الصفحة الرئيسية » مجلة الانتظار » العدد: ٨/ محرم الحرام / ١٤٢٨هـ » دراسات/ كيف تكون منتظراً حقيقياً؟ (الحلقة الثانية) الطريق الثاني دوام الذكر للإمام المهدي عليه السلام
 العدد: ٨/ محرم الحرام / ١٤٢٨ه

المقالات دراسات/ كيف تكون منتظراً حقيقياً؟ (الحلقة الثانية) الطريق الثاني دوام الذكر للإمام المهدي عليه السلام

القسم القسم: العدد: ٨/ محرم الحرام / ١٤٢٨هـ الشخص الكاتب: السيد محمد القبانجي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٩/١١ المشاهدات المشاهدات: ٩٤٧٦ التعليقات التعليقات: ٠

كيف تكون منتظراً حقيقياً
الحلقة الثانية

الطريق الثاني: دوام الذكر للإمام المهدي

سماحة السيد محمد القبانجي/ مدير مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام

نشرنا في العدد (٧) من مجلة الإنتظار الحلقة الأولى من بحث السيد محمد القبانجي الموسوم (كيف تكون منتظراً حقيقياً) وكان الطريق الأول في البحث يتعلق بمعـرفـة الحبيـب ومعرفة مقاماته وحقوقه الواجبة على الخلق كحق الوجود وحق البقـاءوحق القرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحق واسطة النعمة وحق الوالد على الولد وحق الإمام على الرعية، أما في هذه الحلقة فالبحث يتعلق بالطريق الثاني وهو دوام الذكر للإمام المهدي عليه السلام.

الطريق الثاني دوام الذكر للإمام المهدي عليه السلام

يتنوع ذكر الإمام المهدي بتنوع جهة صدوره ويختلف باختلاف منبعه, ولكل من أنواع الذكر فائدته المرجوة وثمرته المترقبة وإن كان بعضها آكد في إيجاد رابطة الحب والعشق للإمام عليه السلام, ويمكن تقسيم الذكر له سلام الله عليه إلى ثلاثة أنواع:
١ _ الذكر القولي (اللساني):مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
إن ذكر الإنسان لمحبوبه مدعاة لتركيز العلاقة وتمتين الارتباط مضافاً إلى ما فيه من ثمرات عديدة, إذ يعتبر الذكر اللساني بنحو من الانحاء مقدمة وواسطة إلى الذكر القلبي (الخفي) _ والذي يأتي التعرض إليه _ إذ ليس المقصود من الذكر اللساني هو مجرد لقلقة اللسان وتلفظ بحروف وكلمات دونما وعي واختزان لمعانيها والتأمل في معطياتها فإن ذلك لا يجدي نفعاً، ولا يسمن ولا يغني من جوع, كما جاء في الحديث الشريف (لا يجوز تراقيهم)(١) في معرض ذكر الخوارج وانهم يقرأون القرآن وقلوبهم خاوية ومشغولة عنه,إذ أن الذكر اللساني إنما يعطي ثماره إذا كان منبهاً للقلب من الغفلة وموقظاً له من النوم وواسطة لتجسيد الالفاظ وتطبيقها عملياً على أرض الواقع والارتقاء بعالم الاقوال إلى عالم الافعال والاعمال.
كل هذا يمكن أن نستفيده من الذكر اللساني, ولذا نجد أن بعض الاعلام رجح الذكر اللساني حتى على الذكر القلبي من بعض الجوانب, قال صاحب كشف الغطاء: (وهو _ أي الذكر _ معدود من أعظم القربات والعقل به شاهد, مستغن عن أن يكون له من النقل معاضد, ولا يقتصر منه على (الذكر الخفي) وإن كان رجحانه غير خفي, فإن الاعلان باللسان أبلغ في إظهار العبودية مما لم يطلع عليه إنسان ولكل منهما جهة رجحان).(٢)
ولذا نرى وبقراءة سريعة للأبعاد الروحية والممارسات العبادية أن القرآن الكريم والشريعة الإسلاميّة وأهل البيت عليهم السلام أعطوا أهمية كبيرة وخاصة لهذا الجانب العبادي, فالتوصية بذكر الله لساناً واضحة في مدرسة أهل البيت عليهم السلام إذ حاولت هذه المدرسة العملاقة _ ونجحت في ذلك _ زرع ثقافة (الذكر) بمختلف أبعاده, فجعلوا عليهم السلام لكل زمان ومكان وحـــالة فردية أو اجتماعية دعاءً خاصاً وذكراً معيناً, بل تركوا بعض الاذكار سيالة وسارية المفعول في كل حين وخصصوا بعضها في أماكن وأزمنة معينة.
وفي استعراض سريع _ فيما يخص الطريق الثاني _ لكتب الأدعية والزيارات نلاحظ أنها قد تنوعت لتشمل الذكر اليومي والاسبوعي وفي أثناء الاسبوع من الناحية الزمانية، وهكذا مكاناً حيث نجد الكثير من الاذكار قد حددت بمكان معين قد اختص به الإمام المهدي عليه السلام كما في بعض الزيارات المختصة في (سرداب الغيبة), وما ذلك التنوع والتعدد والاختلاف في الذكر إلا لجعل المنتظِر مشغولاً بشكل أو بآخر بمولاه ودائم التحسس بإمامه غير غافل عنه وإن غيبته الدهور والاعوام, حاضر في قلبه ووجدانه وإن لم تره عينه.
ولتمام الفائدة نذكر بعض الزيارات والأدعية الواردة في حق الإمام المهدي عليه السلام كمفردات تفصيلية باعثة على إيجاد الرابط وتعميق العلاقة به سلام الله عليه لمن أخذ بها وعمل عليها.
نماذج من الذكر اللساني:
١ _ دعاء العهد:
وهو الدعاء المروي عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: (من دعا إلى الله تعالى أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة وهو هذا: اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِيم، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيع... ).(٣)
٢ _ زيارة آل ياسين:
وهي زيارة واردة من الناحية المقدسة حيث قال الإمام المهدي عليه السلام: (إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى: سَلامٌ عَلَى آلِ يس، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا دَاعِيَ اللَّهِ وَرَبَّانِيَّ آيَاتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللَّهِ وَدَيَّانَ دِينِهِ... ).(٤)
٣ _ دعاء الندبة:
حيث يستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة (الفطر، والأضحى، والغدير، ويوم الجمعة) وأوّله: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما... ).(٥)
٤ _ ما يزار به كل يوم بعد صلاة الفجر:
(اللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلايَ صَاحِبَ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَنْ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا... ).(٦)
٥ _ ما يدعى به لصاحب الأمر عليه السلام كل يوم جمعة:
وهو دعاء مروي عن الإمام الرضا عليه السلام وأوّله: (اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَلِيفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ وَلِسَانِكَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ النَّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ... ).(٧)
٦ _ الدعاء له عليه السلام في قنوت يوم الجمعة:
فقد روى السيد ابن طاووس في كتاب (جمال الأسبوع) عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه سأل مقاتل بن مقاتل: (أي شيء يقولون في قنوت صلاة الجمعة؟) قال: قلت: ما يقول الناس. فقال عليه السلام لي: (لا تقل كما يقولون ولكن قل: اللهم أصلح عبدك وخليفتك بما أصلحت به أنبياءك ورسلك، وحفّه بملائكتك، وأيّده بروح القدس من عندك، واسلكه من بين يديه ومن خلفه رصداً يحفظونه من كل سوء، وأبدله من بعد خوفه أمناً، يعبدك لا يشرك بك شيئاً، ولا تجعل لأحد من خلقك على وليّك سلطاناً, وائذن له في جهاد عدوك وعدوّه, واجعلني من أنصاره إنّك على كل شيء قدير).(٨)

* * *

٢ _ الذكر العملي (الفعلي):
مما لا شك فيه عدم انحصار الذكر باللسان فقط, فإن له مجالات أخرى غير القول واللفظ, فالذكر من التذكر وعدم النسيان والغفلة, وهذا باب واسع جداً يفتح أكثر من نافذة ومنطلق لذكر الإمام عليه السلام, فمضافاً إلى الذكر اللساني (القولي) الذي أشرنا إليه فإن هناك الذكر الفعلي والعملي والجوارحي, فحب الإمام عليه السلام والتعلق به وتوطئة الأرض له ينفتح على عمل الإنسان المنتظر مضافاً إلى قوله, فالعمل يجب أن يكون مجسداً للانتظار, وهذه هي الدعوة الصامتة التي حث عليها أهل البيت عليهم السلام فقالوا: (كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم)(٩) وفي أخرى: (كونوا لنا دعاة صامتين).(١٠)
أي أن تجسيد ذكر الإمام عليه السلام يمكن أن يكون من خلال العمل, فعمل الإنسان إذا كان في خدمة الإمام عليه السلام فهو ذكر له سلام الله عليه, وفعل المنتظِر إذا كان بنية حب الإمام عليه السلام فهو ذكر عملي له, وبهذا المنظار ومن خلال رؤية سريعة لآليات الذكر العملي نستعرض بعض المفاصل الحيوية في هذا الجانب وبنحو إجمالي تاركين التفصيل لمجالاته الخاصة.
وسائل الذكر العملي:
أ _ إيصال الهدية له عليه السلام:
من الطرق المؤثرة في جلب الحب واستقراره هو التهادي وتبادل الهدايا, ففي الحديث الشريف: (تهادوا تحابوا)(١١) حيث أن النص صريح بأن الهدية مقدمة موصلة لا محالة للمحبة, ومن هنا نفهم أن الإهداء إلى الحبيب أمر متعارف لا نقاش فيه, لأن الوصول إلى معدن الحب يفيض بـنـفسـه عـلـى غيره بوجه من أوجـه المحـبة والعشق يتجلى تارة بالهدية أو الذكر أو غير ذلـك، غيره بوجه من أوجه المحبة والعشق يتجلى تارة بالهدية أو الذكر أو غير ذلك, ولكن النص الروائي أراد أن يدل على وسائل جلب المحبة، فالتهادي ممن ليس بينك وبينه محبة حقيقية, ركيزة أساسية لجلبها, حيث تفتح آفاق القلب بين المتهاديين, فلذا لا بدّ من استعمال هذا الأسلوب والأخذ بهذا الطريق من أجل الوصول إلى محبة الإمام عليه السلام وعدم الغفلة عنه, ولكن يبقى في الذهن سؤالان يراودان القلب ويشغلان الذهن.
الأوّل: إن التهادي الوارد في الحديث الشريف من باب المفاعلة وهي تقتضي التهادي بين الطرفين، ترى ما هي هدية الإمام عليه السلام لنا؟
الثاني: ماذا نهدي نحن للإمام وكيف تصل إليه هدايانا؟
أنواع الهدية للإمام عليه السلام:
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام أما بالنسبة إلى السؤال الثاني فيمكن الاجابة عليه من خلال ما يلي:
١ _ التصدق بقصد سلامته عليه السلام.
٢ _ إهداء جميع ثواب العبادات والأعمال الصالحة له سلام الله عليه, كالحج نيابة عنه عليه السلام وزيارة المشاهد المشرفة والعتبات المقدسة كذلك, وقراءة القرآن, وغيرها.
٣ _ صلته بالمال بأن يجعل المؤمن بعض ماله هدية لإمام زمانه عليه السلام (وهذا غير الخمس الواجب), إذ أن (صلة الإمام عليه السلام في غيبته تحصل بصرف المال في المصارف التي يعلم رضاه بها وحبه لها, وبقصد صلته مثل طبع الكتب المتعلقة به وإقامة مجالس ذكره, والدعوة إليه وصلة شيعته ومحبيه خصوصاً الذرية العلوية والعلماء المروجين ورواة أحاديث الأئمّة الطاهرين ونحوها, مما لا يخفى على أهله)،(١٢) فقد جاء في الحديث الشريف عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (ما من شيء أحب إلى الله من إخراج الدراهم إلى الإمام وإن الله ليجعل الدرهم في الجنّة مثل جبل أحد...)،(١٣) وفي الكافي الشريف أيضاً عن الحسن بن مياح عن أبيه قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: (يا مياح درهم يوصل به الإمام أعظم وزناً من أحد).(١٤)
٤ _ صلة الصالحين من شيعته ومواليه بالمال.
فقد جاء في كتاب التهذيب(١٥) عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام قال: (من لم يقدر على زيارتنا فليزر صالح إخوانه يكتب له ثواب زيارتنا, ومن لم يقدر أن يصلنا فليصل صالح إخوانه يكتب له ثواب صلتنا).
هدية الإمام عليه السلام لمحبيه:
أما السؤال الأوّل وهو: ما هي هدية الإمام لنا؟
ففي معرض الجواب عنه نقول: يكفي أن تكون صلتنا له وهديتنا لمحضره محط قبول نظره المبارك وتفضله علينا برضاه بصلتنا, وكما قال الشاعر:

أهدي لمجلسه الكريم وإنما***أهدي له ما حزت من نعمائه
كالبحر يمطره السحاب وماله***منّ عليه لأنّه من مائه(١٦)

وكما قال آخر:

فإن يقبلوا مني هدية قاصر***عددت لكم ذاك القبول من الفضل
وكان قبول عندكم فضل رحمة***يعز بها قلب الوليّ من الذل
ويوجب شكراً عنده، لمقامكم***وفرض حقوق لا يقوم لها مثلي(١٧)

ولذلك ينبغي التنبه إلى هذه النقطة وتركيزها في القلب, وهو أننا نحن الذين بحاجة إلى أن يتقبل منا الإمام عليه السلام ما نصله به, أما هو عليه السلام فغناه من الغني المطلق.
جاء في الحديث الشريف عن أبي عبد الله عليه السلام: (من زعم أن الإمام يحتاج إلى ما في أيدي الناس فهو كافر, إنما الناس يحتاجون أن يقبل منهم الإمام, قال الله عزوجل (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ)(١٨) ).(١٩)
وفي آخر عنه عليه السلام قال: (إني لآخذ من أحدكم الدرهم وإني لمن أكثر أهل المدينة مالاً, ما أريد بذلك إلا أن تطهروا).(٢٠)
هذا مضافاً إلى دعائه لنا, ودعاؤه مقبول عند الله قطعاً لأنه حائز على جميع شروط قبول الدعاء من الاخلاص والنية والتوكّل وغيرها, وقد جاء في الحديث القدسي: (ادعني بلسانٍ لم تعصني به),(٢١) وأي لسانٍ أفضل من لسان المعصوم عليه السلام؟ وجاء في دعاء الندبة: (أين المضطر الذي يجاب إذا دعا) في إشارة واضحة لقوله تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ).(٢٢)
وقد جاء في التوقيع الشريف المروي في آخر الاحتجاج عنه عليه السلام: (لأننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض والسماء, فلتطمئن بذلك من أوليائنا القلوب).(٢٣)
وقال السيد الأجل عليّ بن طاووس في المهج: وكنت أنا بسر من رأى فسمعت سحراً دعاءه عليه السلام فحفظت منه الدعاء لمن ذكره من الأحياء والأموات: (وأبقهم _ أو قال وأحيهم _ في عزنا وملكنا وسلطاننا ودولتنا)(٢٤) وكان ذلك في ليلة الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وستمائة.
وجاء في رسالته عليه السلام للشيخ المفيد: (نحن وإن كنا نائين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين... فإنا نحيط علماً بأنبائكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم... إنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء _ أي الشدة وضيق المعيشة _ أو اصطلمكم الأعداء _ أي استأصلكم الأعداء _).(٢٥)
ب _ ذكر فضائله ومناقبه:
وإقامة مجالس الذكر والحضور الدائم في مثل هذه المجالس فهي من أفضل مصاديق الشعائر التي حثنا الشارع المقدس على تعظيمها وجعلها علامة لتقوى القلوب, وهي مصداق للسبق إلى الخيرات والمكرمات قال تعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ).(٢٦)
جـ _ السعي في خدمته عليه السلام:
وتتمثل خدمته عليه السلام في عصر الغيبة باتباع أوامره الصادرة عنه, أو أي فعل فيه النصرة له وإن لم يأمر به بشكل مباشر.
وينبغي التنبيه على أن الخدمة أخص من النصرة فهي تختزن خضوع النفس وتذللها أمام المولى عليه السلام, فالخادم ناصر الإمام وليس العكس, فالنصرة لشخص ربما لا تحتوي على مفهوم التذلل كنصرة القوي للضعيف أو نصرة الله للمؤمنين, وقد جاء في الحديث الشريف عن الصادق عليه السلام قال: (لو أدركته لخدمته أيام حياتي).(٢٧)
يقول صاحب كتاب مكيال المكارم: (تدبر أيها المحب اللبيب في هذا الكلام, أتزعم فيه إغراقاً أو خلاف واقع؟ حاشا, وكلاّ, بل هو عين الحقيقة, ودلالة إلى نكات دقيقة, منها بيان فضل القائم عليه السلام وشرفه, ومنها الإشارة إلى أن خدمته أفضل العبادات وأقرب الطاعات لأن الإمام الصادق الذي لم يصرف عمره الشريف إلاّ في صنوف طاعة الله وعبادته في يومه وليلته بيّن أنه لو أدرك القائم لصرف أيام حياته في خدمته...).(٢٨)
د _ الدعوة للإمام المهدي عليه السلام:
ولا ريب أن الدعوة له والتعريف به سلام الله عليه من النقاط المهمة في طريق الذكر العملي للإمام عليه السلام وهي مدعاة لحب الإمام وكاشفة عن الارتباط به عليه السلام وقد قال تعالى: (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(٢٩) ولما كان أهل البيت عليهم السلام عموماً والإمام المهدي خصوصاً باعتباره إمام عصرنا والواجب علينا طاعته وامتثال أوامره هو السبيل إلى الله كما أكدت على ذلك الأحاديث والزيارات: (أَنْتُمُ الصِّرَاطُ الْأَقْوَمُ)،(٣٠) (أَيْنَ السَّبِيلُ بَعْدَ السَّبِيل).(٣١)
إذن فالدعوة إلى الإمام المهدي وانطلاقاً من الآية الكريمة السابقة يمكن أن تكون على أربعة أقسام.
أقسام وأنواع الدعوة للإمام عليه السلام:
القسم الأوّل: الدعوة بالحكمة النظرية:
وذلك بالاستعانة بالأدلة العقلية والنقلية في ضرورة وجود الحجة على الخلق من قبل الله تعالى واعتبار أن عقيدة الانتظار نابعة من أصل الفطرة الإنسانية والمجتمع البشري بجميع أطيافه. وقد يختص هذا القسم بغير المؤمنين بعقيدة الإمام المهدي عليه السلام.
القسم الثاني: الدعوة بالحكمة العملية:
وآلية هذا القسم هو التهذيب الروحي للمنتظِر وأن يكون بسيره وسلوكه داعية لإمامه عليه السلام أين ما حلّ أو ارتحل, وقد ذكرنا في صدر الحديث عن الطريق الثاني بعض الأحاديث التي تفيد الحث على ضرورة أن يكون المنتظِر داعية بسلوكه وأخلاقه حيث قال الإمام الصادق عليه السلام: (كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم).(٣٢) وهذا القسم يمكن شموله للمنتظرين وغيرهم.
القسم الثالث: الدعوة بالموعظة الحسنة:
ويتم ذلك من خلال تعريف (المنتظرين) بمقام إمامهم عليه السلام وحقوقه عليهم ومناقبه، وتذكيرهم بالثواب الجزيل للسائرين على دربه، وعلو مقام المنتظِر لإمامه والأحاديث الواردة في ذلك وترغيبهم في كل فعل وقول يرضي عنهم إمامهم, مضافاً إلى ترهيبهم وتخويفهم في حالة عدم انصياعهم لما يحب ويرضى, وبيان الأثر الوخيم وما يترتب على عصيانهم وبعدهم من المزالق والمهالك والغرق والهلكة.
القسم الرابع: الدعوة للإمام بالمجادلة بالتي هي أحسن:
وهو استعمال الأدوات المنطقية والتوصل إلى غرس عقيدة الانتظار في روح فاقدها ورفدها بالأدلة الروحية والكرامات, كل ذلك مـع رفـق وليـن وحـلم مـن دون شـدة وغـلـظـة وتـبـرم مـن الآخــريـن، وعلى شكل مرحــلي ودفعات حتّـى تــكون الفكرة مستوعبة ومتركزة في الذهن والقلب والوجدان.
٣ _ الذكر الخفي (القلبي):
إن أرقى ما يصل إليه الإنسان المحب هو عمارة قلبه بذكر محبوبه (بِذِكْرِكَ عَاشَ قَلْبِي)(٣٣) وسهر الليل لأجل فراقه والذهول عما حوله وعمّا يشغله عن محبوبه, فالذاكر لإمامه عليه السلام على وجه الحقيقة هو من تكون جوارحه وجوانحه وجميع وجوده ناطقاً وولهاً بذكر ولي الله الأعظم عليه السلام، وهو الذي قد استغرقت مشاعره وانجذبت أحاسيسه إلى محبوبه ليكون مصداقاً لقول الحسين عليه السلام في دعاء عرفة: (إِلَهِي حَقِّقْنِي بِحَقَائِقِ أَهْلِ الْقُرْبِ وَاسْلُكْ بِي مَسْلَكَ أَهْلِ الْجَذْبِ).(٣٤)
وبهذا الذكر يحصل الاطمئنان والراحة والأنس وهو مدعاة إلى العمل والصبر والمصابرة في طريق الانتظار، ففي المناجاة يقول الإمام زين العابدين عليه السلام: (وَآنِسْنَا بِالذِّكْرِ الْخَفِيِّ وَاسْتَعْمِلْنَا بِالْعَمَلِ الزَّكِيِّ وَالسَّعْي الْمَرْضِيِّ).(٣٥) ومن هنا نجد الاهتمام البالغ من قبل أهل البيت عليهم السلام لمثل هذا الذكر.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر رضي الله عنه:
(يا أبا ذر, اذكر الله ذكراً خالصاً (خاملاً خ ل) ).
قلت: يا رسول الله, وما الذكر الخالص (الخامل)؟
قال: (الذكر الخفي).(٣٨)
وذلك لما يمتاز به من إخلاص وعدم رياء حيث لا يشوبه شائبة من التعلق بزخارف الدنيا وطلب الجاه والسمعة.
وفي هذا الصدد من المفيد أن نذكر كلاماً للمرجع الشيخ الوحيد الخراساني في التعريف بكلمة التوحيد وأنها من الذكر الخفي وإن لم تكن من الذكر القلبي قال: (ولهذه الجملة _ كلمة التوحيد _ خصائص في لفظها ومعناها: فحروفها نفس حروف كلمة (الله) وهي من الذكر الخفي الذي لا يتطرق الرياء إليه, حيث يمكن للإنسان أن يذكر الله بها ولا يظهر عليه).(٣٩)
ومن علامات الذكر الخفي أنك ترى الذاكر لمولاه عينه باكية وقلبه يحترق ويعتصر ألماً لفراقه، و لنعم ما قال الشاعر:

قلبي إليك من الأشواق محترق***ودمع عيني من الآماق مندفق
الشوق يحرقني و الدمع يغرقني***فهل رأيت غريقاً وهو محترق

ولهذا نلاحظ أن المحب المخلص في محبته يزداد حزنه وبكاؤه طردياً بزيادة محبته وشوقه, ونجد هذا متجلياً في محبة أهل البيت عليهم السلام للإمام المهدي فهذا أمير المؤمنين عليه السلام يقول _ بعد التعرض لجملة من صفات المهدي عليه السلام وأومى بيده إلى صدره: (هاه... شوقاً إلى رؤيته).(٤٠)
وهذا إمامنا الصادق عليه السلام يبكي بكاء الثكلى محبة بالمهدي وحزناً عليه يقول سدير الصيرفي: دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله الصادق عليه السلام فرأيناه جالساً على التراب وعليه مسح خيبري مطوق بلا جيب مقصر الكمين, وهو يبكي بكاء الواله الثكلى, ذات الكبد الحرى، قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغيير في عارضيه وأبلى الدموع محجريه وهو يقول: (سيدي غيبتك نفت رقادي وضيقت عَليَّ مهادي, وابتزت مني راحة فؤادي, سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد, وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد, فما أحس بدمعة ترقى في عيني وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا ما لقيني... ).(٤١)
ومن علاماته أن يكون دائم الحزن والغم, ففي الكافي الشريف عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح, وهمه لأمرنا عبادة).(٤٢)
ولنعم ما قال أمير المؤمنين عليه السلام في الديوان المنسوب إليه:

ومن الدلائل أن يرى من شوقه***مثل السقيم في الفؤاد غلائل
ومن الدلائل أن يرى من أنسه***مستوحشاً من كل ما هو شاغل
ومن الدلائل ضحكه بين الورى***والقلب محزون كقلب الثاكل(٤٣)

وينبغي عدم اليأس _ لمن لم يصل إلى هذه المرتبة _ من الوصول إلى هذا المقام السامي أو بعضه وذلك بالسعي الحثيث والعمل الجاد والمثابرة للولوج إلى عالم الذكر الخفي رويداً رويداً والدخول إليه شيئاً فشيئاً, فالحب يستحق العناء والعشق في هذا المضمار يستأهل التضحية والفداء.
وإليك أخي المنتظِر وأختي المنتظِرة بعض الإشارات المضيئة في هذا الدرب لتكون من السالكين والمستأنسين بالذكر الخفي.
إضاءات في طريق الذكر الخفي:
١ _ ربط العالم الخارجي بإمامه عليه السلام:
وذلك بالمحاولة الجادة لجعل كل ما حوله وما يراه وما يسمعه وما يحس به مرتبطاً ومذكراً له بالإمام المهدي عليه السلام سواء كانت الأحداث تجري عليه شخصياً أو على الآخرين, ومثال ذلك ينبغي عليه إذا رأى غريباً أو صادف أنه هو أصبح غريباً أن يتذكر غربة الإمام عليه السلام وإذا استوحش ينبغي أن يفكر في وحشة الإمام عليه السلام وإذا ظُلم يجب أن تكون مظلوميته مدعاة للتذكر والتأثر بمظلومية ولي الله الأعظم وإذا رأى شخصاً قد تعلق بحب الدنيا أو عشق شخصاً ويتلهف على لقائه فيكون هذا حافزاً له ليزيد من تعلقه بإمامه وعشقه له عليه السلام.
وإذا قام بين يدي ربّه ليتذكر قيام مولاه في مثل هذه اللحظة بين يدي خالقه ويقارن بينهما, وهكذا يحاول في كل حدث صغير أو كبير أن يربطه بنحو من الأنحاء بالإمام المهدي عليه السلام.
وإذا واظبت أخي المنتظِر وأختي المنتظِرة على هذا الأسلوب واتخذت هذه الاضاءة فسوف تحصل بإذن الله على دوام الذكر لولي الله الأعظم والتعلق به.
٢ _ اختزال الحب:
فالإنسان بطبيعته وخصوصاً المؤمن يحب الإنسانية المعطاءة والكمال وتبعاً لذلك تجده يحب مصاديق الكمال، ويقف على رأس الهرم الكمالي الأنبياء والرسل وأهل البيت عليهم السلام وعموم الصالحين والجماعات الخيرة عبر التأريخ كل هؤلاء يحبهم الإنسان المؤمن.
لأن الهدف الذي سعوا جميعاً إليه هو نشد العدل والقسط ووأد الباطل والظلم وإزهاقه, فإذا تمركز هدف كل هذه الشخصيات عبر تأريخ البشرية وتمحور في شخص واحد فينبغي أن يكون التعلق به وحبه وعشقه بنحو عظيم جداً والارتباط به وثيقاً جداً, وهذا ما نصطلح عليه (اختزال الحل) ولا نعني بذلك ترك محبة الآخرين أو نسيانهم وإنما توظيف هذه المحبة وتركيزها لشخص واحد ومصداق فارد وهو شخص الإمام عليه السلام وأطروحته العالمية, وبه تتحقق الخاتمية في الرسالة والإمامة.
٣ _ استشعار المظلومية:
إن من الوسائل المهمة والأكيدة لإيجاد الارتباط والعلاقة الوثيقة بين المنتظر وبين بقية الله الأعظم عليه السلام هو التركيز على البعد العاطفي في مظلومية الإمام عليه السلام وهنا يجب أن نقف ونتأمل في أبعاد هذه المظلومية والتي على رأسها عدم معرفتها أو الالتفات إليها.
فليس غريباً أن نبكي على الحسين عليه السلام لعظم ما جرى عليه وعلى أولاده وأصحابه ونسائه فإنها مظلومية تصرخ في الأجيال مضمخة بالدماء الزواكي، فمن الطبيعي إذن أن تبكي عليه الأرض والسماء لأن جانب الظلامة في قضية الحسين عليه السلام واضح وجلي لا يحتاج إلى استنطاق التاريخ والتأمل في عالم الغيب، ولكن هذا الأمر لا يجري في بقية الله الأعظم إلاّ بعد التأمل باستكشاف عظم مظلوميته وذلك لأجل احتواء قضية الإمام المهدي على حلاوة النصر والعدالة العالمية وازهاق الباطل فهذه الخصائص التي سادت في العقلية الشيعية والإسلاميّة غيبت جوانب أخرى من خصائصه سلام الله عليه ومنها ظلامته.
ومن هنا جاء تأكيد أهل البيت على هذه الخصيصة وهذه الصفة باعتبارها أحد أهم معالم شخصية الإمام عليه السلام حيث نجد أن أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام قد أكثروا من البكاء والتوجع والتألم له عليه السلام ولا يكون هذا كله نتيجة لشوقهم إليه فقط.
إذاً هنالك مظلومية عظمى في شخصية الإمام عليه السلام هي الباعثة لتوجع وتألم أهل البيت عليهم السلام وهذا ما نجده واضحاً جلياً في قضية الإمام الصادق وكيفية بكائه ونحيبه على الإمام المهدي عليه السلام وقد استعرضنا الرواية سابقاً، كما حاول أهل البيت وعلى رأسهم النبي الأكرم إبراز جانب المظلومية في الإمام المهدي وذلك من خلال الروايات والأحاديث الكثيرة الواصفة للإمام والمبينة لخصائص مظلوميته عليه السلام فهو الطريد وهو الشريد وهو الفريد وهو الوحيد المنفرد عن أهله الموتور بأبيه كما جاء في لسان الكثير من الروايات فعن الاصبغ ابن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: (صاحب هذا الأمر الشريد الطريد الفريد الوحيد)(٤٤) وجرى ذلك على لسان أصحاب أهل البيت لكي يستنطقوا ذاكرة المنتظرين ويستحثوها لابراز هذه الخصوصية وهذه الظلامة الكبرى، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: (لما دخل سلمان الكوفة ونظر إليها ذكر ما يكون من بلائها حتّى ذكر ملك بني أمية والذين من بعدهم ثمّ قال: فإذا كان ذلك فالزموا أحلاس بيوتكم حتّى يظهر الطاهر ابن الطاهر المطهر ذو الغيبة الشريد الطريد).(٤٥)
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما أوذي نبي مثلما أوذيت)(٤٦) فإن ما لقيه مهدي هذه الأمّة وما سيلقاه أكثر بكثير من جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في الكثير من الروايات فعن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إن قائمنا إذا قام استقبل من جهال الناس أشد مما استقبله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جهال الجاهلية). قلت: وكيف ذاك؟ قال: (إن رسول الله أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج به عليه)، ثمّ قال: (أما والله ليدخلنّ عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر).(٤٧)
وإذا كان الحسين عليه السلام غريباً ووحيداً فإن حفيده المهدي المنتظر أكثر وحدةً وأعظم غربةً من جده الحسين عليه السلام إذ كيف لنا أن نتصور أن من بيده قلائد الأمور وتصاريف الوجود وهو مشرد لايعرف قراراً ولا استقراراً ولا أمناً ولا أماناً خلال قرون عديدة وسنين متطاولة يرى قتلة آبائه الطاهرين وشيعتهم أمام عينيه في كل يوم ولا يثأر لهم حتّى يأذن الله سبحانه وتعالى له.
هل يا ترى قد استوعبنا وأدركنا عظم هذه المظلومية؟ كلا لعمري لم نعرف إلاّ غيظاً من فيظ وقليلاً من كثير، لكننا نشير إلى حالته سلام الله عليه فهي تحكي عن الكثير مما خفي علينا في عبارة موجزة تستبطن من ورائها الكثير الكثير من هذه الظلامة وهي قوله إشارة لمصيبة جده الحسين عليه السلام: (فلأندبنك صباحاً ومساءاً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً).(٤٨)



الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) الكافي ٢: ٦١٤/ باب (ترتيل القرآن بالصوت الحسن)/ ح ٣.
(٢) كشف الغطاء ٢: ٣٠٤.
(٣) مفاتيح الجنان.
(٤) السابق.
(٥) السابق.
(٦) مفاتيح الجنان؛ وذكره صاحب المزار: ٦٦٢.
(٧) مفاتيح الجنان.
(٨) جمال الأسبوع: ٢٥٦.
(٩) الكافي ٢: ٧٨/ باب (الورع)/ ح ١٤.
(١٠) شرح الأخبار ٣: ٥٠٦/ ح ١٤٥١.
(١١) الكافي ٥: ١٤٤/ باب الهدية/ ح ١٤.
(١٢) مكيال المكارم ٢: ٢٢٨.
(١٣) الكافي ١: ٥٣٧/ ح ٢.
(١٤) الكافي ١: ٥٣٨/ ح ٥.
(١٥) التهذيب ٦: باب ٤٨/ ح ١.
(١٦) جمال الأسبوع: ٣٢.
(١٧) جمال الأسبوع: ٣٣.
(١٨) التوبة: ١٠٣.
(١٩) الكافي ١: ٥٣٧/ ح ١.
(٢٠) الكافي ١: ٥٣٨/ باب (صلة الإمام)/ ح ٧.
(٢١) بحار الأنوار ٩٠: ٣٩٠.
(٢٢) النحل: ٦٢.
(٢٣) الاحتجاج ٢: ٣٢٤.
(٢٤) عن المهج في بحار الأنوار ٥٣: ٣٠٣.
(٢٥) المزار: ٨؛ وعنه الطوسي في التهذيب ١: ٣٧، عبارة (ثاوين) بدلاً عن (نائين).
(٢٦) البقرة: ١٤٨.
(٢٧) الغيبة/ النعماني: ٢٤٥.
(٢٨) مكيال المكارم ٢: ٢٠١.
(٢٩) النحل: ١٢٥.
(٣٠) من لا يحضره الفقيه ٢: ٦١٣/ الزيارة الجامعة.
(٣١) مفاتيح الجنان: دعاء الندبة.
(٣٢) الكافي ٢: ٧٨/ باب (الورع)/ ح ١٤.
(٣٣) الصحيفة السجادية: ٢٢٧/ (١١٦) دعاءه عند سحر شهر رمضان.
(٣٤) صحيفة الحسين: ٢١٦/ دعاء الحسين يوم عرفة.
(٣٥) الصحيفة السجادية: ٤١٨/ (١٩٤) مناجاة الذاكرين.
(٣٦) مفاتيح الجنان.
(٣٧) فيض القدير شرح الجامع الصغير ٣: ٧٦٣.
(٣٨) الأمالي/ الطوسي: ٥٣.
(٣٩) من حكم الصلاة وأسرارها، منهاج الصالحين للشيخ الوحيد.
(٤٠) الغيبة/ النعماني: ٢١٤.
(٤١) كمال الدين: ٣٥٢/ ح ٥٠.
(٤٢) الكافي ٢: ٣٢٦/ باب الكتمان/ ح ١٦.
(٤٣) مكيال المكارم ٢: ١٥٢.
(٤٤) كمال الدين/ الصدوق: ٣٠٣.
(٤٥) الغيبة/ الطوسي ١٦٣/ ح ١٢٤.
(٤٦) بحار الأنوار ٣٩: ٥٦.
(٤٧) الغيبة/ النعماني: ٢٩٧/ ح ١.
(٤٨) بحار الأنوار ٩٨: ٣٢/ باب ٢٤ (كيفية زيارته صلوات الله عليه يوم عاشوراء)/ الزيارة رقم ٨.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
 مقال مختار:
 أكثر المقالات زيارةً:
المقالات دراسات/ حقيقة الإمام المهدي عليه السلام في روايات ومصادر العامة من وسائل التقريب ونبذ الطائفية (المشاهدات: ٩٠٣,٣٧١) المقالات دراسات/ دراسة عن توقيت ظهور الإمام المهدي المنتظر (المشاهدات: ٦٠,٩٥٠) المقالات دراسات/ منزلة الإمام المهدي عليه السلام عند آبائه المعصومين عليهم السلام (المشاهدات: ٤١,٩٩٦) المقالات دراسات/ الإمام المهدي في الشعر العربي (المشاهدات: ٤٠,٤٠٥) المقالات دراسات/ البصرة في ظهور الامام عليه السلام (المشاهدات: ٣٩,٨٢١) المقالات دراسات/ التوظيف السياسي لفكرة المهدي في العهود الاسلامية الاولى (المشاهدات: ٣٨,٢٣٠) المقالات دراسات/ أبعاد من الحكمة الإلهية لغيبة الإمام المهدي عليه السلام (المشاهدات: ٣٦,٠٧٩) المقالات دراسات/ الصيحة والنداء السماوي (المشاهدات: ٣٤,٢٣٢) المقالات دراسات/ أفكار في سلاح الإمام المهدي عليه السلام عند الظهور (المشاهدات: ٣٢,٤٦٢) المقالات دراسات/ الرايات الصفر في الميزان (المشاهدات: ٣٠,٦٠٤)
 أكثر المقالات تقييماً:
المقالات دراسات/ دراسة عن توقيت ظهور الإمام المهدي المنتظر (التقييمات: ٥.٠ / ٦) المقالات دراسات/ دراسة القضايا المهدوية (١) (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات دراسات/ الرايات الصفر في الميزان (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات دراسات/ كارثة المسيح الدجال صحابي مسلم مجاهد (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات دراسات/ دراسة حول رؤية الامام المهدي عليه السلام (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات الأدب المهدوي/ أناشيد للصغار هذا هو اليومُ الأغَر (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات دراسات/ مدّعو المهدوية مهدي السلفية التكفيرية وحركة جهيمان العتيبي (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات شبهات/ في معرفة الإمام ذاتاً (التقييمات: ٥.٠ / ١) المقالات دراسات/ الطابع السلمي لحركة الإمام المهدي عليه السلام (التقييمات: ٥.٠ / ١) المقالات دراسات/ إمكان رؤية الإمام المهدي عليه السلام في الغيبة الكبرى (التقييمات: ٥.٠ / ١)
 لتحميل أعداد المجلة (pdf):

 البحث:

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016