عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال:
«قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) فِي شِكَاتِهِ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا، فَإِذَا فَاطِمَةُ (رضي الله عنها) عِنْدَ رَأْسِهِ قَالَ: فَبَكَتْ حَتَّى ارْتَفَعَ صَوْتُهَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ [(صلى الله عليه وآله)] طَرَفَهُ إِلَيْهَا، فَقَالَ: حَبِيبَتِي فَاطِمَةُ، مَا الَّذِي يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: أَخْشَى الضَّيْعَةَ مِنْ بَعْدِكَ، فقَالَ: يَا حَبِيبَتِي، أَمَا عَلِمْتِ أَنَّ اللهَ (عزَّ وجلَّ) اطَّلَعَ إلى الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً... يَا فَاطِمَةُ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّ مِنْهُمَا مَهْدِيَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، إِذَا صَارَتِ الدُّنْيَا هَرَجَاً وَمَرَجَاً، وَتَظَاهَرَتِ الْفِتَنُ، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وَأَغَارَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَلَا كَبِيرٌ يَرْحَمُ صَغِيراً، وَلَا صَغِيرٌ يُوَقِّرُ كَبِيراً، فَيَبْعَثُ اللهُ (عزَّ وجلَّ) عِنْدَ ذَلِكَ مِنْهُمَا مَنْ يَفْتَتِحُ حُصُونَ الضَّلَالَةِ وَقُلُوبًا غُلْفًا، يَقُومُ بِالدِّينِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ كَمَا قُمْتُ بِهِ فِي أَوَّلِ الزَّمَانِ، ويَمْلَأُ الدُّنْيَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا...».
مفردات الحديث:
الضيعة: أي الضياع.
الهرج والمرج: القتل والفوضى.
تظاهرت الفتن: توالت وتعاونت في تأثيرها.
تقطّعت السبل: بمعنى فقد الأمن.
حصون الضلالة: مراكزها.
قلوباً غلفاً: عليها غلاف وغشاء عن سماع الحق واتباعه.
مصادر الحديث:
* المعجم الكبير: ج٣ ص ٥٢ ح٢٦٧٥ - حدثنا محمد بن رزيق بن جامع المصري، ثنا الهيثم ابن حبيب، ثنا سفيان بن عيينة، عن علي بن علي المكّي الهلالي، عن أبيه، قال: