات وجود حجّة الآل / مهدي صحين بن علي الساعدي
- المناظرات مع ابن الآلوسي / محمود شكري أفندي
- منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر / لطف الله الصافي الگلپايگاني
- منتخب الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعية المستنبطة من الآيات الإلهيّة في أحوال صاحب العصر والزمان (عليه السلام) (أو) الغيبة / بهاء الدين علي بن غياث الدين النيلي النجفي الحسيني
- منتخب رسالة الرجعة / سيد محمد المؤمن
- المنتخب من كلمات الإمام المهدي (عليه السلام) / محمد الغروي
- المنتظر على ضوء الحقائق / محمد الحسين الأديب
- منتظم الدرر في مدح الإمام المنتظر (عج) / عبد الغني الحرّ العاملي
- مقطوعة في وجود إمام الزمان ولزوم الانتظار له عقلا / صالح بن مهدي الساعدي
- منظومة في الرجعة / علي القطيفي البحراني
- منن الرحمن في شرح قصيدة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان / جعفر بن محمد النقدي
- المهدوية / محمد علي هبة الدين الشهرستاني
- المهدي / شمس الدين بن قيم الجوزية
- المهدي (في: الصواعق المحرقة) / أحمد بن حجر الهيثمي
- كتاب المهدي / حافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني
- كتاب المهدي (في: مختصر سنن أبي داود ج ٦) / حافظ المنذري
- المهدي / حفيظ الحقّ مجهلي شهري
- المهدي / زهير النجفي
- كتاب المهدي (في: سنن أبي داود ج ٤) / لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي
- المهدي / سيد صدر الدين الصدر
- كتاب المهدي / أبو موسى عيسى بن مهران المستعطف
- كتاب المهدي (في: عون المعبود شرح سنن أبي داود ج ١١) / محمد شمس الحقّ العظيم آبادي الهندي
- مهدي آخر الزمان (في: إسعاف الراغبين) / محمد بن علي الصبّان
- المهدي إلى ما ورد في المهدي / شمس الدين ابن طولون الدمشقي
- المهدي / صدر الدين القونوي
- المهدي حقيقة لا خرافة / محمد بن أحمد بن إسماعيل
- المهدي في السنّة / السيّد صادق الحسيني الشيرازي
- المهدي في القرآن / السيّد صادق الحسيني الشيرازي
- المهدي: قيادة وفكرة... ووعد حقّ / عبد الرحمن عيسى
- المهدي المنتظر / الفكر الإسلامي
- المهدي المنتظر / إبراهيم المشوخي
- المهدي المنتظر / خير الدين الزركلي
- المهدي المنتظر / عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسيني الإدريسي المغربي
- المهدي المنتظر / عبد المحسن العباد
- المهدي المنتظر / السيّد مرتضى القزويني
- المهدي المنتظر الإمام الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا / من انتشارات مؤسسة در راه حق
- المهدي المنتظر بين التصوّر والتصديق / محمد حسن آل ياسين
- المهدي المنتظر العقيدة الدينية والمضمون السياسي / محمد فريد حجاب
- المهدي المنتظر حجّة الله تعالى على خلقه / محمد حسن القبيسي العاملي
- المهدي المنتظر (عج) ودعاة الإسلام / كاظم محمد النقيب
- المهدي المنتظر والعقل / محمد جواد مغنية
- المهدي المنتظر... ومن ينتظرونه / عبد الكريم الخطيب
- المهدي الموعود / الشهيد عبد الحسين دستغيب (ترجمه إلى العربية السيد أحمد القبانجي)
- المهدي الموعود في القرآن الكريم / السيّد محمد حسين الرضوي
- المهدي الموعود المنتظر (عليه السلام) عند علماء أهل السنّة والإماميّة / نجم الدين جعفر بن محمد العسكري
- المهدي وأحمد أمين / محمد علي الزهيري
- المهدي والمهدوية / أحمد أمين
- المهدي والمهدوية، نظرة في تأريخ العرب السياسي / عبد الرزاق الجصّان
- المهدية بنظرة جديدة / السيّد جعفر مرتضى
- المهدية في الإسلام منذ أقدم العصور حتّى اليوم / سعد محمد حسن
- مؤامرة المتاجرين بالدين / محمد علي آذر شب
- مولد الإمام الثاني عشر / السيد نور الدين شرف الدين
 - مولد الحجّة (عليه السلام) / مدرسة الإمام الباقر (عليه السلام) في كربلاء
- مولد الإمام الحجّة القائم (عليه السلام) / محمد بن عبد الله أبو عزيز الخطي
- كتاب مولد القائم (عليه السلام) / السيد هاشم بن سليمان الكتكاني البحراني التوبلي
- بناء الدجّال / الحافظ الذهبي شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان
- النجعة في الرجعة / السيد علي نقي التقوي الكهنوي
- النجعة في الرجعة / محسن نواب الرضوي الكهنوي
- النجم الثاقب /؟، م
- النخبة في شرح دعاء الندبة / السيد محمود بن سلطان علي المرعشي الشوشتري
- نزول عيسى بن مريم آخر الزمان / جلال الدين السيوطي
- النصوص المأثورة على الحجّة صاحب الزمان عليه وعلى آبائه السلام / السيد حسن الصدر الكاظمي
- نظرة في أحاديث المهدي / محمد الخضر حسين
- قطرة في دعاء الافتتاح / السيد مصطفى مرتضى
- نظم كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار / حاجي النوري
- نعمة المنّان في رجعة صاحب الزمان / أحمد بن صالح آل طوق
- كتاب النقض على الطلحي في الغيبة / الشيخ المفيد
- نهضة المهدي: في ضوء فلسفة التأريخ / الشهيد مرتضى المطهّري / تعريب محمد علي آذر شب
- النوافح القربية الكاشفة عن خصائص الذات المهدية / القطب البكري، وهو قطب الدين مصطفى بن كمال الدين، أبو المعارف البكري الدمشقي العوضي الحنفي
- نور الأبصار في الرجعة / محمد بن عيسى بن محمد علي حيدر
- نور الأنوار في علائم ظهور الغائب عن الأبصار عليه صلوات الجبّار/ ملّا أبي الحسن المرندي ابن محمد
- نور البصر في نُبذ ممّا يتعلّق بالإمام المنتظر / محمد رضا بن أسد الله اليزدي
- نور الصباح في إثبات الحجّة / عزيز الله المحقّق النجفي الخراساني
- نور العصر / السيد محمد صاحب دهلوي
- كتاب النور في أخبار الإمام المستور / محمد باقر بن محمد جعفر البهاري الهمداني
- الهاشمي الذي يخرج من خراسان مع الرايات السود، وخروج السفياني وخروج المهدي وخروج الدجّال ونزول عيسى (عليه السلام) (في: كتاب البدء والتأريخ ج ٢) / أبو زيد أحمد بن سهل البلخي
- الهديّة النديّة للاُمّة المحمّدية، فيما جاء في فضل الذات المهدية / القطب البكري
- هكذا ننتظر الإمام الحجّة / السيد محمد تقي المدرسي
- الوجيزة في غيبة الحجّة / محمد باقر بن محمد جعفر البهاري الهمداني
- وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان / الشيخ البهائي
- وسيلة القربة في شرح دعاء الندبة / علي بن علي رضا الخوئي
- وشايح السرّاء في شأن سامراء /السماوي
- وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام (عليه السلام) / السيد محمد تقي الموسوي الاصفهاني (تعريب: السيد محمد منير الحسيني الجلالي)
- الوعاء المختوم في السرّ المكتوم في أخبار المهدي (عليه السلام) / محيي الدين ابن عربي
- وقت خروج القائم / لمحمد حسن بن أبي جمهور العمي البصري الراوي عن الرضا (عليه السلام)
- ولادة المهدي (عج) ويوم المستضعفين / محمد جعفر شمس الدين
- ولادة النور (قصيدة في ولادة الإمام المهدي (عليه السلام)) / السيد مجتبى الحسيني
- الياقوت الأحمر في من رأى الحجّة المنتظر / علي أكبر بن محمد حسين النهاوندي المشهدي
- يوم الخلاص في ظلّ القائم المهدي / كامل سليمان
- اليوم الموعود بين الفكر المادّي والديني / السيد محمد الصدر
- يوم ولادة الحجّة أعظم أعياد البشر / التقرير السياسي الإسلامي
والسلام على عباد الله الصالحين، اللهمّ اجعلنا من أنصار مولانا وإمام زماننا القائم من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، اللهمّ اجعلنا من أعوانه والمستشهدين بين يديه، اللهمّ أرنا الطلعة الرشيدة والغُرّة الحميدة...

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(١) والد اُمّي كان من أخيار النجف الأشرف ومن رؤساء المواكب الحسينية، وكان شديد التعلّق بصاحب الزمان (عليه السلام)، ويحمل العلوم الغريبة، وحدّثتني والدتي أنّه ما كان يرقد إلّا والسيف تحت وسادته منتظراً ظهور الإمام المهدي المنتظر الحجّة الثاني عشر (عليه السلام) و(عجّل الله فرجه الشريف). قال الإمام الصادق (عليه السلام): ومن مات منتظراً لهذا الأمر كان كمن مع القائم (عليه السلام) في فسطاطه، لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بالسيف.
(٢) والرواية الشريفة تعني أنّه من لم يعرف إمام زمانه فإنّه ينقطع من الإسلام، ويرجع إلى الجاهلية. والحديث نقله رواة الحديث من العامّة والشيعة. فمن الشيعة: السيّد المرتضى علم الهدى المتوفّى سنة ٤٣٦ في الذخيرة: ٤٩٥، وأمين الإسلام فضل بن حسن الطبرسي المتوفّى ٥٤٨ في إعلام الورى: ٤١٥، وعلي بن عيسى الإربلي المتوفّى ٦٩٣ في كشف الغمّة:٣ ٣١٨، وعلي بن حسين بن عبد العالي المشهور بالمحقّق الكركي المتوفّى ٩٤٠ في نفحات اللاهوت: ١٣، والشيخ بهاء الدين العاملي المشهور بالشيخ البهائي المتوفّى ١٠٣٠ في الأربعين: ٢٠٦، والفيض الكاشاني المتوفّى ١٠٩١ ه في سفينة البحار:٦ ٧٥، والشيخ الحرّ العاملي المتوفّى ١١٠٤ في وسائل الشيعة:١٦ ٢٤٦، والعلّامة المجلسي المتوفّى ١١١٠ في بحار الأنوار:٨ ٣٦٨ و:٣٢ ٣٢١ و:٥١ ١٦٠.وأمّا عند علماء السنّة فمسلم بن حجّاج المتوفّى ٢٤١ في صحيحه:٢ ٤٥٧، والقاضي عبد الجبّار المعتزلي المتوفّى ٤١٥ في المغني:١ ١١٦، ومحمد بن فتوح الحميدي المتوفّى ٤٨٨ في الجمع بين الصحيحين:٢ ٣٠٦، ومسعود بن عمر التفتازاني المتوفّى ٧٩١ في شرح المقاصد:٥٢٣٩، وملّا علي القاري في الجواهر المضيئة:٢ ٥٠٩، وحافظ سليمان القندوزي المتوفّى ١٢٩٤في ينابيع المودّة:٣ ٣٧٢.والحديث الشريف نقل بتعابير اُخرى كقوله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية»، نقل ذلك من الشيعة محمد بن علي شهرآشوب المتوفّى ٥٨٨، ومن السنّة أبي سعيد الخادمي الحنفي المتوفّى ١١٩٨.وكقوله: «من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية» نقل ذلك من الشيعة الشيخ المفيد المتوفّى٤١٣ في الاختصاص: ٢٦٨، وابن عياش من أعلام القرن الثالث الهجري، ومن السنّة أبي داود الطيالسي المتوفّى ٢٠٤ في مسند الطيالسي: ٢٥٩، وأحمد بن حنبل المتوفّى ٢٤١ في مسنده:٤ ٩٤، وسليمان بن أحمد الطبراني المتوفّى ٣٦٠ في المعجم الكبير:١٩ ٣٨٨، وابن أبي الحديد المعتزلي المتوفّى ٦٥٦ في شرح نهج البلاغة:١٩ ١٥٥، والمتّقي الهندي المتوفّى٩٧٥ في كنز العمّـال:١ ١٠٣.وكقوله: «من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية» نقله من الشيعة أحمد بن محمد البرقي المتوفّى ٢٧٤ في المحاسن:١ ٢٥٢، ووالد الشيخ الصدوق المتوفّى ٣٢٩ في الإمامة والتبصرة:١ ٣٧٧، والكليني المتوفّى ٣٢٩ في اُصول الكافي:١ ٣٧٧، والشيخ الصدوق المتوفّى ٣٨١ في ثواب الأعمال: ٢٠٥، وغيرهم، ومن السنّة القندوزي صاحب ينابيع المودّة في مجمع الفوائد:٢ ٢٥٩ وغيره. وكقوله: «من مات وليس عليه إمام فميتته ميتة الجاهلية». وكقوله: «من مات وليس له إمام مات ميتة الجاهلية»، نقله الفريقان. كما هناك روايات بهذا المضمون انفرد بها العامّة، كقوله: «من مات ولا بيعة عليه مات ميتة الجاهلية»، «من مات وليس عليه طاعة مات ميتة الجاهلية»، «من مات ولم يعرف إمام زمانه فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً». ومجموع الروايات ما يقارب ثلاثون رواية عشرة منها اختصّ بها السنّة وثلاثة عشر من الشيعة وسبعة من السنّة والشيعة فالرواية متواترة معنىً كما صرّح بذلك الشيخ المفيد عليه الرحمة في الإفصاح: ٢٨ كما يدلّ عليها صريح قوله تعالى: (يَوْمَ نَدْعو كُلَّ اُناسٍ بِإمامِهِمْ) (النساء: ٤١) كما صرّح بتواتر الحديث الشيخ البهائي والعلّامة المجلسي كما قال بذلك القندوزي الحنفي والقاضي بهلول بهجت افندي وابن أبي الحديد المعتزلي والسيوطي والآلوسي في ذيل الآية الشريفة يدعى كلّ قوم بإمام زمانهم وغيرهم من علماء السنّة. كما أنّ معرفة التوحيد إنّما هو بمعرفة الإمام كما يقول سيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام): «معرفة أهل كلّ زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته» عندما سئل عن التوحيد ومعرفة الله سبحانه كما جاء في علل الشرائع: ٩، وبحار الأنوار:٥ ٣١٢. والإمام السجّاد (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: (فِطْرَةَ اللهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) يقول: الفطرة أن لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليّ وليّ الله وإلى ههنا التوحيد كما جاء في التفسير القمي:٢ ١٥٥، وهذا يعني أنّ معرفة الإمام من صلب معرفة التوحيد فبالأئمة الأطهار (عليهم السلام) عرف الله. وجاء في دعاء الغيبة: «اللهمّ عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني نبيّك فإنّك إن لم تعرّفني نبيّك لم أعرف حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني، اللهمّ لا تمتني ميتة الجاهلية» (اقتباس من مجلة «موعود» ١٣٧٥،الصفحة ٥٢، وراجع في ذلك كتاب منتخب الأثر وكتاب معجم أحاديث الإمام المهدي:٢٢٤٦ وكتاب كمال الدين وإتمام النعمة).
(٣) جاء ذلك في كتاب (من هو المهدي)، الفصل التاسع، وكذلك إثبات الهداة، الجزء السادس، وبحار الأنوار، الجزء ٥١، وحوار حول المنقذ: ٥٧، ومنتخب الأثر وكمال الدين للشيخ الصدوق، ومن الكتب الكاملة في هذا الباب الذي طبع أخيراً كتاب (معجم أحاديث الإمام المهدي) تأليف ونشر مؤسسة المعارف الإسلامية وذلك في مجلدات عديدة، فراجع.
(٤) يذكر الشيخ الصدوق عليه الرحمة في كتابه القيّم (كمال الدين وتمام النعمة) باب ٢١، صفحة٢٠١، العلّة التي من أجلها يحتاج إلى الإمام (عليه السلام)، وفي الباب ٢٣ حديثاً فراجع، وكذلك الباب الذي بعده من أنّ الأرض لا تخلو من الحجّة وفيه ٦٥ حديثاً، وفيه حديث الثقلين من طرق عديدة.
(٥) نهج البلاغة، الكلمات القصار: ١٤٧.
(٦) نهج البلاغة، الخطبة ١٥٠.
(٧) الخطبة ٢٣٤.
(٨) اُصول الكافي:١ ٣٣٣.
(٩) المصدر: ٣٦٩.
(١٠) المصدر: ٣٦٨.
(١١) المصدر: ٣٧٣.
(١٢) لقد ذكرت تفصيل ذلك في رسالة (جلوة من ولاية أهل البيت)، مطبوع، فراجع.
(١٣) نقلت هذه الروايات من كتاب بحار الأنوار (الجزء ٥١)، وهناك المئات في هذا المضمار والمضمون فراجع.
(١٤) صحيح الترمذي:٩ ٧٤، وكتاب البيان في أخبار صاحب الزمان لمحمّد بن يوسف الشافعي.
(١٥) صحيح أبي داود (الجزء الثاني)، البيان: ٥٩، الصواعق المحرقة: ١٦١.
(١٦) صحيح ابن ماجة:٢ ٢١٩.
(١٧) الكافي:١ ١٨٣، وإلزام الناصب: ٤، ويوم الخلاص: ٢١.
(١٨) الصواعق المحرقة: ١٦١، ينابيع المودّة:٢ ١١٧.
(١٩) حوارات حول المنقذ: ٣٠، والسيّد مهدي الخرسان قد سجّل أسماء ٧٢ عالماً من علماء أبناء العامة في مقدّمته على كتاب (البيان) طبعة النجف الأشرف.
(٢٠) اقتباس من (يوم الخلاص): ٢٤.
(٢١) اقتباس من (يوم الخلاص): ٢٩.
(٢٢) المجادلة: ٢١.
(٢٣) الأنبياء: ١٠٥.
(٢٤) النور: ٥٥.
(٢٥) القصص: ٤.
(٢٦) يونس: ٥٣.
(٢٧) عيون أخبار الرضا:٢ ١٣٠. يوم الخلاص: ٢٤.
(٢٨) العنكبوت: ٥.
(٢٩) الأنعام: ١٠.
(٣٠) يوم الخلاص: ٣٠، بقلم كامل سليمان.
(٣١) الكافي:١ ٤٠١، ينابيع المودّة:٣ ٢٠٤، يوم الخلاص: ٣٢.
(٣٢) الكافي:١ ٣٧٠، وإلزام الناصب: ٨١.
(٣٣) اقتباس من محاضرة إسلامية ألقاها سماحة الخطيب الشيخ محمد حسين الفقيه في آخر شهر رمضان المبارك سنة ١٤١٧ في مسجد الإمام الرضا (عليه السلام) بمدينة قم المقدّسة.
(٣٤) الصفّ: ٩.
(٣٥) المجادلة: ٢١.
(٣٦) الكهف: ٢٠.
(٣٧) نور الأبصار: ٢٢٨.
(٣٨) شرح نهج البلاغة، طبع مصر:٢ ٥٣٥.
(٣٩) الصواعق المحرقة: ٩٩.
(٤٠) مقدّمة ابن خلدون: ٣٦٧.
(٤١) صحيح الترمذي: ٢٧.
(٤٢) صحيح أبي داود:٤ ٨٧.
(٤٣) الصواعق المحرقة: ٩٧.
(٤٤) صحيح البخاري:٢ ١٥٨.
(٤٥) صحيح أبي داود:٤ ٨٨.
(٤٦) إسعاف الراغبين: ١٥١.
(٤٧) جاء في كتاب منتخب الأثر، الصفحة:٤٣ قال في متشابه القرآن ومختلفه (٢: ٥٥): النصوص الواردة عن ساداتنا صلوات الله عليهم أجمعين نوعان ما اجتمع أهل البيت خلفاً عن سلف عن آبائهم عن النبيّ على عددهم وأسمائهم وذكر استخلافهم ما نعجز عن حصرها وإجماعهم حجّة كما بيّناه، وما نقله مخالفونا وهو نوعان ما وافقنا في العدد المخصوص دون التعيين، وما وافقنا في أنّهم المعنيّون بالإمامة، فالأوّل مثل ما رواه البخاري ومسلم فيصحيحهما والسجستاني في السنن والخطيب في التأريخ وأبو نعيم في الحلية بأسانيدهم عن جابر بن سمرة عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة كلّهم من قريش. رواه أحمد بن حنبل في مسنده من أربع وثلاثين طريقاً وروى الخطيب في تأريخ بغداد عن حمّـاد بن سلمة عن أبي الطفيل وروى الليث بن سعد في أماليه بإسناده عن سفيان الأصبحي كلاهما عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة، ومن رواة النصّ عليهم ما حدّثني جماعة بأسانيدهم عن سليمان بن قيس الهلالي وأبي حازم الأعرج والسايب بن أبي أدنى وعليم الأزدي وأبي مالك والقسم عن سلمان الفارسي وروى محمد بن عمّـار وأبو الطفيل وأبو عبيدة عن عمّـار بن ياسر وروى سعيد بن المسيّب والحارث بن الحنس بن المعتمر عن أبي ذرّ (وكثير من روى الحديث فراجع) كما من رواة هذا العدد الثوري والأعمش والرقاشي وعكرمة ومجاهد وغندر وابن عون وأبو معاوية وأبو أسلمة وأبو عوانة وأبو كريت وعلي بن الجعد وقتيبة بن سعد وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن زياد العلابي ومحمود بن غيلان وزياد بن علاقة وحبيب بن ثابت، فقد اشتهرت على ألسنة المخالفين ووافقوا فيه المتواترين بمثله ووجبت الحجّة على ألسنة أعدائهم، وإذا ثبت بهذه الأخبار هذا العدد المخصوص ثبت إمامتهم، لأنّه ليس في الاُمّة من قد ادّعى هذا العدد سوى الإمامية، وما أدّى إلى خلاف الإجماع يحكم بفساده - انتهى كلامه. وصاحب منتخب الأثر ينقل ثمانين رواية من طرق الفريقين وبتعابير مختلفة من أنّ الخلفاء من بعد رسول الله اثني عشر خليفة وأنّهم بعدد النقباء والحواريين. فراجع.
(٤٨) مسند أحمد:١ ٣٩٨.
(٤٩) كما ذكرت تفصيل ذلك في رسالة (في رحاب حديث الثقلين).
(٥٠) ذكرت تفصيل ذلك في كتاب (أهل البيت سفينة النجاة)، مطبوع، فراجع.
(٥١) راجع (منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر): ٢٢١.
(٥٢) ينابيع المودّة، ٣٨٧.
(٥٣) ينابيع المودّة:٢ ١٩٧.
(٥٤) الحجّ: ٥.
(٥٥) الإسراء: ٤٩.
(٥٦) الأنبياء: ٦٩.
(٥٧) بحار الأنوار:٦ ١٥٣.
(٥٨) كمال الدين:٢ ٢١.
(٥٩) الصافّات: ١٤٣.
(٦٠) العنكبوت: ١٤.
(٦١) النساء: ١٥٨.
(٦٢) مجلّة (دانشمند) العلمية، السنة السادسة، العدد السادس.
(٦٣) البقرة: ٢.
(٦٤) لقد أورد المسعودي في تأريخ مروج الذهب (١: ٢٠) عدداً من المعمّرين في التأريخ، وهم: آدم ٩٣٠ سنة، وشيت ٩١٢ سنة، وانوش ٩٦٠، وقدنان ٩٢٠ سنة، ولوط ٧٣٣، ونوح ٩٥٠سنة، وكيومرث ١٠٠٠ سنة، وعاد ١٢٠٠ سنة، وعليكم بمراجعة (المعمّرون والوصايا)لأبي حاتم السجستاني و(الآثار الباقية) للبيروني و(يوم الخلاص) لكامل سليمان و(البحار:٥١ ٢٤٣) و(إلزام الناصب: ٨٦) و(المهدي: ١٢٧) و(إعلام الورى: ٤٤٢) و(البرهان: ١١) وغيرها.
(٦٥) (حوارات حول المنقذ).
(٦٦) الأنبياء: ٦٩.
(٦٧) إلزام الناصب: ١٠.
(٦٨) بحار الأنوار:٤٠ ٤٣، عن كتاب الفضائل: ١٣٥، وروضة الكافي: ١٨.
(٦٩) ق: ٢٤.
(٧٠) هذه النظرة الجديدة ألقيتها محاضرة إسلامية على جمع من فضلاء وطلبة العلوم الدينية من اللبنانيين للمناقشة في شهر رمضان المبارك سنة ١٤١٧، وفي سنة ١٤١٨ في حشدٍ يزيد على ألف نفر في مسجد الإمام الرضا (عليه السلام) بقم المقدّسة.
(٧١) نهاية الحكمة: ٢١٤، الفصل الحادي عشر في الزمان، وفي الأسفار:٣ ١١٥ يبحث المصنّف عن الزمان بحثاً مفصّلا في فصول عديدة، ففي الفصل ٣٠ في إثبات حقيقة الزمان وأنّه بهويّته الاتّصاليّة الكمّية مقدار الحركات وبما يعرض له من الانقسام الدهمي عددها، يقول: أمّا إثبات وجود الزمان وحقيقته فالهادي لنا على طريقة الطبيعيّين: مشاهدة اختلاف الحركات في المقطوع من المسافة مع اتّفاقها في الأخذ والترك تارة ثمّ اتّفاقها في المقطوع من المسافة واختلافها فيهما أو في أحدهما تارةً اُخرى، فحصل لنا العلم بأنّ في الوجود كوناً مقداريّاً فيه إمكان وقوع الحركات المختلفة أو المتّفقة على مقدار الأجسام ونهايتها لأنّه غير قارّ وهذه قارّة فهو مقدار لأمر غير قارّ وهو الحركة وشرح ذلك موكول إلى علم الطبيعة، وأمّا على طريقة الإلهيّين فلأنّ كلّ حادث هو بعد شيء له قبليّة عليه لا يجامع به البعيديّة، لا كقبليّة الواحد على الاثنين لأنّه يجوز فيها الاجتماع، ولا كقبليّة الأب على الابن أو ذات الفاعل ممّـا يجوز أن يكون قبل ومع وبعده ولا العدم إذ قد يتحقّق للشيء عدم لاحق بل قبليّة قبل يستحيل أن يجامع مع البعد لذاته، ثمّ ما من قبليّة الأوّلين القبل بهذه القبليّة وبين الذي هو البعد يتصوّر قبليّات وبعديّات غير واقعة عند حدّ، ومثل هذا الذي هو ملاك هذا التقدّم والتأخّر فيه تجدّد قبليّات وبعديّات وتصرّم الحركات في المسافات الممتنعة الانقسام إلى ما لا ينقسم أصلا فهو لقبوله الانقسام والزيادة والنقصان كم، ولكونه متّصلا فهو كمّية متّصلة غيرقارّة أو ذو كمّية متّصلة غير قارّة، وعلى التقديرين فإمّا جوهر أو عرض، فإن كان جوهراً فلاشتماله على الحدوث التجدّدي لا يمكن أن يكون مفارقاً تجدّده عدم قراره ـإلى آخر ما يقول فراجع ـ.وفي فصل ٣٢ يثبت في أنّه لا يتقدّم على ذات الزمان والحركة شيء إلّا الباري عزّ مجده: لما علمت أنّ الزمان وما يقترنه ويحتفّ به اُمور تدريجيّة وأكوان متجدّدة الحصولات، فكلّ ما يتقدّم على الزمان سواء كان وجوداً أو عدماً أو غيرهما أي تقدّماً لا يجامع بحسبه القبل للبعد يكون زماناً أو ذا زمان، فيكون قبل كلّ زمان زمان وقبل كلّ حركة حركة، وقد ثبت أيضاً فيما مرّ أنّ علّة الشيء لابدّ وأن تكون غير متعلّقة الذات والوجود بذلك الشيء فلا يتقدّم على الزمان إلّا الباري وقدرته وأمره المعبّر عنه تارةً بالعلم التفصيلي وتارةً بالصفات عند قوم واُخرى بالملائكة عند آخرين وبالصور الإلهيّة عند الأفلاطونيّين، وللناس فيما يعشقون مذاهب...أقول: وبنظرتنا الجديدة ـكما يستفاد من الروايات الشريفة - نعبّر عن أمر الله بالإمام المعصوم، بالمعنى الأعمّ الذي يشمل النبيّ وأوصيائه المعصومين (عليهم السلام)، فتدبّر. ثمّ المصنّف ـفي الصفحة ١٤١ـ تحت عنوان تعقيب وإحصاء يذكر اختلاف الحكماء في مفهوم الزمان فيقول: ذكر الشيخ في الشفاء: إنّ من الناس من نفى وجود الزمان مطلقاً، ومنهم من أثبت له وجوداً إلّا على أنّه في الأعيان بوجه من الوجوه بل على أنّه أمر متوهّم، ومنهم من جعل له وجوداً لا على أنّه أمر واحد في نفسه بل على أنّه نسبة ما على جهةٍ مّا، لاُمور أيّها كانت إلى اُمور اُخرى أيّها كانت تلك أوقات لهذه فتخيّل أنّ الزمان مجموع أوقات والوقت عرض حادث يعرض مع وجود عرض آخر أي عرض كان فهو وقت لذلك الآخر كطلوع الشمس وحضور إنسان. ومنهم من وضع له وجوداً وحدانيّاً على أنّه جوهر قائم مفارق للجسمانيّات بذاته. ومنهم من جعله جوهراً جسمانيّاً هو نفس الفلك الأقصى، ومنهم من عدّه عرضاً فجعله نفس الحركة، ومنهم من جعل حركة الفلك زماناً دون سائر الحركات. ومنهم من جعل عودة الفلك زماناً أي دورة واحدة، فهذه هي المذاهب المسلوكة في الأعصار السابقة في ماهيّة الزمان التي أحصاها في الطبيعيّات، وذهب أبو البركات البغدادي إلى أنّ الزمان مقدار الوجود، والأشاعرة من المتكلّمين انتحلوا ثالث تلك المذاهب، ومن الذاهبين إلى الرابع من تخيّل للزمان وجوداً مفارقاً على أنّه واجب الوجود بذاته، وإليه ذهب جمع من متقدّمة الفلاسفة. ثمّ يذكر المصنّف قول أفلاطون وأرسطو وصاحب المباحث المشرفية وبعض المناقشات، فراجع.
(٧٢) يس: ٦٨.
(٧٣) الكهف: ١١٠، فصّلت: ٦.
(٧٤) إكمال الدين للشيخ الصدوق.
(٧٥) التحريم: ٦.
(٧٦) حوارات حول المنقذ، عن البحار:٥٢ ٣٣٣.
(٧٧) حوارات حول المنقذ.
(٧٨) البحار:٥٢ ٣٦٦.
(٧٩) اقتباس من (حوارات حول المنقذ)؛ الشيخ إبراهيم الأميني.
(٨٠) حوارات حول المنقذ، عن بحار الأنوار:٥٢ ٣٣٦.
(٨١) مفاتيح الجنان: ١٨٢، دعاء الافتتاح في ليالي شهر رمضان، وعليكم بدعاء الغيبة ودعاء العهد ودعاء الندبة وزيارة آل ياسين والجامعة - كما جاء ذلك في أواخر مفاتيح الجنان لشيخنا القمّي (قدّس سرّه) - فراجع واقرأها كلّ يوم، وإلّا فكلّ اُسبوع، وإلّا ففي كلّ شهر مرّة، فإنّ فيها بركات عظيمة ومنافع جمّة، وإنّ من يذكر الحجّة صاحب الزمان (عليه السلام) ويدعو له، فإنّ المولى صاحب الأمر يدعو له أيضاً، فهو مظهر (اذْكُروني أذْكُرُكُمْ)، وإنّه مظهر الشاكر الشكور، (عجّل الله فرجه الشريف) وجعلنا من خلّص شيعته وأنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه.
(٨٢) مفاتيح الجنان: ٥٣٨.

التحميلات التحميلات:
التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016