الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الثابت أن الجن عباد مكلفون ويثابون ويعاقبون، وأن أئمتنا (عليهم السلام) أئمة لهم أيضاً يأخذون عنهم معالم دينهم وأحكامهم الشرعية، فقد روى سعد الإسكاف أنه رأى عند الإمام الباقر (عليه السلام) قوماً سأله عنهم فقال له: أولئك إخوانكم من الجن، أتونا يستفتوننا في حلالهم وحرامهم كما تأتونا وتستفتوننا في حلالكم وحرامكم. [بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار: ص١١٧]
وكذلك ورد أن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يأمرون بعض مؤمني الجن من أتباعهم ببعض الأوامر كما في الخبر الذي يرويه الشيخ الكليني عن الإمام الباقر (عليه السلام): إن لنا أتباعاً من الجن، كما أن لنا أتباعاً من الإنس، فإذا أردنا أمراً بعثناهم. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٩٥]
وليس في هذا الأمر استبعاد ولا غرابة، فقد حكى لنا القرآن الكريم عن سليمان (عليه السلام) قوله تعالى: ﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾، وفي آية أخرى ﴿وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ ولا يخفى أن ملك أهل البيت (عليهم السلام) وولايتهم أعم وأشمل من ولاية سليمان (عليه السلام) في دولته، فقد جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام): إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود وسلطاننا أعظم من سلطانه. [تأويل الآيات الظاهرة للأسترآبادي: ج١، ص١٦٣]
وفي ضمن هذا السياق ورد أن من ضمن أنصار الإمام القائم (عجّل الله فرجه) وجنوده يكونون من الجن أيضاً، فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ثم يظهر رجل من ولدي فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يأتيه الله ببقايا قوم موسى، ويحيى له أصحاب الكهف، ويؤيده الله بالملائكة والجن وشيعتنا المخلصين. [مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني: ج٢، ص٢٤٦]
وورد صريحاً في بعض الروايات أن الإمام (عجّل الله فرجه) ينتصر بجنوده من الملائكة والإنس والجن، كما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام): فجميع أصحابه (عليه السلام) سبعة وأربعون ألفاً ومائة وثلاثون من ذلك تسعة رؤوس مع كل رأس من الملائكة أربعة آلاف من الجن والإنس عدة يوم بدر، فبهم يقاتل وإياهم ينصر الله، وبهم ينتصر وبهم يقدم النصر ومنهم نضرة الأرض. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص٢٠٢]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)