الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية ينقلها الشيخ النعماني في كتابه الغيبة عن الإمام الصادق (عليه السلام): إذا قام القائم نزلت سيوف القتال على كل سيف اسم الرجل واسم أبيه. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٥٢]
ويمكن أن نفهم هذه الرواية الشريفة أنها تحكي عن جهة اصطفاء واجتباء أنصار الإمام (عجّل الله فرجه)، وأن اختيارهم على من سواهم لم يكن اعتباطياً وعفوياً، وإنما بعناية خاصة سماوية، تستدعي أن يكون لكل منهم سيفه المرسوم والمعين باسمه، والذي يؤيد هذا المعنى ويؤكده ما رواه النعماني في الغيبة عن سليمان بن هارون البجلي عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن صاحب هذا الأمر محفوظ له، لو ذهب الناس جميعاً أتى الله له بأصحابه، وهم الذين قال لهم الله (عزَّ وجل): ﴿فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴾، وهم الذين قال الله فيهم: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣٣٠]
ولا يخفى أن انتخاب هذه الصفوة دون بقية الناس لا يمكن يأتي من فراغ أو عدم، وإنما له ملاكات وأسباب، وعلى رأسها أن يعيش الإنسان العقيدة المهدوية بكل جوارحه وجوانحه، وأن يحقق معنى الانتظار من خلال الالتزام بما أراده الله تعالى وتعاليم نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)، وهذا المعنى بطبيعة الحال يحتاج إلى المواظبة والمجاهدة والنية الصادقة التي تعين المنتظر على الوقوف أمام الفتن والصعاب التي تعترض طريقه في زمن الغيبة الكبرى.
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه، يأتم به وبأئمة الهدى من قبله، ويبرء إلى الله (عزَّ وجل) من عدوهم أولئك رفقائي وأكرم أمتي علي. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٢٨٧]
فإذا علم الله تعالى منه صدقه وصبره، فيرجى له أن يكون من أنصار الإمام القائم (عجّل الله فرجه) ومن الذين ينتصر الله تعالى به لدينه ويعز به أولياءه ويقهر به أعداءه، تحت راية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فقد روي عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليعدن أحدكم لخروج القائم ولو سهماً، فإن الله إذا علم ذلك من نيته رجوت لأن ينسأ في عمره حتى يدركه، ويكون من أعوانه وأنصاره. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣٣٥]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)