الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
في إرشاد المفيد عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل أنه قال: ...إذا قام القائم سار إلى الكوفة فهدم أربعة مساجد ولم يبق مسجد على وجه الأرض له شُرَفٌ إلّا هدمها... . [الإرشاد للشيخ المفيد: ص٣٨٥]
ولم تعين الرواية الشريفة هذه المساجد كما هو واضح.
ثم أنه لا ريب في أن هدم الإمام (عجّل الله فرجه) لمساجد معينة له أساساته الشرعية التي يرتكز عليها الإمام (عجّل الله فرجه) في ذلك، فإن المساجد إنما تكون لبثِّ كلمة الإيمان، أمّا إذا كان بؤرة للنفاق والفساد فلا مناص من هدمها ومحو أثرها كما فعل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عندما هدم مسجد ضرار، لأَن الذين بنوه أرادوا به إضرار المسلمين وجعله مركزاً للمنافقين.
فقد قال المفسرون: إن بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء، وبعثوا إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أن يأتيهم، فأتاهم وصلّى فيه، فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غنم بن عوف، فقالوا: نبني مسجداً، فنصلي فيه، ولا نحضر جماعة محمد، وكانوا اثني عشر رجلاً، وقيل: خمسة عشر رجلاً، منهم ثعلبة بن حاطب، ومعتب بن قشير، ونبتل بن الحرث. فبنوا مسجداً إلى جنب مسجد قباء، فلما فرغوا منه، أتوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وهو يتجهز إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله! إنا قد بنينا مسجداً لذي العلة، والحاجة، والليلة المطيرة، والليلة الشاتية، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي فيه لنا، وتدعو بالبركة. فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إني على جناح سفر، ولو قدمنا أتيناكم إن شاء الله، فصلينا لكم فيه. فلما انصرف رسول الله من تبوك، نزلت عليه الآية في شأن المسجد. [تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: ج٥، ص١٢٥]
طبعاً هذا مع غض النظر عن سند الرواية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)