الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فيها صلاح للبشرية وصيانة وحفظ لشيعته ومحبيه، فليس من السهولة خرق هذه القاعدة بأنْ يظهر لكل من يدعو ويعمل بعض الأوراد والأدعية المستحبة، وهذا التأخير وعدم الظهور لكل من يدعو بذلك هو مصداق للدعاء (ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور) وكما قال تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ﴾ [البقرة: ٢١٦] فالحكمة من غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) هو الستر عليه والحفاظ عليه من القتل ومن إرشاد المدلّين عليه لأهل الجور والظلم، هذا مضافاً إلى أنه ليس كل من يدعو يحمل في نيته كامل الإخلاص أو هو واصل إلى مراتب عالية من الكمال، مضافاً إلى حِكَم أخرى في علم الله سبحانه وتعالى، كالكثير من أدعيتنا التي لا نرى إجابتها تتحقق سريعاً لحكمة يعلمها الله.
وأخيراً نبيّن لكم أنه ليس اللقاء بالإمام (عجّل الله فرجه) أمراً ضرورياً للمؤمن ولا يلزم السعي إليه بحيث نجعل رؤيته هي الغاية من أعمالنا، بل المهم والواجب والضروري هو رضا الإمام (عجّل الله فرجه) علينا وسروره بأعمالنا، سواء منّ الله علينا برؤيته أم لا.
فلنحذر ولنلتفت إلى أعمالنا حتى نسعد بها الإمام (عجّل الله فرجه) ولا نحزنه بمعاصينا وآثامنا.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)