سنة (٢٧٤هـ):
التاريخ السندي لحديث علي بن الحسن التيملي عن الإمام الباقر عليه السلام في شرح حال المؤمن وكرامته عند الله والإخبار عن بعض تحرّكات السفياني ومدَّة حكمه:
روى النعماني رحمه الله عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدَّثنا علي بن الحسن التيملي في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدَّثنا الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول: (اتَّقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد في طاعة الله، فإنَّ أشدّ ما يكون أحدكم اغتباطاً بما هو فيه من الدين لو قد صار في حدّ الآخرة وانقطعت الدنيا عنه، فإذا صار في ذلك الحدّ عرف أنَّه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشرى بالجنّة، وأمن ممَّا كان يخاف، وأيقن أنَّ الذي كان عليه هو الحقّ، وإنَّ من خالف دينه على باطل، وإنَّه هالك، فأبشروا ثمّ أبشروا بالذي تريدونه، ألستم ترون أعداءكم يقتتلون في معاصي الله، ويقتل بعضهم بعضاً على الدنيا دونكم وأنتم في بيوتكم آمنون في عزلة عنهم، وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوّكم، وهو من العلامات لكم مع أنَّ الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتَّى يقتل خلقاً كثيراً دونكم). فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: (يتغيَّب الرجل منكم عنه، فإنَّ حنقه وشرهه فإنَّما هي على شيعتنا، وأمَّا النساء فليس عليهنَّ بأس إن شاء الله تعالى). قيل: فإلى أين يخرج الرجال ويهربون منه؟ فقال: (من أراد منهم أن يخرج يخرج إلى المدينة أو إلى مكّة أو إلى بعض البلدان)، ثمّ قال: (ما تصنعون بالمدينة، وإنَّما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكّة فإنَّها مجمعكم، وإنَّما فتنته حمل امرأة تسعة أشهر، ولا يجوزها إن شاء الله)(١).
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) الغيبة للنعماني: ٣١١ و٣١٢/ باب ١٨/ ح ٣.