الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
ما فسرتَ به حديث الانتفاع بالمهدي (عجّل الله فرجه) كما ينتفع بالشمس من وراء السحاب ليس بصحيح، فليس المراد به انتفاع من يلتقون به على وجه الخصوص، بل المراد أن غيبته لا تعطل المهمات الكثيرة التي يضطلع بها (عجّل الله فرجه)، فكما أن الشمس إذا غيّبها السحاب لا تتعطل آثارها في الحياة على وجه الأرض، فكذلك غيبة الإمام (عجّل الله فرجه) لا تمنعه من أداء مهماته، فالمهمة الوجودية له أي ولايته التكوينية على الوجود بحالها إذ لولا ذلك لساخت الأرض بأهلها، أي لا يمكن بقاء الحياة بدون الإمام (عليه السلام) وفق ما جعله الله له من الأثر المهم جداً في بقاء الوجود ورعاية المرتبطين به بطرق شتى يقدر عليها الإمام (عليه السلام) بحكم ولايته، هذه الرعاية لم تنقطع ولولا ذلك لنزل بنا البلاء، كما ورد عنه (عليه السلام)، أمّا ما ذكرته من قضاء حوائج المؤمنين في ذلك الزمان وعدمه الآن فلا نسلم به بل الموجود أن الحكم على خلافه فلولا قضاء حوائجنا من قبل الإمام (عليه السلام) بعد الله تعالى ولولا عنايته لنا لنزل بنا اللأواء واصطلمنا الأعداء، ولا يتعلق قضاء الحوائج برؤيته مباشرة بل يكفي دعاؤه لنا.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)