أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » متفرقة » (١٢٩٩) كيف يمكن أن تكون للآية تفسيران مرة مهدوية وأخرى غير مهدوية؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 متفرقة

الأسئلة والأجوبة (١٢٩٩) كيف يمكن أن تكون للآية تفسيران مرة مهدوية وأخرى غير مهدوية؟

القسم القسم: متفرقة السائل السائل: كميت غريب الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢٢/٠٤/٢٣ المشاهدات المشاهدات: ١١٩٩ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

ورد في موقعكم الكريم في حقل (المهدي في القرآن الكريم) الآية المهدوية التالية وشرحها:
﴿هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ، عامِلَةٌ ناصِبَةٌ، تَصْلى ناراً حامِيَةً﴾، محمد بن يعقوب: (عن جماعة) عن سهل، عن محمد: عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: ﴿هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ﴾؟ قال (عليه السلام): يغشاكم (يغشاهم) القائم (عليه السلام) بالسيف. قال: قلت: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ﴾؟ قال: خاشعة لا تطيق الامتناع. قال: قلت: ﴿عامِلَةٌ﴾؟ قال: عملت بغير ما أنزل الله. قال: قلت: ﴿ناصِبَةٌ﴾؟ قال: نصبت غير ولاة الإمام. قال: قلت: ﴿تَصْلى ناراً حامِيَةً﴾؟ قال: تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم (عليه السلام)، وفي الآخرة نار جهنم.
وورد في تفسير القمي شرحاً للآية القرآنية أيضاً وهو التالي:
﴿هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ﴾ يعني قد أتاك يا محمد حديث القيامة، ومعنى الغاشية أي تغشى الناس، ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ * عامِلَةٌ ناصِبَةٌ﴾ وهم الذين خالفوا دين الله وصلّوا وصاموا ونصبوا لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو قوله ﴿عامِلَةٌ ناصِبَةٌ﴾ عملوا ونصبوا فلا يقبل منهم شيء من أفعالهم، ﴿تَصْلى ناراً حامِيَةً * تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾ قال: لها أنين من شدة حرها. حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا محمد بن علي بن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من خالفكم وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ * عامِلَةٌ ناصِبَةٌ * تَصْلى ناراً حامِيَةً﴾.
أين الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من تفسير القمي، نرى التفسير مختلف جذرياً عن ما ذكر في موقعكم الكريم من كتاب المحجة، فكيف نوفق بين الشرحين؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
لا مانع من إمكانية انطباق الآية الكريمة على كلا هذين المعنيين حتى وإن اختلفا في المصداق، وهذا من حيوية القرآن الكريم واستمراريته التي لا يحتكرها زمان دون زمان، ولإيضاح المسألة لابد من بيان أقسام الروايات المرتبطة بتفسير القرآن الكريم.
فالقسم الأول: هي الروايات التي تسمى بالروايات التفسيرية والتي تأتي لبيان الآية الكريمة وتحديد المراد من مفرداتها وألفاظها وإزالة الغموض عنها، من قبيل رواية الإمام الباقر (عليه السلام) التي فسرت الباء في قوله تعالى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ بأنها باء التبعيض، بمعنى أن الواجب في الوضوء الاكتفاء بمسح بعض الرأس لا كله. [الكافي للشيخ الكليني: ج٣، ص٣٠]
القسم الثاني: الروايات التي تأتي لبيان سبب نزول الآية الكريمة والظروف التاريخية التي أحاطت بها وأوجبت نزولها، من قبيل آية الولاية التي نزلت بعد تصدّق أمير المؤمنين (عليه السلام) بالخاتم في الصلاة ولأجلها نزل قوله تعالى: ﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ﴾ كما جاء ذلك في رواية الإمام الباقر (عليه السلام) [الأمالي للشيخ الصدوق: ص١٨٦]
القسم الثالث: الروايات التي تأتي لبيان باطن الآية الكريمة والذي لا يمكن رصده من خلال ظاهر اللغة أو الفهم العرفي من قبيل الروايات التي فسرت الشجرة الملعونة في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ﴾ ببني أُمية. [تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج٢، ص٢٩٧]
القسم الرابع: الروايات التي تأتي لبيان بعض مصاديق الآية الكريمة وتطبيقها على أشخاص معينين من دون أن تكون محدودة الانطباق على تلك الشخصيات، والروايات التي جاءت بهذا النحو من البيان قد تتجاوز المئة رواية كما ذكر ذلك السيد الطباطبائي (رحمه الله) في تفسير الميزان. [تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: ج١، ص٤٢]
وما تتميز بها روايات (الجري والتطبيق) أنها لا ترتبط بالشأن الذي أوجب نزول الآية القرآنية من الناحية التاريخية بل هي بصدد بيان مصاديق الآية ومجاريها التي تنطبق عليها، وقد وردت عدة روايات عن الأئمة (عليهم السلام) في تأسيس هذه القاعدة وهذا الأصل القرآني كما نلحظه في حديث الإمام الصادق (عليه السلام): إن القرآن حي لم يمت، وإنه يجري كما يجري الليل والنهار، وكما تجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا. [تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج٢، ص٢٠٤]، وكما جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): إن القرآن حي لا يموت، والآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام ماتوا فمات القرآن، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين. [تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج٢، ص٢٠٣]
ولذلك نجد ملامح هذا التفسير ومسلكه واضحاً في أحاديثهم (عليهم السلام) فقد جاء عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾؟ قال: نزلت في رحم آل محمد (عليه وآله السلام)، وقد تكون في قرابتك. ثم قال: فلا تكونن ممن يقول للشيء: أنه في شيء واحد. [الكافي للشيخ الكليني: ج٢، ص١٥٦]
ومعنى ذلك أن نزول الآية القرآنية في مورد أو شخص أو فئة معينة لا يعني انحصارها في تلك الموارد، بل لها القابلية على الانطباق في عدة مصاديق، ولأجل ذلك قد تأتي بعض الروايات لتبين مصداقاً معيناً للآية الكريمة، وتأتي رواية أخرى لتبين مصداقاً آخر يختلف عما بيَّنته الرواية السابقة، ولا منافاة بعد ذلك إذا اختلفت الروايات في البيان والتفسير كما هو حال الآية الكريمة محل السؤال.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016